رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيـــروس القـــرن


سواء اتفقت مع منظمة الصحة العالمية في أن فيروس كورونا المستحدث تحول إلى وباء عالمي، أو انضممت إلى أصحاب "نظرية المؤامرة" التي تشير إلى أن الدول الكبرى تمارس علينا "مؤامرة الرعب" مرة بفيروس أنفلونزا الطيور، ثم الخنازير، والسارس، وزيكا، والإيبولا، وكورونا ثم فيروس كورونا المستحدث لتحقيق مكاسب بالمليارات أو بالترليونات، فهناك حد أدنى يمكن أن نتفق عليه، وهو أننا نواجه فيروس القرن، وهو شيئ حقيقي وليس وهما مثل صفقة القرن، بدليل أنه أجلس الملايين في بيوتهم وهم يندبون حظهم مثل " الولايا ".
فيروس القرن جعل ملايين البشر يخشون مصافحة أقرب الناس إليهم، ويصابون بالرعب لمجرد سماع صوت عطسة أو سعال ولو من طفل صغير.. وجعل سمعة المصاب بالأنفلونزا أسوأ كثيرا من النصابين والمحتالين على البنوك.
ورغم التحذير المضروب من رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بأن علينا الاستعداد لفراق أعز الأحباب بسبب كورونا، أو التحذير المشابه الذي أطلقته المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل من أن ٦٠ إلى ٧٠ بالمائة من الشعب الألماني معرضون للإصابة بكورونا المستحدث، ورغم غناء الإيطاليين في شرفات بيوتهم التي حبسهم فيها خوفهم من الفيروس... رغم كل هذا وأكثر فعقلي يرفض أي تصور غير أن هذا الفيروس من صنع كبار الأشرار، الذين يحكمون العالم بأساليب كثيرة من بينها "مؤامرة الرعب" التي تدر المليارات على خزائنهم.. وليس أمام ضعفاء العالم إلا أن يخضعوا لهم ويرتضوا الخوف من الفيروس والإصابة به.. ويرتضوا أيضا أن يدفعوا كل مافي جيوبهم لشراء الدواء الذي سيبيعونه لنا للشفاء من افيروس اخترعوه ونشروه وأرعبونا منه.
قبل أن تتسرع في الحكم على كلامي، إسأل نفسك أولا: هل هذه هي الخدعة الأولى من أشرار العالم الكبار ؟ وهل هو أول فيروس يبيعونه إلينا ؟ ألم يفعلوها من من قبل مع فيروس أنفلونزا الطيور، ثم الخنازير، والسارس، وزيكا، والإيبولا، وكورونا ثم فيروس كورونا المستحدث..؟
مرة أخرى لا تتسرع في الحكم وتذكر: لماذا تأتي التحذيرات كل مرة من واشنطن، حتى لو ظهر فيروس إيبولا في غرب أفريقيا وسارس كورونا بنوعيها في مدينة ووهان الصينية، ولماذا يظهر العلاج في النهاية من شركات أمريكية وأوروبية تجني مئات المليارات من فقراء وضعفاء العالم الذين لايملكون خيارا أمامهم سوى الخضوع ؟ خاصة بعد الإلحاح الرهيب من الآلات الإعلامية الضخمة، التي تطاردك بالأخبار الكاذبة والشائعات حتى وأنت نائم.
مرة أخرى لا تتسرع وتذكر كيف تدخل مجلس الأمن منذ سنوات، وهو أشبة بحكومة العالم كله، في مهزلة فيروس ايبولا، حيث اعتبر إيبولا مصدرًا " لتهديد السلم والأمن الدوليين"، في سابقة ي الأولى هي نوعها، وإحدىبل هي إحدى المرات النادرة في تاريخ المجلس ا في أزمة ملتي تدخل بها في أزمة متعلقة بالصحة العامة!
كما صرح البيت الأبيض وقتها بأن أمريكا سترسل 300 جندي أمريكى لمحاربة إيبولا في دول غرب أفريقيا، وصرح الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما عقب ذلك بأنه يسعى عبر هذه الخطوة الى "تحويل المسار فيما يتعلق بجهود مكافحة الوباء"! وظلت العبارة مبهمة لأكثر المتابعين حتى اللحظة، ولماذا أعمال (الإغاثة) تقتصر على إرسال القوات العسكرية، بينما ظاهر الأزمة صحي؟.
ألم يكتشف الناس بعد ذلك أن فيروس إيبولا لاينتقل عن طريق الهواء، وأن احتمالات العدوى على نطاق واسع للمرض الفيروسي منخفضة، لأنه ينتشر فقط عن طريق الاتصال المباشر مع الإفرازات والسوائل التي تخرج من شخص تظهر عليه علامات المرض مثل الدم أو البراز أو القيء.. وقد كانت هذه الحقائق صادمة لكل من صدقوا الإعلام الأمريكي، الذي روج بشكل مذهل لأن فيروس إيبولا يمكن استخدامه في الأسلحة البيولوجية، ومن التحذير من إمكانية الاستخدام الإرهابي للفيروس، ولكن آفة حارتنا النسيان كما قال الروائي الكبير نجيب محفوظ.
مرة أخرى احتفظ بهدوء عقلك، وتذكر أنه خلال موجة فيروس سارس عام 2003، أصيب ثمانية أمريكيين فقط به، ولم يتوف أي منهم، ولكنه خلّف ما لا يقلّ عن 800 وفاة في أنحاء متفرقة من العالم، وكلّف العالم نحو 40 مليار دولار.
بعد هذه المعلومة، هل لديك أدنى شك أننا وقعنا في نفس الفخ للمرة السابعة خلال أربعة عقود ؟، هل تصدق أنه مع كل فيروس تنخفض بورصات آسيا والبورصات العربية فقط، وترتفع بورصات أوروبا والولايات المتحدة، وأنه مع كل فيروس وأزمة يصدرونها لنا تنخفض أسعار النفط، وقد وصل سعر البرميل مع انتشار فيروس كورونا المستحدث إلى ٢٥ و٢٨ دولار وهو أقل من سعره منذ ٣٩ عاما، يا إلهي لماذا أصبح النفط هو السلعة الوحيدة التي تنخفض أسعارها بمناسبة وبدون مناسبة ؟! رغم أنها السلعة التي تدير آلة الإنتاج وآلة الحضارة في العالم.
عزيزي الخائف من فيروس كورونا المستحدث، لا تصدق أنهم حبسونا في بيوتنا وجعلونا ننام من المغرب، وقتلوا عدة آلاف حول العالم من دون ثمن.