رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيروسات ضد مصر




أسعدنى كثيرًا أن نطبق المعاملة بالمثل، بعدما قررت دويلة قطر منع دخول المصريين إليها، حتى لو كانوا يحملون إقامات دائمة، خوفًا من انتشار فيروس كورونا، وذلك بإصدار قرار مماثل بمنع دخول القطريين إلى مصر لنفس السبب، حتى لو كانوا يحملون إقامات دائمة فى مصر، وكذلك قرار وقف رحلات مصر للطيران إلى الكويت الشقيقة، ردًا على قرارها بوقف رحلات شركتها الوطنية من وإلى مصر خوفًا من كورونا.
لقد دخل فيروس كورونا إلى كل دول الخليج العربى عن طريق إيران، من خلال مواطنيها الذين يحجون ويعتمرون هناك طوال العام، ولم يثبت أن مريضًا واحدًا بالفيروس جاء إليهم من مصر، ورغم ذلك وجدنا أن بعض الخليجيين- ولا أقول كلهم- ينتهزها فرصة للإساءة إلينا دون ذنب.
وليس سرًا أن بعض الخليجيين يزورون إيران فى الخفاء بالمخالفة لأوامر حكوماتهم، وذلك لأسباب مذهبية، وتقوم حكومة إيران بمعاونتهم على إبقاء أمر زياراتهم سرًا بوضع أختام الدخول والخروج على أوراق بيضاء وليس جوازات سفرهم، وكثير من هؤلاء نقلوا فيروس كورونا إلى بلادهم، ورغم ذلك وجدنا الشائعات والأكاذيب تنطلق على ألسنة بعض الخليجيين ضد مصر وليس ضد عدوهم الأول إيران.
وأنا ضد الإساءة لأى بلد عربى وضد كل محاولة لزرع الفتنة بين مصر وأى دولة شقيقة فى العالم العربى، ولكن وأد الفتن لا يتحقق بصمتنا عليها وإنما بفضحها وفضح مروجيها، ولذلك فإننى كمواطن يعتز كثيرًا بمصريته أعترف بأننى أغضب كثيرًا عندما أرى التحامل على بلدى، وأرفض التسامح مع هؤلاء الأفراد الذين يصبون حقدهم وكراهيتهم على مصر والمصريين بمناسبة أو دون مناسبة، أغضب عندما ينطلق هاشتاج من دولة خليجية يقول «#قاطعوا_مصر» عقب مقتل أحد مواطنيها فى قرية مصرية، وهى جريمة بشعة ومرفوضة بالطبع، ولكن كم من جرائم القتل وقعت لخليجيين فى دول أوروبية ولم نرَ من يطلق «هاشتاج» مماثلًا ضدها؟
كما أغضب عندما أرى النائبة الكويتية «العنصرية» صفاء الهاشم تنتهز الفرصة تلو الفرصة لتهاجم مصر، التى جاءت إليها كلاجئة فى ٧ مايو ١٩٩١ عقب الغزو العراقى للكويت، وسكنت فى شقة بالعمارة رقم ١٣ بشارع سوريا بالمهندسين، التى استأجرها لها أمير خليجى كان يتبناها خلال مراحل دراستها ويغدق عليها المال، وتحولت من يومها إلى عدو المصريين والعمالة المصرية بالكويت، فرأيناها «تردح» للوزيرة المهذبة نبيلة مكرم بسبب دفاعها عن سيدة مصرية سحلت من قبل كويتيات، وتقول لها من على منصة مجلس الأمة «إن كنتوا نسيتوا اللى جرى هاتوا الدفاتر تنقرا»، ثم وجدناها تصب حقدها على الوافدين المصريين منذ ظهور فيروس كورونا فى الكويت، متناسية أن كل المرضى بالفيروس جاءوا من إيران.
أعرف أنها، كما قال الصحفى الكويتى الكبير العاشق لمصر أحمد الجارالله، لا تعبر عن الكويت ولا عن شعبها، لكننى أغضب عندما يسمحون لها بهذا العبث فى التليفزيون والصحف الكويتية، وينشرون سمومها فى صدر الصفحات الأولى، وكذلك هذا الشىء الكويتى المسمى مبارك البغيلى.
أعلم أن هؤلاء الأفراد لا يمثلون إلا أنفسهم المريضة، ولكنى أستغرب أن تتسبب سمومهم فى إصدار قرارات رسمية فى الكويت وحتى فى سلطنة عمان، ويكفى أن تطلب سفارة الكويت من مواطنيها فى مصر التواصل معها لتسفيرهم فى أقرب وقت، وهى صيغة تفتقد أدنى مبادئ اللياقة والدبلوماسية، فكأن السفارة توحى بأن مصر أصبحت موبوءة بالكورونا، رغم أن عدد الحالات المكتشفة باعتراف منظمة الصحة العالمية أقل كثيرًا مما تم اكتشافه فى الكويت.
حبنا وإيماننا بالعروبة ورفضنا الفتن بين الأشقاء لا يمنعنا من أن نغضب، ولا أن نطالب بوضع هذه الأفاعى السامة فى جحورها التى تليق بها، والمطالبة بعقابها العقاب الملائم للإساءة إلى أم الدنيا مصر، ومحاسبة أى جهة رسمية تجاوزت حدود اللياقة والأعراف.
كمواطن يعتز كثيرًا بمصريته أحزننى كثيرًا أن أرى مواطنًا تونسيًا ينتزع علم مصر فى إحدى مباريات الكرة، ولم أسمع أنه عوقب فى بلده رغم أننا نعرف أن موقفه الإخوانى الشاذ لا يعبر عن موقف الشعب التونسى، الذى لا بد أنه يرفض الإساءة إلى مصر.
كمواطن مصرى يعتز كثيرًا بمصريته أرى أنه من حقى أن أغضب عندما أرى بعض أهالى فلسطين، خاصة فى غزة، وهم يهتفون ضدنا ويوجهون أسلحتهم ضدنا لأسباب إخوانية وليست وطنية، ناسين أننا لسنا عدوهم الحقيقى الذى اغتصب أرضهم منذ أكثر من سبعة عقود، وأتساءل كيف يكرهنا «البعض» أكثر من كراهيتهم للمحتل الإسرائيلى؟!
من حقى كمصرى أن أغضب عندما أرى موقفًا سودانيًا يتحفظ على مشروع قرار مقدم إلى الجامعة العربية، للدفاع عن حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل ردًا على التعنت الإثيوبى ورغبتها فى اختصار مدة ملء بحيرة سد النهضة، حتى لو كان ذلك على حساب عطش المصريين وبوار أرضهم ونقص محصولهم.
من حقى كمصرى أن أتساءل لماذا يكرهنا «بعض» الأشقاء العرب إلى هذا الحد؟، ولماذا تحولوا إلى فيروسات أخطر علينا من كورونا وسارس وأخطر أيضًا من إنفلونزا الخنازير؟، ينتهزون الفرص للهجوم على مصر، وعندما تحبط حكومات بلادهم أعمالهم وهجماتهم، يدخلون فى مرحلة كمون التى قد تقصر أو تطول، وينتهزون أى فرصة لبدء هجوم جديد وبث المزيد من السموم فى وجه مصر والمصريين.
من حقى كمصرى أن أتساءل لماذا يصر بعض الأقزام على التطاول على مصر؟! وأنا لا أعمم وأقول كل الأقزام، ولكن هل يجب أن نترك الأقزام المتطاولين وهم أشبه بالفيروسات دون عقاب؟
من منطلق إيمانى بأن من أمن العقوبة أساء الأدب، أطالب بوضع قائمة سوداء لكل من يسىء إلى مصر، سواء أكان نائبًا أو إعلاميًا أو مسئولًا رسميًا، وأن يمنع كل من يرد اسمه فى هذه القائمة السوداء من دخول مصر.
يجب ألا يدخلوا بسلام آمنين إلى بلد يهاجمونه بمناسبة ودون مناسبة، بسبب أحقادهم وأهوائهم الشخصية، يجب أن يدركوا من اليوم أنهم أصبحوا مرفوضين من كل مصرى يحب بلاده ويرفض تواجدهم على أرضها الطيبة، التى لا تقبل إلا الطيبين.
أعلنوا قائمة الفيروسات السوداء ضد مصر، وعمموها على المطارات والموانئ المصرية، ودعوهم يذهبون إلى أى بلد آخر، أو فليذهبوا حتى إلى الجحيم.