رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مذكرات السيد أبوالنجا معلم هيكل فى «مدرسة التجارة»

هيكل
هيكل


هل يجوز لنا أخلاقيًا أن نفصل بين ما هو إنسانى وسياسى فى علاقاتنا برموز الوطن؟
السؤال صعب والإجابة أصعب، ولكن لا مفر من الفصل من أجل الوطن، لذلك يمكن لمن اقترب من كاتبنا الكبير محمد حسنين هيكل، أن يقدره إنسانيًا ويختلف معه سياسيًا، وقد اقتربت من الرجل إلى درجة أنه ساعدنى ماديًا بشكل غير مباشر حينما دعانى للكتابة معه فى مجلة «الكتب.. وجهات نظر»، التى كان هو رئيس تحريرها الفعلى، فقد كان يرأس اجتماعات مجلس التحرير رغم وجود سلامة أحمد سلامة كرئيس للتحرير، ولا أنسى أنه كان يودعنى حتى باب الأسانسير.
وكان اقترابى من الأستاذ ليس بحكم عملى الصحفى، ولكن كتبى كانت هى الطريق إليه، حتى إنه اقترح أسماء بعض رموز الوطن لأضعها فى خطة الكتب التى أنوى إصدارها، وقد انتهزت هذه الفرصة، وحاولت مع الأستاذ أن أجعله من هؤلاء الرموز الذين أكتب عنهم بأن يسمح لى بكتابة مذكراته، فقال لى إنه يفكر فى ذلك ويفضل أن يكون كاتب مذكراته من خارج «الأهرام»، ولكن ذلك لم يحدث، لأن هيكل لم تكن عنده هذه الرغبة، فقد كان حريصًا على نصاعة صورته ومنع كل القريبين منه أن يتحدثوا عنه إلى الصحافة، حتى إن صلاح عيسى، حين كان رئيسًا لتحرير جريدة «القاهرة»، نوه عن ملف خاص بهيكل، فاتصل بى منير عساف- مدير مكتب هيكل- منزعجًا مستفسرًا عن محتويات الملف، خاصة أنه تضمن حوارًا مع سائقه الخاص.
وكان من حسن حظ هيكل أن أحد محررى الجريدة المتصلين بفاروق حسنى، وزير الثقافة آنذاك، أخبره باحتفالية الجريدة الصادرة عن وزارته بـ«هيكل»، المناوئ للنظام، فكانت النتيجة أن تقلص الملف وتم تفكيكه على أعداد متفرقة، وقد قام وزير الثقافة بحرق المحرر «الرقيب» عندما أراد ابتزازه بقبض الثمن، فأصدر المحرر كتابًا يكشف فيه عن عورات الوزارة التى كان يعمل بها قبل انتدابه للعمل بالجريدة- وتلك حكاية أخرى- ولما واتتنى فرصة لقاء السيد أبوالنجا، أستاذ هيكل بمدرسة التجارة المتوسطة، حدثنى بشكل عابر عن تلميذه، ولما طلبت منه حديثًا موسعًا، فوجئت به يقول لى إنه لا بد أن أستأذن هيكل أولًا، ولكن ما تيسر من سيرة هيكل على لسان أستاذه يعطينا بعض ملامح شخصية الأستاذ التى لا نعرفها من خلال عدة مشاهد.

حذرته من غضب عبدالناصر إذا استقال من «الأهرام» احتجاجًا على اعتقال د. جمال العطيفى
حين أعلن هيكل عن انصرافه عن الكتابة، فإنه لم ينصرف عن الحديث وإن كانت هواجس التفكير فى الانصراف قد بدأت بعد رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، ولكن السيد أبوالنجا يكشف لنا عن لحظة قرر فيها هيكل الانصراف قبل رحيل عبدالناصر. فمن المعروف أن هيكل قد نجح فى ضم كبار كتاب مصر إلى الأهرام- ما عدا طه حسين ويحيى حقى- ليكونوا تحت سمع الدولة وبصرها، ومن ثم يكونوا فى حماية هيكل نفسه، فلا يستطيع دهاقنة السلطة الاصطدام بأحدهم، فى وجود هيكل الذى كان يوضح ويفسر لعبدالناصر المقاصد الإيجابية لكتاب الأهرام غير تلك المقاصد التى تفسرها الأجهزة، كما حدث أكثر من مرة بالنسبة لتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، ولكن أحد تلك الأجهزة استطاع القبض على د. جمال العطيفى، أحد كتاب الأهرام وهو فى نفس الوقت المستشار القانونى للجريدة، مما أغضب هيكل وجعله يتخذ قرارًا بالاستقالة وهو ما حدثنى به السيد أبوالنجا، الذى كان رئيسًا لمجالس إدارات عدد من الصحف ودور النشر، وكان فى الوقت الذى وقع فيه القبض على د. العطيفى مشرفًا على دار المعارف ونائبًا لرئيس هيئة الصحافة العربية، وكان يلتقى هيكل وتوفيق الحكيم فى مجلس الإدارة الذى كان يضم الأهرام ودار المعارف.
