رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الليلة الكبيرة.. «الدستور» تحاور تلاميذ صلاح السقا في عيد ميلاده

الماريونت
الماريونت

على صوت الأراجوز، وقرمشة ما يحمله بائع الحمص، والوقوف على أطراف الأصابع منتظرين ما سيجود به حظهم مما يشترونه من بائع البخت، ورجال على المقهى يشربون الشاي، وصيحات المعلم، وتوجيهات العمدة، وحركات الراقصة، وغيرهم الكثير من الشخصيات المنحوتة بعناية، نجح المخرج المسرحي صلاح السقا، مستخدما كلمات صلاح جاهين، وعرائس ناجي شاكر، وألحان سيد مكاوي، في إخراج أشهر عرض مسرحي على الإطلاق "الليلة الكبيرة".


في ذكرى ميلاد صلاح السقا، حاورت "الدستور" عدد من تلاميذه الذين ساروا على نهجه واتخذوه مثالًا يحتذى به في فن الماريونت:


• فيفيان أمين: أحاول إحياء صناعة الماريونيت بقصاصات القماش والخيش

قصاصات القماش، والخيش، قماش الكوخ، والخشب تلك هي الخامات التي تمحور حولها حلم فيفيان. تمكنت من صناعة عرائس الماريونيت منذ بلوغها الـ٩ سنوات، عملت على تطوير ذاتها بمشاهدة العديد من الفيديوهات على "اليوتيوب"، عملت على صناعة وتحريك العرائس لشخصيات كرتونية، فلم تنس أوبريت "الليلة الكبيرة" الذي شاهدته على مسرح الهناجر.

بدأت فيفيان أمين، ذات الـ35 عاما، صناعة عرائس الماريونيت كهواية لشدة تعلقها بمسرح العرائس منذ طفولتها، بعمل أي شخصية كرتونية من قصاصات القماش، وقماش الجوخ، والخيش إلا أنها قامت بعمل مشروعها لعرض منتجاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.



تحكي فيفيان، أن والدتها كانت تقوم بعمل عرائس الماريونيت لها أثناء طفولتها، قائلة: "قمت بعمل لوحات بعرائس الماريونيت تعبر عن قيمة معنوية وتحاكي الواقع".

تمنت الفتاة الثلاثينية، أن يعيدوا إحياء مسرح عرائس الماريونيت، وصناعته مرة أخرى وتجسيد الشخصيات الكرتونية والواقعية، متمنية وجود تكاتف من وزارة الثقافة لإحيائها، وإقامة معرض لعرائس الماريونيت أو العرائس اليدوية لإعادة إحياء ثقافة الشعوب.

• "عادل": كل العاملون في الماريونت من تلاميذ صلاح السقا

"أنا الفارس المغوار الذي يتحدى الصعاب، أركب خيلي لأواجه طواحين الهواء بدلًا من الحروب الدامية التي تدخلها البلاد"، بهذه الكلمات بدأ عماد عادل، صانع ومحرك عرائس الماريونت، الحديث من خلال إحدى الدمى للتعبير عن نفسه.

قال صانع الماريوت، لـ"الدستور"، إن فن العرائس الراقصة من أقدم الفنون الشعبية في العالم أجمع إلا أنه ترعرع في مصر على يد المبدع الكبير، صلاح السقا، الذي قدم عروضًا رائعة بالعرائس الخشبية المصنوعة، وكان ذلك جليًا في سكيتش الليلة الكبيرة.

"المراحل اللي بيمر بيها صناعة عرائس الماريونت كتير جدًا"، بهذه الكلمات بدأ عادل الحديث عن طرق صناعة العرائس الراقصة، موضحًا أن الأمر يبدأ بفكرة صغيرة تتوارد على ذهنه، فيرسمها على الورق، لينتقل بعدها إلى الجزء الآخر والذي يتمثل في اختيار الأزياء الخاصة بالعروس، لتكون الرسمة كاملة ملونة.

وأوضح صانع عرائس الماريونت، أن المرحلة التي تلي ذلك هي البدء في صناعة هيكل العروس ووجهها، والذي يستغرق الكثير من النحت، الرسم، الإبداع، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض القطع الخارجية، معلقًا "صناعة الرأس وحدها تحتاج دمج الكثير من الفنون مع بعض".


وأكد أنه فقط من حرص على التتلمذ تحت يد صلاح السقا، أو سار على نهجه هو من يعرف حقًا أن شق الخيوط هو الذي يحدد نواحي الشخصية للعروس، موضحًا أن خيوط الراقصة مختلفة عن الشخص العادي، ومن يحمل وردة مختلف عن من يحمل فأس، فلكلًا منهم آليه تحريك وجوانب خيطية يصنع بها.

تابع عادل، أن هذا هو الفن الذي أتقنه صلاح السقا، والذي نقله من خلال إبداعاته الفنية لكل من يسير على نهجه، معقبًا "محدش يقدر ينسى الليلة الكبيرة واللي حققته من جلبه في سوق الماريونت".

• رانيا محمود: تربيت على حب العرائس على يد صلاح السقا

تقول رانيا محمود، صانعة عرائس الماريونت، لـ"الدستور"، إنها تخرجت في كلية الفنون الجميلة، والتي درست بها المعنى الحقيقي للفن وكيفية التعبير عنه، بأجمل الأشكال، حيث كانت هذه نقطة انطلاقتها في تنمية موهبتها بصناعة العرائس، والتي كانت هوايتها منذ الصغر.

"اتربيت على حب العرائس وخصوصًا عرائس الماريونت والتي نحرك بالخيط على يد عميد ورائد فن العرائس المتحركة في مصر صلاح السقا"، هكذا نسبت صانعة عرائس الماريونت حبها وتعلقها بهذه الأعمال إلى صلاح السقا، مبينةً أن إبداعه في صناعة العرائس جعلها عشق للعديد من الأجيال في مختلف الأعمار بين الصغار والكبار.

وتابعت، أنها طورت من حبها للعرائس حتى صنعت ورش لتعليم الأطفال والكبار صناعة العرائس وخصوصًا الشباب في الجمعيات الخيرية، لتكون بالنسبة لهم مصدر رزق، قائلة "بالرغم أني خريجة فنون جميلة لكن طورت موهبتي في صناعة العرائس وعملت ورش لتعليم الشباب مجانًا".

لم يقتصر حب صناعة العرائس عند رانيا على صناعة عرائس الماريونت فقط، ولكنها أقدمت على التطور وعمل مسرح للعرائس، وصنعت عرائس تتحدث والعرائس التي يقوم الشخص بارتداء والحديث من خلالها، قائلة "مش وقفت على العرائس الماريونت من الخيط والقطن بس لكن عملت مسرح عرائس وعرائس التي بحجم الأشخاص".

وفي ذكرى ميلاد رائد فن العرائس الماريونت، صلاح السقا، وجهت رانيا محمود، رسالة إلى أستاذها، قائلة "الله يرحمك يا أستاذي وأتمنى يكون في حد زيك تاني في الفن".