رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القيعى والمنيسى وبندق وصبحى.. حاسبوا هؤلاء قبل شيكابالا وكهربا

 احداث لقاء القمة
احداث لقاء القمة


مشهد مأساوي اختتم به لاعبو القطبين قمة السوبر المصري في الإمارات، وتحول الأمر من كرنفال رائع إلى خناقة شوارع بين شخوص جهلة بطبيعة مواقعهم وحجم المسئولية التي تقع على عاتقهم.

نجوم كبار وأسماء بالملايين ذهبت أمام العالم تتبادل الضرب وتراشق الألفاظ والإيحاءات الجنسية التي لا تليق سوى بجمع منحط لا يعرف معنى الأخلاق ولا تربطه بالقيم أي روابط.

شيكابالا الأسطورة يمارس الأمور الصبيانية كعادته، وكهربا الحراق يبحث عن اللقطة والشو ولو كلف ذلك سمعتنا جميعًا.

ولم تتوقف المصيبة والكارثة عند ذلك الحد فحسب، بل جاءت الواقعة لتعرينا جميعًا ولتكشف عوراتنا.

الكل تجرد من العقل والقيم، وذهب يدافع عن الطرف الذي ينتمى إليه، الأهلاوي لا يرى كيف حول كهربا مجرى المباراة ولا يريد سوى الحديث عن واقعة شيكا، والزمالكاوى يدافع عن الخطيئة بالاستشهاد بواقع مشابهة وكأنها الطبيعى وليس الشذوذ بعينه.

ووسط هذه التفاصيل والأجواء يبرز التساؤل الأهم: «لماذا وصلنا إلى هذا الحد من التعصب، ومن المسئول عنه؟؟».

ليلة كل اثنين وخميس يتراص الأهلاوية أمام شاشتهم بقناة النادى ليشاهدوا أهم البرامج التي تُذاع منذ انطلاق هذه المحطة.

والعجيب أن أهم برنامج بقناة الأهلي الذي يقدمه عدلي القيعي وإبراهيم المنيسي، لا يتحدث عن الأهلي بالأساس، ولا يبحث في أخباره، بل هو منصة قصف الآخرين.

120 دقيقة كاملة يقضيها القيعي والمنيسي مرتين في الأسبوع في نقد الآخرين، وتأليه ناديهما ومسئوليه.

10 سنوات وأكثر يكرر القيعى والمنيسى نفس الكلمات والعبارات والشعارات، يضخمان ناديهما ويقزمان الآخرين.

ولم تكتف قناة الأهلي بذلك فحسب، بل انقادت وراء موجة السوشيال ميديا، وذهبت تستنسخ برنامجًا آخر من «ملك وكتابة» يقوم بنفس الدور اسمه خط أحمر، مهمته الرد على أي نقد يطال الأهلى عبر السوشيال.

جاءت محطة الأهلي بشابين يدعيان أحمد أسامة ومحمد فارس، لم يمارسا أى مهام إعلامية من قبل ولم يتم تأهيلهما بأي وسيلة، فقط لأنهما يمثلان قطاعًا كبيرًا بالسوشيال ميديا، ومن ثم لا يأتى منهما سوى كلام ورؤى غير مسئولة لا يمكن أبدًا أن تكون لسان الأهلى ومعبرًا عن حال أعظم وأعرق نادٍ في إفريقيا والشرق الأوسط، بل تعبر عن ضحل ثقافتهما وتدني معرفتهما.
في المقابل لا يختلف الأمر في إعلام ميت عقبة، ويكفي أن برنامج زملكاوي يتحدث عن الأهلي أكثر من الزمالك.

عندما تعود إلى مقدمة خالد الغندور في برنامج زملكاوي عقب التتويج بمباراة السوبر، ستجده تحدث عن الأهلي ونال منه أكثر من فرحته بالزمالك، فقط لأنه يريد قصف الجبهات التي ترضي السوشيال وتكيد ملك وكتابة القيعي والمنيسي، وتغيظ عبدالحفيظ.

لم يكتف الناديان بمنصاتهما فقط، بل جندا قطاعًا كبيرًا من الصحفيين يتقاضون عشرات الآلاف كل شهر مقابل أدوار بسيطة أو دون أى أدوار بالأساس، كل هذا نظير تحويل منصاتهما وصفحاتهما إلى مدافع لا ترى سوى مدح النادي الذي يتقاضون منه، وسب الطرف الآخر.

هل يتحمل إعلام الناديين وحده المسئولية؟

في حقيقة الأمر لا يمكننا اختصار الموضوع في إعلام الطرفين، وإن كان هو السلاح الأكثر تأثيرًا وفاعلية في توجيه الجمهور والرأي العام.

بل تمتد الأزمة إلى مسئولي الناديي، خاصة مديرى الكرة في القطبين سيد عبدالحفيظ وأمير مرتضى منصور.

الأول لا يترك مناسبة تمر دون التقليل من الزمالك، وبدلًا من الانشغال بفريقه في السوبر على سبيل المثال يواصل الانقياد خلف السوشيال ميديا فيتحدث عن أن فوز الأهلى بالسوبر سيجعله 6-1 للزمالك.

يكون عبدالحفيظ قمة السعادة والانتشاء حينما يرى تصريحه يلف «فيسبوك» و«تويتر» وكأن هذا الفضاء هو ملعب المنافسة، وليس المستطيل الأخضر.
ولا يختلف عنه أمير مرتضى كثيرًا، فبدلًا من الاحتفال بفريقه بعد الانتصار وتحقيق الألقاب، ينشغل بسب الأهلي والتشكيك في بطولاته الحرام، فيقول: نحن نخسر الدوري، لأننا لا نمتلك حكام أجانب ولا فار.

هكذا هو واقعنا المرير، فما أقبل عليه شيكا وكهربا وجمعة ما هو سوى انعكاس لطبيعة الطريقة التي تُدار بها الأندية والإعلام الرياضي الذي يسير دائمَا خلف موجة السوشيال ميديا.

وحينما تبحث عن دور وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي في وقف هذه السلبيات، ستجد نفسك في قمة الحزن حينما تراه يسير على نفس منهجم، متسلحًا بكتيبة من الصحفيين والكتاب ليحمونه من السوشيال ميديا.

لم يكلف صبحي نفسه بالحديث مع الخطيب ومرتضى منصور عن واقع إعلامنا الرياضي المرير، لم يطالبهما بوقف التعصب، لم يتشاور حول آلية لوقف الخلاف.

بالعكس تمامًا مثلما يفعل بيبو ومرتضى، سار صبحي على نفس النهج، يتقاضى منه عشرات الصحفيين مبالغ كبيرة كل شهر، ويشكلون له "ألتراس" يحميه من النقد ويردون على أي شىء يمس كرسيه الذي يريد البقاء عليه أطول فترة.

كنا أكثر حماسة مع انطلاقة صبحي، وكان لدينا إيمان كامل بأن التغيير جاء وقته تحت إمرته، لكن وكما قال أستاذه ومعلمه الدكتور كمال درويش لنا فى حوار سابق: «الفساد في الرياضة المصرية مؤسسي.. المسئول الجديد يسير على الماكينات الدائرة، وإذا حاول إجراء أي تبديل سوف تأكله وتدهسه هذه الماكينات؟».