نيويورك تايمز: بريطانيا تحصن اقتصادها قبل شعبها من كورونا
اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن بريطانيا ركزت جهودها على تحصين اقتصادها بشكل حاسم من الآثار المدمرة لفيروس كورونا المستجد، غير أنها لم تفعل الأمر ذاته حتى الآن مع شعبها.
ورأت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس - أن بريطانيا تحركت بشكل حاسم لحماية اقتصادها، بينما كانت تستعد لتشديد استجابة طبية أكثر حذرًا لمكافحة كورونا المستجد، بعدما تعرضت استجابتها الطبية للفيروس لسيل من الانتقادات، ولا سيما بعدما تأكدت إصابة وزيرة الدولة لشؤون الصحة البريطانية نادين دوريس بالفيروس ولكن بعد مخالطتها في إحدى المناسبات لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وذكرت الصحيفة أن دوريس خالطت أيضا العديد من أعضاء البرلمان الآخرين بعد إصابتها بالفيروس؛ مما دفع نائبة أخرى إلى عزل نفسها وإثارة تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي لجونسون أن يحذو حذوها وحول ما إذا كان يجب على البرلمان أيضا تعليق سير عمله.
وأشارت (نيويورك تايمز) إلى أنه رغم ذلك، اجتمع البرلمان البريطاني في جلسة استماع حول خطة الطوارئ لجونسون لتجنب انهيار اقتصادي إثر ما وصفته منظمة الصحة العالمية أمس بأنه "جائحة": إذ كشف وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك عن تخصيص 30 مليار جنيه استرليني، أو ما يعادل 38 مليار دولار، في الإنفاق الإضافي لتعزيز الاقتصاد وتخليص البلاد من عواقب تفشي فيروس كورونا المستجد وذلك في صورة زيادة تمويل هيئة الخدمات الصحية الوطنية وتخفيضات طارئة في أسعار الفائدة للشركات والأشخاص الذين أجبروا على ترك العمل بسبب الفيروس.
وفي وقت متأخر من الليلة الماضية، أعلنت بريطانيا أنه من المقرر أن تعقد لجنة الأزمات اجتماعا اليوم لمناقشة سبل تعزيز استراتيجيات التباعد الاجتماعي للتصدي للفيروس، وهو ما قد يعني عمل مزيد من الموظفين من المنزل وإغلاق المدارس وفرض قيود على التجمعات واسعة النطاق.
ورأت الصحيفة الأمريكية أنه مع ارتفاع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في بريطانيا إلى ما يقرب من 500 حالة، تعارضت خطة الإنقاذ الاقتصادي الحاسمة في البلاد بشكل صارخ مع طريقة استجابة إدارة الصحة العامة للوباء.
واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول إن لندن أوقفت إجراءات التباعد الاجتماعي، التي اعتمدتها السلطات في إيطاليا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى، ولكن من المحتمل أن تسير لندن على النهج ذاته إذا قررت لجنة الأزمات، كما هو متوقع، أن استراتيجيتها تؤجل انتشاره لكنها لم تعد تحتويه.