رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلادها.. سر حبس تحية كاريوكا

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا


تعرضت الفنانة تحية كاريوكا، للسجن أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسى، عندما كانت متزوجة من مصطفى كمال صدقي، أحد الضباط الأحرار واتهامها بمساعدته فى قلب نظام الحكم وتوزيع منشورات وذلك عام 1953.

ووجهت لها تهمة الترويج لمبادئ هدامة وتوزيع منشورات تم العثور عليها فى شقتها، وقضت كاريوكا فى السجن ما يقرب من 100 يوم، حتى ثبتت براءتها بعد اعتراف زوجها بأنها لا تعرف شيئا عن هذه المنشورات.
وخلال فترة سجن تحية كاريوكا، لم تتخل عن كبريائها ونصرتها للضعفاء، وفي كتاب المولودة تحدثت ماري إيلي روزنتال أو نائلة كامل إحدى ناشطات اليسار المصري في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي في مذكراتها عن ثلاث شخصيات أثروا فيها خلال فترة اعتقالها التي استمرت 5 سنوات.

أولهم الفنانة تحية كاريوكا، فقالت إنها كانت صاحبة شخصية قوية جعلتها بمثابة رئيسة السجن، وكانت تحمي السجينات، وتهتم بتغذية الجميع، وكانت جميع المسجونات يذهبن  لها زنزانتها.
وأضافت: كما كانت أيضًا تهتم بالتمارين الرياضية، وطوال مدة حبسها كانت متماسكة ولم تهتز من السجن، وكان وجودها يهون على المسجونات، حيث كانت تحب التمثيل والرقص والشعر، وكانت دائمًا تردد أبيات لأبوالقاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد أن يستجيب القدر.

وذكرت بعض المصادر أن تحية أعلنت الغضب داخل السجن بسبب تردي الأوضاع وحالات التعذيب حتى زارت السجن لجنة حقوق الإنسان وتم تغيير المأمور، كما أقامت خلال فترة بقائها فى السجن نشاطًا لمحو أمية السجينات.

وبعد براءة تحية صدر العدد 133 من مجلة الكواكب بتاريخ 16 فبراير عام 1954 يحوى ملفًا مصورًا تحت عنوان "تحية تعود إلى البيت"، صاحب فيه محرر المجلة الفنانة تحية كاريوكا بعد خروجها مباشرة من السجن ورحلتها حتى الوصول إلى بيتها، وماذا فعلت فى أول يوم بعد البراءة ومن الذى كان فى استقبالها؟.

وكتبت المجلة أن كاريوكا لم تصدق خبر الإفراج عنها لأول وهلة، فانهمرت الدموع من عينيها ولكن دموع الألم انقلبت إلى دموع فرح عندما تأكدت من صحة الخبر.
وهرعت تحية إلى منزلها لتجد في انتظارها فنانة وحيدة هي زينب صدقي، وخادمها الأمين وكراوية وزوجته - كراوية الطبال الخاص بتحية- وبعض صديقاتها، أما أهل الفن فلم يصل إلى سمعهم الخبر إلا متأخرًا، وكانت تحية على عادتها مرحة تطلق النكتة وراء النكتة، وبين واحدة وأخرى تقول لزينب: عايزة أخرج، عايزة أتفسح، يالا ناخد فلوكة، يالا نركب أوتومبيل لغاية الهرم، وفعلا لم تكد تستيقظ تحية في صباح اليوم التالي حتى ارتدت ملابسها وخرجت على غير هدى ولم تعد لبيتها إلا في المساء.