وقبل أن نقرأ شهادة السيد أبوالنجا على اعتقال د. العطيفى، تعالوا نقرأ شهادة هيكل نفسه على هذا الإجراء الذى جعل موقفه صعبًا، وفيها يكشف عن مفاجآت أخرى.
اعترف هيكل لصلاح منتصر فى حواره معه بعدد ٥ يونيو ١٩٨٨ من مجلة «أكتوبر» قائلًا: «يوم أن اعتقل جمال العطيفى على سبيل المثال، كنت مشمئزًا جدًا من هذا الإجراء، لأن جمال العطيفى اعتقل ثم منع على حمدى الجمال ولطفى الخولى من دخول الأهرام، وأنا كنت ثائرًا وانتظرت فترة لم أتكلم فيها مع الرئيس جمال عبدالناصر.. أنور السادات كان يكلمنى تليفونيًا طوال هذه الفترة ويقول لى: تعال لرؤية الرئيس، ده فيه ناس كتيرة بتتكلم وأنت لا تفعل شيئًا.. بعد كام يوم ذهبت للرئيس فى القناطر، كان موجود على صبرى وحسين الشافعى وأنور السادات، قلت له: أريد أن نتكلم بمفردنا ونزلنا إلى الطابق الأول ودار بيننا حديث، فإذا برأيه يتغير ويرفع سماعة التليفون وطلب شعراوى جمعة، وزير الداخلية، وقال له: شعراوى.. اترك جمال العطيفى».
نأتى الآن إلى شهادة السيد أبوالنجا، التى أنقلها من أوراقى المطوية خلال حوار جرى بيننا عن توفيق الحكيم حين أهديته كتابًا عنه بعنوان «رسائل خاصة جدًا» ١٩٩٢ - قال: «ومن مواقفه- توفيق الحكيم- التى لا أنساها حين قبض على المرحوم جمال العطيفى، لأنه نشر مقالًا فى الأهرام عن قرارات جمهورية تصدر وتنفذ دون أن تنشر فى (الوقائع المصرية)، حيث تحدثت إليه لكى نفعل شيئًا من أجل جمال العطيفى، فتحمس وتحدث إلى هيكل فى ذلك فأظهر هيكل رغبته فى الاستقالة.. وكان يعتقد أن الذى شجع على القبض على جمال العطيفى هو على صبرى.. ودعا هيكل مجلس الإدارة للاجتماع فى السابعة صباحًا، وكان مجلس الإدارة مكونًا منه ومنى ومن توفيق الحكيم وجلال الحمامصى وفؤاد إبراهيم العضو المنتدب، واتفق الجميع بمن فيهم هيكل على أن يستقيلوا وكان من رأيى أننا إذا استقلنا، فإن هذا لن يدعو إلى الإفراج عن جمال العطيفى، وإن كان سيدعو جمال عبدالناصر إلى أن يفصلنا جميعًا ويقبض علينا، واستبقيت هيكل بعد الاجتماع وسمحت لنفسى أن أقول له: (أرجوك أن تؤمن بأن هذا القرار خاطئ، وأن شخصية عبدالناصر لا تحتمل الاستنكار من أحد وسينتج عن القرار عكسه وخير منه الوشوشة). وبالفعل تحدث هيكل إلى عبدالناصر واستطاع أن يغير اتجاهه وأخرج العطيفى بعد أسبوع من اعتقاله».
وهكذا كانت كتابة مقال الرأى غالية الثمن ومكلفة وخطرة وهو ما عصف بجمال العطيفى، بعكس الكتابة الإبداعية الأدبية التى تحتمل التفسير والتأويل، وهو ما كان يتيح لهيكل فرصة الدفاع عن أدباء الأهرام، وربما كان حريصًا أيضًا على حمايتهم من أنفسهم، وهو ما يفسر منع هيكل بعض المقالات التى قد يؤدى نشرها إلى وقوع أزمات لأصحابها، كما فعل على سبيل المثال مع توفيق الحكيم الذى صرح لى- بحكم تلمذتى له التى وصلت إلى درجة سماحه لى بزيارته فى بيته بجاردن سيتى أسبوعيًا ليحدثنى ويملينى ما كان يراه نوعًا من الفضفضة التى كان يأتمننى عليها- وقال إن هيكل قد احتفظ ببعض مقالاته ولم ينشرها وطلب منى أن أحاول مع هيكل استردادها ولم أكن قد تعرفت عليه بعد، وحتى بعد أن عرفته لم أستطع أن أفاتحه فى هذا الموضوع ليقينى أنه لن يستجيب، وإلا أبطل مقولته المعروفة إنه لم يمنع عملًا من النشر لكتاب الأهرام، حتى إنه كان يقول لتوفيق الحكيم: «إذا كانت لديك الشجاعة لكى تكتب، فإن لدى الشجاعة لكى أنشر». ولكن هذه الشجاعة أحيانًا ما كانت تتوارى أمام اعتبارات أخرى لعل أهمها حماية كتابه من سوء العاقبة، ويكفى رأس الذئب الطائر لجمال العطيفى.
