نشاط السيسي في أسبوع.. رؤساء مخابرات ومسؤول إثيوبي وجنازة مبارك
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، إذ استقبل المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي، ورئيس مجلس النواب الشيلي، ورؤساء المحاكم الدستورية والعليا الأفارقة، ورؤساء أجهزة المخابرات المشاركين في "المنتدى العربي الاستخباري"، وعقد اجتماعات لمتابعة جهود وزارة البيئة لتطوير القطاع البيئي من أجل دعم الاستثمار، وتنفيذ عدد من مشروعات الهيئة الهندسية الخاصة بالطرق والمحاور والكباري بمنطقة شرق القاهرة، وتقدم مشيعي الجنازة العسكرية للرئيس الأسبق حسني مبارك.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال هيلا ميريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا السابق والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
ونقل المبعوث الإثيوبي ديسالين للرئيس السيسي رسالة من رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أكد فيها الاهتمام الكبير الذي توليه بلاده لتطوير مختلف أوجه العلاقات الثنائية وتعزيز أواصر الصداقة مع مصر، كما تضمنت التطلع لاستمرار التنسيق الثنائي الوثيق بين البلدين لتحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية والمنطقة، فضلا عن الإشادة برئاسة مصر الناجحة للاتحاد الأفريقي والإنجازات اللافتة التي تحققت في هذا الصدد على مدار العام الماضي تحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، والتي جسدت عودة مصر بقوة إلى الساحة الأفريقية.
كما استعرض ديسالين قضية سد النهضة في ضوء ما تم التوصل إليه حتى الآن في إطار المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان.
من ناحيته؛ أعرب الرئيس السيسي خلال اللقاء عن التطلع نحو الارتقاء بالجوانب المتعددة للشراكة الثنائية بين الجانبين، لاسيما في ظل العلاقات التاريخية بينهما، مؤكدا في هذا الصدد أن ثوابت سياسة مصر تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية، مع إعلاء قيم التعاون والإخاء بين الشعوب، وكذا تسخير الموارد وتكريس الجهود المشتركة لصالح التنمية والبناء.
وبالنسبة لملف سد النهضة؛ أكد الرئيس التزام مصر بالسعي نحو إنجاح المفاوضات الجارية بمسار واشنطن، وأنه مع قرب التوقيع على الاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، فإن ذلك من شأنه أن يحفظ التوازن بين مصالح جميع الأطراف، كما أن ذلك الاتفاق سيفتح آفاقا رحبة للتعاون والتنسيق والتنمية بين مصر وإثيوبيا والسودان، وسيأذن ببدء مرحلة جديدة نحو الانطلاق لتطوير العلاقات المتبادلة بينهم، وما لذلك من مردود إيجابي وتنموي على منطقة حوض النيل بأسرها في ضوء الثقل الإقليمي للدول الثلاث.
واستقبل الرئيس السيسي إيفان فلوريس رئيس مجلس النواب الشيلي، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، وسامح شكري وزير الخارجية، حيث أكد الرئيس الاعتزاز بالعمق التاريخي للعلاقات الودية بين مصر وشيلي.
كما أعرب الرئيس عن التطلع لتطوير العلاقات بين مصر وشيلي في مختلف المجالات وتفعيل أطر التعاون القائمة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز العلاقات البرلمانية، إلى جانب الصعيدين الاقتصادي والتجاري، فضلا عن العمل على تعظيم الاستفادة بما يتمتع به البلدان من إمكانات متنوعة.
وأعرب رئيس مجلس النواب الشيلي عن تشرفه بلقاء الرئيس السيسي، مشيدا بما حققته مصر خلال السنوات الماضية من تقدم ملموس على صعيد الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة، وكذلك فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، معربا عن تقديره لما يجمع بين البلدين من روابط متينة وممتدة عبر قرن من الزمان، واتفاقه مع أهمية الدفع قدما بالتعاون الثنائي فى المجالات المختلفة، خاصةً المجالين الاقتصادي والتجاري لما يتمتعان به من آفاق رحبة لتطوير التعاون بشأنهما.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما فيها إمكانية الاستفادة من موقع مصر كقاعدة انطلاق للمنتجات الشيلية إلى المنطقتين العربية والأفريقية، لاسيما فى ضوء اتفاقات التجارة الحرة التي تربط مصر بهاتين المنطقتين.
كما أكد الجانبان الحرص على مواصلة التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية، خاصةً إزاء الملفات محل الاهتمام المشترك، مثل القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، تناول جهود وزارة البيئة لتطوير القطاع البيئي من أجل دعم الاستثمار، واستعراض الأهداف الاستراتيجية لوزارة البيئة بالتنسيق مع الجهات المختلفة، خاصة فيما يتعلق بتطوير المحميات الطبيعية على مستوى الجمهورية.
وفي هذا السياق، وجه الرئيس السيسي بتحقيق التكامل والتناغم ما بين تنمية القطاع البيئي واستغلاله سياحيا واستثماريا وبين المردود الصحي والمجتمعي على المواطنين، موجها بدعم انخراط القطاع الخاص والشباب في أنشطة مشروعات وزارة البيئة وتطوير المحميات الطبيعية، وتحديث بنيتها التحتية مع الحفاظ على التنوع البيولوجي بها، ومراعاة المعايير والتصميمات العالمية عند صياغة مشروعات التطوير للمحميات الطبيعية باعتبارها ثروة قومية، وذلك لتقديمها للسياحة العالمية على نحو يليق بقيمتها وبمكانة مصر، وليكون ذلك التطوير بمثابة قيمة مضافة لتلك المواقع الطبيعية الفريدة على نحو يعزز من مكانتها على خريطة المواقع السياحية المتميزة على مستوى العالم.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع اللواء أركان حرب إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وعدد من كبار مسئولي الهيئة الهندسية، بحضور اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني.
