«يعيش بها 6 ملايين».. أبرز جهود الحكومة لمكافحة المناطق الخطرة
«مستعد أنزل أزيل معاكم المناطق غير الآمنة، وننقل أهالينا لشقق جديدة»، تصريح جديد أطلقه رئيس الوزراء، بشأن انتشار العشوائيات والمناطق الخطرة، التي عمدت الحكومة على محاربتها منذ عامين مضيا.
واتخذت الحكومة طريق نقل أهالي العشوائيات الخرطة إلى مناطق آمنة، من أجل محاربة الظاهرة وقطع قطار القضاء على العشوائيات عبر المناطق الآمنة طريقًا طويلًا منذ بداية التطوير وحتى الآن.
ومؤخرًا عقد رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا لمتابعة آخر المستجدات المتعلقة بإزالة المناطق غير الآمنة، وتسكين الأهالي بالوحدات البديلة بمحافظة القاهرة، وجدد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة إزالة المناطق غير الآمنة، ونقل الأهالى إلى المناطق السكنية الجديدة.
ويعيش أكثر من ستة ملايين مصري في المناطق العشوائية التي تتجاوز 1200 منطقة في مختلف المحافظات، من بينها مناطق شديدة الخطورة على حياة قاطنيها، كتلك التي تقع في حضن هضبة الدويقة في القاهرة، والمرشحة للانهيار في أى لحظة.
بلغ إجمالي الإنفاق على العشوائيات في مصر خلال الفترة من 2014 إلى 2019 نحو 22 مليار جنيه، وفقًا لصندوق تطوير العشوائيات، بينما بلغ حجم الإنفاق خلال الفترة من 2008 حتى 2014، مبلغًا قدره 652 مليون جنيه.
فماذا فعلت الحكومة في قطار المناطق غير الآمنة والعشوائيات خلال العامين الماضيين؟. «الدستور» رصدت في التقرير التالي أبرز المناطق غير الآمنة أو العشوائية التي تم تطويرها مؤخرًا.
الجيزة تدخل دائرة التطوير
في بداية العام الحالى، وصل قطار تطوير العشوائيات محافظة الجيزة، حيث إنه من المقرر أن يتم تطوير ٢٤ منطقة غير مخططة في 6 أحياء ومدن بتكلفة 400 مليون جنيه بالمحافظة.
جاءت خطة التطوير نتيجة توقيع محافظة الجيزة وصندوق تطوير العشوائيات اتفاقية للتعاون على تطوير ٢٤ منطقة غير مخططة بأحياء العمرانية والهرم والوراق وبولاق الدكرور وشمال الجيزة ومدينة الجيزة، في مشروع يستهدف إعادة إحياء المظهر الحضاري.
وتركزت معظم أعمال التطوير على الإنارة ورصف الطرق الرئيسية والبنية التحتية ومخرات السيول وإعادة بناء المباني الآيلة للسقوط والمدارس، حسب بيان صندوق تطوير العشوائيات.
منشأة ناصر وتل العقارب
لم تكن الجيزة هي المحافظة الأولى التي تصل إليها يد تطوير العشوائيات في الحكومة، فقد سبقتها محافظة القاهرة التي تم تطوير أكثر من منطقة تعاني من العشوائيات بها.
كانت من بينها منطقة منشأة ناصر والتي كانت تصنف قديمًا على أنها أحد أكبر مناطق العشوائيات الخطرة، بسبب البناء العشوائي غير المخطط، ومخالفات المباني السكنية بها، ووجودها في منطقة جبلية وعرة.
شكلت تلك المنطقة خطرًا على سكانها، إلا أن الحكومة أنقذتهم ببناء مشروع الأسمرات ونقل السكان إليه، والذي تم تنفيذ منه الأسمرات ١، ٢ يضم ١٢ ألف وحدة سكنية بالإضافة إلى المبانى الخدمية والترفيهية، ومن بعده الأسمرات ٣ تتكون من ٧٤٤٠ وحدة سكنية.
وفي القاهرة أيضًا، كان هناك إنجاز سكني ضخم في منطقة تل العقارب، والتي كانت إحدى المناطق العشوائية الخطرة ذات التخطيط السيئ للمباني والبنية التحتية، فتم تحويلها إلى منطقة سياحية راقية.
ومن أهم المدن التي تم تخطيطها من أجل نقل سكان العشوائيات إليها، كانت مدينة المحروسة، التي تم نقل سكان عزبة الصفيح إليها في منطقة روض الفرج، وهي تعتبر من أقدم مناطق العشوائيات في القاهرة.
وطالت رحلة التطوير عزبة خير الله، والتي تضم 600 ألف نسمة، ويتم حاليًا تطوير 4 مناطق أسفل الطريق الدائرى والمدخل الشرقى للمنطقة والطرق الرئيسية حول الدائرى وسلالم المشاة الصاعدة إليها.
وتم تطوير 17 منطقة تعاني من العشوائيات الخطرة، فى منطقة حلوان، طور صندوق العشوائيات 15 منطقة عشوائية، أما في الجيزة وأرض اللواء، فقد طور الصندوق 13 منطقة.
وفي نهاية عام 2019 أعلن صندوق العشوائيات أنه تم الانتهاء من تطوير 188 منطقة غير آمنة، بها 105328 وحدة، وجارٍ الانتهاء من تطوير 90 منطقة أخرى بها 90466 وحدة.
كما تم الانتهاء من تطوير 52 منطقة غير مخططة، وجار تطوير 18 منطقة أخرى بها 284108 وحدات، بالإضافة إلى الانتهاء من تطوير 18 سوقًا عشوائية، وجار تطوير 26 سوقًا عشوائية أخرى تضم 3645 وحدة.
13 منطقة عشوائية بالسويس
أما السويس، ففي عام 2015، قامت المحافظة بعمل حصر دقيق للمناطق العشوائية، وكانت 13 منطقة، تعتبر من العشوائيات الخطرة، والتي لم يتبق منها الآن سوى 4 مناطق فقط ما زالت في طور التطوير.
وليست تلك المحافظات القريبة فقط التي طالها التطوير فقط، ولكن أيضًا محافظة المنيا والتي تحولت فيها منطقة عشش محفظة، التي كانت تعاني من سوء في البناء والتخطيط وملاصقة المباني بعضها إلى جانب مخالفات عدة في البناء، إلا أن صندوق تطوير العشوائيات رصد لها 92 مليون جنيه لتطويرها.
عروس المتوسط
وفي الإسكندرية ومنذ عام 2014 يوجد ما يقرب من 8 مناطق عشوائية خطرة غير مخططة، والتي تم العمل عليها منذ ذلك التاريخ حتى عام 2019، من أجل نقل المواطنين إلى مشروع بشائر الخير السكني.
ويوجد في مصر نحو 351 منطقة عشوائية، يقع معظمها على أطراف محافظات القاهرة الكبرى، بمساحة 38.6% من الكتلة العمرانية لمدن مصر، وتنتشر المناطق العشوائية في 226 مدينة بجميع محافظات الجمهورية من إجمالي 234 مدينة.
ورغم أن بورسيعد مدينة سياحية، إلا أنها عانت من وجود مناطق عشوائية بها، حيث تضم أكبر تجمع من العشش فوق أسطح المنازل ما يقرب من 50 عشة، منها عزبة أبو عوف، التي تم تطويرها وتجديدها.
وفي القليوبية أيضًا كانت هناك عدة مناطق طالها التطوير من العشوائيات، مثل مناطق «العسال وورشة سمعان وجرجس»، أحد أكبر مناطق العشوائيات الخطرة في مصر، إلا أن صندوق تحيا مصر رصد لها قيمة 91 مليون جنيه لتطوير تلك المناطق على 3 مراحل.
وبشكل عام فقد رصد صندوق تطوير العشوائيات، نحو 12 منطقة عشوائية خطرة في محافظة القليوبية، صُنفت بإنها غير آمنة على سكانها، ويجري حاليًا تطويرها ونقل السكان بها.