رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحضارة صامدة.. الأثريون يتحدثون عن وقوف التراث في وجه السيول

الحضارة صامدة
الحضارة صامدة

موجة عاتية من العواصف والأمطار تعتبر الأولى من نوعها احتاحت محافظات مصر يوم أمس، ليتداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا مختلفة تثير الفزع بشأن غرق سفح الأهرامات بالسيول والأمطار.

وفي سياق متصل، أكد محمد متولي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندرية والساحل الشمالي، أن جميع المواقع الأثرية مفتوحة أمام الجميع لزيارتها ولم تتأثر بأي شكل من الأشكال جراء سوء أحوال الطقس، مؤكدًا على ذلك بما شهدته قلعة قايتباي وباقي المواقع الأثرية من زيارات سياحية.

فيما أشار مدير عام الآثار في الإسكندرية والساحل الشمالي، أنه حتى الآن لا يوجد أي أضرار طالت المواقع الأثرية مؤكدًا أن المديرية على أتم استعداد للتحرك بشأن أي بلاغات تقيد بتضرر أي منطقة أثرية نتيجة العاصفة، ملفتًا إلى استمرار أعمال الترميم في قرية شالي الأثرية ب واحة سيوة بشكل طبيعي.

رصدت "الدستور" في هذا التقرير مدى تأثر المواقع الأثرية في مصر جراء الطقس السيئ الذي ضرب أنحاء محافظات الجمهورية، من خلال التواصل مع عدد من العاملين في قطاع الآثار.

• صلاح الهادي: آثار مصر عصية على السيول

في البداية أوضح صلاح الهادي، كبير أخصائيين ترميم في سيناء، أن جميع الأماكن والقطع الأثرية تتأثر بفعل التغيرات المناخية وموجات الطقس القاسية، ولاسيما التأثر المباشر الناتج من تعرض الأثر إلى السيول والعواصف والرياح أو درجات الحرارة المتفاوتة وأيضًا أشعة الشمس المباشرة، فجميع تلك العوامل تؤثر بشكل سلبي على الأثر، ولكن درجة التأثر تختلف حسب حالة قطعة الأثر.

وتابع "الهادي"، أن مصر تعرضت لموجة قاسية من السيول والأمطار ومن شأنها أن تؤثر على أي أماكن أثرية؛ ولكن لم يحدث هذا إلا بنسبة ضعيفة؛ مرجعًا أسبابه إلى أن الآثار الفرعونية في مصر تتميز بتحملها لعوامل الطقس والتعرية منذ آلاف السنين، فكم مر على مصر من فيضان نيلي وكم ضربت مصر عواصف ترابية من شأنها أن تدمر وتطمس أي آثار، ولكن لا تزال آثار مصر صامدة كما هي أمام أعتي العواصف والسيول.

كما أكد كبير أخصائيين الترميم، أن مدى تأثر القطع الأثرية تتوقف على حالتها، إذ يشكل تسرب مياه الأمطار والسيول إلى المباني الأثرية خطرًا كبيرًا، فضلًا عن العواصف والرياح الترابية التي قد تلحق الضرر بالأثر أيضًا، ملفتًا إلى ضرورة الاهتمام بالأماكن الأثرية في مدن القنال والعمل على الترويج لها، وإنقاذها في حالة تعرضها لأي أضرار، ومنها قلعة الغوري بسهل الطينة في شرق بورسعيد، ومسجد الظاهر بيبرس بقاطية، وقلعة نخل بوسط سيناء، بالاضافة إلى الآثار المنتشرة في عيون موسى وأبو زنيمة زمعبد سرابيط الخادم.

• قنديل: يمكن ترميم الأضرار إن حدثت

أما محمد قنديل، أخصائي ترميم آثار، أكد على خطورة تعرض الآثار إلى التغيرات المناخية القاسية، بيد أن أسوأ ما يتعرض له الأثر هو السيول الجارفة والعواصف على حدٍ سواء وذلك بسبب تسرب السيول داخل الحجرات والأماكن الأثرية مما يجعله هشا وعرضة للاندثار، وبالنسبة للعواصف فمن شأنها أن تتسبب في عملية نحر الأثر، الأمر الذي يؤدي إلى طمس هويته ومعالمه.

يذكر "قنديل" أنه حتى الآن لم تشهد الآثار في مصر أية خسائر جسيمة، بل شهدت بعض الأماكن الأثرية أمس أثناء الأمطار زيارات من قبل السياح الأجانب مثل قلعة قايتباي في الإسكندرية، مضيفًا أنه من الممكن أن يكون هناك تأثر في بعض النقاط ولكنه طفيف وغير ملحوظ، وإذا كان هناك أي تأثيرات سلبية فستعلن عنها وزارة الآثار بشكل رسمي، مشيرًا أنه ما دام الأثر ثابتًا فهنا يأتي دور قطاع الترميم بوزارة الآثار لبدء العمل على ترميمها؛ من أجل الحفاظ عليها.

• مدير المتحف المصري الأسبق: الآثار مرممة بمواد تتحمل تقلبات الطقس

فيما أشار الدكتور سيد حسن، مديرعام المتحف المصري الأسبق، إلى أن وزارة الآثار تعمل بشكل مستمر ودائم على الحفاظ على جميع الآثار المصرية وترميمها في حال وجود عواصف أو سيول أو لا، مشيرًا إلى أن الوزارة لا تترك أي أثر عرضة للخطر، أو أن يكن به تلف ما؛ وهذا لأن جميع المصريين يدركون جيدًا قيمة آثارهم التي تمثل هويتهم كفراعنة.

وأكد "حسن" أنه لا يمكن للآثار أن تندثر أو تتعرض لخطر ما يؤثر عليها بشكل سلبي؛ مرجعًا أسبابه أنه يؤخذ في الاعتبار احتمالية تعرض الأثر لعوامل جوية قاسية، لذا يتم ترميمها بمواد وإمكانيات تتحمل تغيرات الطقس المفاجئ.

وكشف المدير الأسبق للمتحف المصري، أن الوزارة تعتني جيدًا بأعمال الترميم، والتي تتم وفق خطة محكمة ومدروسة بشكل مسبق، تتضمن كيفية التعامل مع الأثر حسب حالته ونوعه، مؤكدًا أن أعمال الترميم تلك يُشرف عليها خبراء متخصصين في هذا الشأن وتمم بحرص شديد، من أجل الحفاظ على الآثار المصرية.