واستعرض الاجتماع الموقف التنفيذي لعدد من مشروعات الهيئة الهندسية الخاصة بالطرق والمحاور والكباري ومرافق عبور المشاة في أحياء منطقة شرق القاهرة، والتي تهدف لتسيير حركة المرور وربط تلك الأحياء بالمحاور الرئيسية للتجمعات العمرانية والمدن الجديدة حول العاصمة، في إطار خطة التحديث والتطوير الشاملة التي تشهدها محاور القاهرة الكبرى، كما تناول اللقاء استعراض الموقف التنفيذي والإنشائي الخاص بعدد من المشروعات الهندسية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ووجه الرئيس بسرعة الانتهاء من مشروعات تطوير محاور الطرق والكباري بعدة مناطق وأحياء القاهرة الكبرى وفق التخطيط الزمني والإنشائي المقرر، وذلك لتسهيل حركة المرور ورفع المعاناة عن المواطنين، وذلك بأعلى معايير الأمان والجودة الهندسية.
واستقبل الرئيس السيسي رؤساء المحاكم الدستورية والعليا الأفارقة المشاركين في المؤتمر الرابع الذي تنظمه المحكمة الدستورية المصرية للمحاكم الدستورية والعليا الأفريقية، حيث أكد الرئيس السيسي التقدير العميق لأهمية دور المحاكم الدستورية في مصر ومختلف الدول الأفريقية، وحرص مصر على تنظيم المؤتمر بصورة دورية لدعم دور السلطة القضائية في المجتمعات الأفريقية، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المحاكم العليا الأفريقية في مجال القضاء الدستوري، بما يساهم في إرساء العدالة والديمقراطية وحماية حقوق المواطنين في مختلف دول القارة.
كما أكد الرئيس أهمية دور المحاكم الدستورية في عملية التنمية في القارة، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية للاستقرار وتثبيت دعائم الدول، وأنها تتولى مسئولية كبيرة في حماية المجتمعات من خلال إعلاء أحكام الدستور والتصدي للعديد من التحديات التي تواجهها، وعلى رأسها محاولات هدم الدولة وزعزعة الأمن والاستقرار.
وأشاد المشاركون بالدور الحيوي للمؤتمر في تعزيز التفاهم بين الدول الأفريقية في مجال القضاء الدستوري، وتبادل الخبرات بين المحاكم العليا الأفريقية، ومناقشة سبل التصدي للتحديات المشتركة التي تواجه المحاكم الدستورية الأفريقية، لا سيما في ظل الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019 تحت قيادة الرئيس السيسي، والتي أضفت زخما إضافيا لهذا التقليد السنوي الهام، بالإضافة إلى مساهمتها في تحقيق العديد من الإنجازات في إطار العمل على تفعيل كافة أطر التعاون بين الدول الأفريقية وتعزيز أواصر العمل الأفريقي المشترك في جميع المجالات.
وأكد الرئيس السيسي في ختام اللقاء أهمية المؤسسات القضائية في مواجهة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف واستحداث الأطر القانونية اللازمة للتعامل معها، أخذا في الاعتبار ضرورة الحفاظ على حقوق الدولة ومكتسباتها، مستعرضا في هذا الإطار رؤية مصر لمكافحة هذا التهديد، والتي تستند إلى ضرورة التعامل معه من كافة جوانبه بما في ذلك الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية، فضلا عن تعزيز دور القانون والقضاء لتمكينه من التصدي بفعالية لهذا التحدي.
واستقبل الرئيس السيسي رؤساء أجهزة المخابرات المشاركين في "المنتدى العربي الاستخباري" بالقاهرة، وذلك بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث أعرب الرئيس عن ترحيبه بالوفود المشاركة في المنتدى، خاصةً مع تزايد حدة الأزمات المتعددة والتحديات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة وكذا الساحتين الدولية والإقليمية، والتي تنعكس تداعياتها على أمن واستقرار الدول العربية ومستقبل شعوبها، مؤكدا في هذا السياق دعم مصر لكافة المبادرات التي من شأنها أن تعزز التعاون بين الدول العربية في مختلف المجالات.
من ناحيتهم؛ وجه الحضور الشكر للرئيس السيسي ولمصر على استضافة هذا الاجتماع المهم الذي يساهم في تبادل الرؤى ووجهات النظر للتعامل مع التحديات المتسارعة التي تواجه المنطقة العربية.
وشهد الاجتماع مناقشة أبرز الموضوعات التي تم تناولها في إطار المنتدى، خاصةً مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والجريمة المنظمة، وكذلك أفضل الممارسات والسبل للمواجهة الفعالة لتلك التهديدات على نحو شامل يراعي الأبعاد والخصوصيات التنموية والاجتماعية والثقافية للدول العربية، ويحقق لها الأمن والاستقرار.
كما تقدم الرئيس السيسي مشيعي الجنازة العسكرية للرئيس الأسبق حسني مبارك بمنطقة المراسم العسكرية بمسجد المشير بالتجمع الخامس.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أعرب عن خالص تعازيه وصادق مواساته لوفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
فيما بعث الرئيس السيسي برقية تعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في وفاة الأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان".