رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دبلوماسية الزائر الدولى فى ثمانين عامًا


في حضور رفيع المستوى من قيادات مصرية شابة من مختلف المجالات والمحافظات للاحتفال بمرور ثمانين عامًا على بداية عمل برنامج الزائر الدولي، تحت رعاية الخارجية الأمريكية؛ وقف السفير چوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة الأمريكية في مصر، من داخل بهو السفارة الأمريكية بالقاهرة يؤكد على عمق روابط الصداقة التاريخية بين المصريين والأمريكيين والتي تزداد قوة كل يوم، كما عبرت السيدة ماري رويس، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون التعليم والثقافة – والتي كانت في زيارة رسمية للقاهرة - عن فخر الخارجية الأمريكية بدعم وتعميق هذه العلاقات من خلال برنامج الزائر الدولي والتي شارك فيه أكثر من ثلاثة آلاف من المصريين منذ الأربعينيات، وعلى رأسهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

في إطار تطوير أداء الدول الدبلوماسي، أصبحت السياسات الخارجية للعديد منها يقوم على التبادل الثقافي على مستوى القيادات الشابة تحت ما يسمى نهج "الدبلوماسية الثقافية"، كنموذج للعلاقات الدولية البعيدة عن الشكل الكلاسيكي المعقد، التي ترعى مصالح البلدان دون الخروج عن العرف الدبلوماسي المقيد بالبروتوكولات والمراسم.

يحاول برنامج الزائر الدولي منذ بدايته خلق منصة للحوار المعرفي بين الخبراء والمختصين والمعنيين في القطاع الحكومي الأمريكي، مع المشاركين الزائرين من البلدان المختلفة، بهدف تسليط الضوء على الموضوعات التي تحتاج إلى تطوير في مجتمعاتهم، ولها الأولوية والأهمية على المستوى الحكومي والمجتمعي، على أن يتم التأثير بشكل متوازن وعلمي، بما يثري المحتوى المعرفي للمشاركين، كما يعمل البرنامج على تشجيع التواصل الشخصي والمؤسسي من خلال تمكين شبكة العلاقات المعرفية الحكومية، بما يعزز التعاون المؤسسي الفعال في مختلف المجالات.

وهذا يؤكد على أن هناك وجوهًا متعددة للدبلوماسية الثقافية، إذ إنها لا تعتمد على التعليم والتوجيه فقط، ولكن الصحيح أنها تروج لمنظومة حياة، والتي في برنامج الزائر الدولي تمثل نسق الحياة الأمريكية، من خلال تقديم الفائدة لتعزيز الشراكات على المستوى العالمي، كما تمتلك وزارة الشئون الخارجية الأمريكية شبكة واسعة النطاق من الإدارات والمؤسسات المانحة والممولة في الخارج، والتي تعمل معًا على إقامة علاقات متميزة مع الشركاء المحليين، وتسعى إلى تحقيق أهداف واضحة تتمثل في التعريف بالسياسة الأمريكية، وإنشاء شبكات مستدامة مع مؤسسات حكومية محلية لجميع دول العالم.

بلا أدنى شك تقدم الولايات المتحدة الأمريكية التعاون الثقافي والتنموي من أجل هدف يفيد الولايات المتحدة الأمريكية ويفيد مصالحها الحيوية، من خلال صناعة أرضية جذب ثقافي على المستوى الإقليمي مثلما على المستوى العالم، ولقد أسهم ذلك في دعم انفتاح الهويات الموجودة على أراضيها وبناء تعايش في ما بينها، وجعل ذلك من الثقافة والمعرفة أكثر جدوى، ويصب في خدمة استراتيجية الدولة إلى حدّ بعيد.

إن التبادل الثقافي والحوار ليس ترفاً أو رفاهية، بل ضرورة استراتيجية للدولة، أي للمجتمع كي يكون مجتمعًا ناشطاً وديناميكياً وشاباً في رؤيته لمصلحة ومستقبل شعبه.