انفعل فى أحد الاجتماعات حين قال توفيق الحكيم: «كل هذا التأخر بسبب عبدالناصر»

مشهد آخر يحكى لى عنه السيد أبوالنجا، وكان طرفًا فيه أيضًا باعتباره ممثلًا لدار المعارف فى مجلس الإدارة الذى يجمع بين الأهرام ودار المعارف تحت رئاسة هيكل، يقول: «فى يوم كنا فى اجتماع مجلس الإدارة، وكان على أن أقدم ميزانية (دار المعارف)، ولم يكن توفيق الحكيم يعرف ذلك وإلا ما كان قد حضر، فمكثت أسرد أرقامًا ودلالاتها، وتوفيق الحكيم مشغول عنا لم يشترك بكلمة حتى إذا انتهيت نظر إلى وقال: (دمك ثقيل.. والله لو كنت أعرف ما ستقوله لما صحوت من النجمة لكى أحضر هذا المجلس.. ألم يخطر ببالك وأنت مشرف على دار المعارف أن تحدثنا قليلًا عن الأدب والثقافة؟)».
وتفرع الحديث إلى الثقافة حتى قال توفيق الحكيم فى حضور هيكل: «كل هذا التأخر بسبب عبدالناصر- وكان قد مات- فنهض هيكل قائلًا: (اسمع يا أستاذ توفيق.. لو قلت هذا الكلام فى حياة عبدالناصر لكان شجاعة منك أما وقد قلته بعد وفاته.. فهذا شىء آخر)، وأصر الحكيم على أن يرد، واستوقف المجلس عن الاستمرار فيما هو معروض عليه، وقال لهيكل: من قال لك إننى فدائى؟ أنا مفكر فقط ولم أكن أستطيع أن أقول هذا فى حياة عبدالناصر، لأننى لن أتمكن من نشره وإنما سأذهب لـ«الواحات»، أما الآن فقد أصبح ممكنًا لمثلى أن يقول ما يراه ولذلك وجدت فائدة فى أن أقوله».
وبعد انتهاء اجتماع مجلس الإدارة دعا هيكل توفيق الحكيم، ودعانى لتناول الغداء فى شارع شريف بالقرب من الأهرام القديم، ولما فرغنا من الطعام وقدم لنا الحساب، تظاهر الحكيم برغبته فى دفع ما يخصه، فاستوقفه هيكل قائلًا: «خلاص يا أستاذ توفيق أنا سأدفع ولا مانع من أن تدعونى مرة إلى غداء آخر»، ولكن الأيام مرت ولم يدع الحكيم هيكل لغداء مقابل، ودار بينهما هذا الحوار الطريف:
هيكل «مازحًا»: ألا تذكر يا أستاذ توفيق أن عليك غداء لى، فلماذا لا تحدثنى فيه؟
الحكيم: اسمع بقى.. إما أن تختار الطعام أو تختار المطعم.
هيكل: وما السبب؟
الحكيم: إذا اخترت المطعم واخترت الطعام وأكلنا على كيفك، تقوم تخرب بيتى.
هيكل: وماذا تقترح؟
الحكيم: إذا كنت تريد لحمًا فأمامك «أبوشقرة»، وإذا كنت تريد «هيلتون» فالطعام ساندوتشات.
وضحكنا وانتهى الأمر دون دعوة للغداء من توفيق الحكيم.
أنقذنى من مقلب فى حفل بمناسبة منح نيشان لصلاح جاهين ومحمد يوسف.. وقال لى: «أنت لم تهن علىّ»

ويتذكر السيد أبوالنجا موقفًا كان فيه هيكل وفيًا لأستاذه:
«قرر هيكل إقامة حفل تكريم بالأهرام بمناسبة منح نيشان لصلاح جاهين ومحمد يوسف، كبير المصورين، وخطر لعلى حمدى الجمال أن يحرج الإدارة، فاقترح على هيكل بعد أن يتحدث د. لويس عوض- وكان خطيب الحفل- أن يصفق المحررون وينادوا: نريد سماع كلمة الإدارة، فلا يجد السيد أبوالنجا شيئًا يقوله فى الفن، وإذا أراد أن يتحدث فى الأرقام فلن يجد من يسمعه، ووافقه هيكل على ذلك إلا أنه أسر فى نفسه أمرًا.. وقبل موعد الحفل بساعة طلبنى هيكل بالتليفون وقصّ علىّ قصة المقلب وقال لى: (أنت لم تهن علىّ، فاستعد لهذه المفاجأة بشىء تقوله عن الفن)».
وجمعت أولادى وأخذنا بسرعة نقلب فى صفحات دائرة المعارف البريطانية، فجمعنا كل شىء عن تاريخ الفن وعن اختراع الكاميرا، وتاريخ ظهور أول كاريكاتير فى الصحف، إلى غير ذلك مما قد لا يعرفه الفنانون أنفسهم. وبعد أن انتهى لويس عوض من كلمته إذا بى أفاجأ- هكذا- بتصفيق حاد من المحررين وهم ينادون: نريد كلمة الإدارة.. فتظاهرت بالدهشة، ووقفت مصطنعًا الحرج ولكننى قلت ما لم يتوقعه أحد، بل ما لا يعرفه كثيرون مدعمًا بالتواريخ والأرقام، ولما كان د. حسين فوزى- الشهير بالسندباد- ضعيف السمع، قد وجد أن الكلام ثمين، وضع سماعته فى أذنيه وانطلق يستمع حتى إذا انتهيت لم يستطع إلا أن يقف ويقول: «لا تظنوا أنى أريد أن أقول شيئًا ولكننى أريد أن أعلق على كلمة السيد أبوالنجا الذى قال إنه عين عضوًا منتدبًا كمحاسب.. فصدقناه، ثم قال لنا إنه تخصص فى التسويق والإعلان.. فصدقناه، واليوم يأتى بجديد فهو فنان أصيل، وأشهد أنى تعلمت منه كثيرًا مما لم أكن أعرفه من قبل»، فصفق الجميع. وخفت أن ينطلى الزيف عليهم، فوقفت مرة أخرى وقلت لهم: «لا أستطيع إلا أن أقول لكم الحق، وقد توقعت أن تطلب منى كلمة ولذلك آثرت تحضيرها، وكان ذلك سهلًا علىّ لأن فى مكتبتى نسخة من دائرة المعارف البريطانية». فهتف الجميع: «بياع والله بياع»، وبعت فى هذا الحفل ست نسخ ولم ينس لى توفيق الحكيم هذه الحكاية، فكلما حدثته فى صفقة يقول لى: «اوعى تكون من النوع اللى أنت قلت عليه فى حفلة التكريم، فأنا أخاف منك أن تكون مضمرًا شيئًا يغطى على نواياك». وحدثنى يومًا أن د. فؤاد إبراهيم، عضو مجلس إدارة الأهرام، كان قد أصدر قرارًا بالاستغناء عن الفنان الكبير صلاح طاهر- وكان الحكيم صديقًا حميمًا له- وفاتحنى فى هذا الأمر بعد أن أصبحت عضوًا منتدبًا فى الأهرام، فاستنكرت وألغيت هذا الأمر فى الحال واعتبرها الحكيم جميلًا قرب بيننا فى التعامل، وشجعنى هذا على أن أطلب منه السماح بنشر كتاب له بالأهرام، مقابل أربعمائة جنيه قدمتها له بشيك، وبعد يومين علمت أن د. الشنيطى، رئيس هيئة الكتاب، زاره فيما بعد وأخذ منه إذنًا بنشر الكتاب نفسه ودفع له نفس المبلغ نقدًا، فلما عاتبته فى ذلك، قال لى: «اسمع يا أستاذ أبوالنجا.. أنت لم تدفع لى أربعمائة جنيه وإنما دفعت لى شيكًا يحتاج إلى ترجمة. فالشيك ما هو إلا ورقة تأمر بالصرف، وعلىّ أن أذهب بها إلى البنك فأقنعه بأن يصرف لى المبلغ، ولكن الشنيطى أعطانى المبلغ نفسه فلم يعد فى الأمر تكرار». ويختتم السيد أبوالنجا بهذا المشهد الأخير عن علاقته بتلميذه هيكل بعد أن تزاملا فى الحياة العملية: «أذكر أننى حين توليت عملى كمشرف عام على دار المعارف أننى اتفقت مع الأستاذ هيكل على أن تصدر الدار كتابين، أحدهما للخاصة باسم (محيط العلوم)، والآخر (محيط الفنون)، ولكن الكتاب الأخير كان ممعنًا فى الكلام عن ثقافة القصة والمسرح فلم يلق الرواج اللازم، وقابلت هيكل بعد ذلك فسألنى عن أخبار هذا الكتاب وتوزيعه، فأخبرته بأنه لم يوزع إلا خمسين نسخة، فعلق قائلًا: «نجح الكتاب وفشل القراء».