رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوسف السباعى.. اغتيال كاتب



فى يوم السبت ١٨ فبراير ١٩٧٨، استشهد الكاتب الكبير يوسف السباعى فى نيقوسيا بقبرص، بأيدى ١٦ من الكوماندوز الفلسطينيين، بسبب زيارته إسرائيل عام ١٩٧٧ مع الرئيس السادات، وقتل معه عدد من المصريين.
حاول الرئيس السادات أن ينتقم من عملية اغتيال يوسف السباعى، فأرسل طائرة مصرية بها عدد من رجال الكوماندوز المصريين لتحرير الرهائن، حيث قام قاتلوه باختطاف مجموعة من الرهائن من الأجانب والعرب، وقاموا بتقسيمهم إلى مجموعتين، مجموعة تضم الأوروبيين والثانية تضم العرب، وقاموا بإطلاق سراح الأجانب وأبقوا على العرب وعددهم ١٢ واعتبروهم رهائن، ومنهم عدد من المصريين هم: حسين رزق، سكرتير يوسف السباعى، الروائى إدوار الخراط، بهية كرم، بهيج نصار، كمال بهاء الدين، الدكتور نجيب أبوالليل، والأخير تمكن من الهرب من الإرهابيين قبل إقلاع الطائرة، وطلبوا من السلطات القبرصية توفير طائرة لنقلهم خارج قبرص، وتم تدبير الطائرة، وحاول الإرهابيون الهبوط فى سوريا، أو ليبيا، ولكنهم لم يتمكنوا لرفض سلطات الدولتين السماح لهم بالهبوط فى مطاراتهما. وتمكنا من الهبوط فى مطار جيبوتى، حاولت مصر إرسال الكوماندوز إلى جيبوتى، لكن الطائرة بعد أن تزودت بالوقود أقلعت من المطار وعادت مرة ثانية إلى قبرص. وبالتالى توجه الكوماندوز المصريون إلى قبرص، وهناك حاولوا الانقضاض على الطائرة التى فيها الرهائن لتحريرهم، وبالفعل أطلقوا عليهم النيران، وفى تلك اللحظة انقضت عليهم نيران القبارصة، وقتلت ١٥ من القوات المصرية وجرحت ١٦. بالطبع كانت مهزلة وكان قرارًا متسرعًا من الرئيس السادات دفع عدد من المصريين أرواحهم فيه، لم يؤخذ فيه رأى الدكتور بطرس غالى، وزير الدولة للشئون الخارجية. كتب يوسف السباعى روايات: ابتسامة على شفتيه، أرض النفاق، إنى راحلة، بين الأطلال، اذكرينى، جفت الدموع، رد قلبى، السقا مات، طريق العودة، العمر لحظة، فديتك يا ليلى، فى موكب الهوى، لست وحدك، ليل له آخر، نادية، نحن لا نزرع الشوك. كما تحولت بعض تلك الروايات إلى السينما وهى: إنى راحلة، رد قلبى، أرض النفاق، نحن لا نزرع الشوك، جفت الدموع، السقا مات. كما قدم يوسف السباعى للمسرح العربى: «أم رتيبة» ١٩٥١، «وراء الستار» ١٩٦٤، «جمعية قتل الزوجات» ١٩٦٥، «أقوى من الزمن» ١٩٧١، «أوبريت الحرب والسلام» ١٩٧٤. أسس يوسف السباعى نادى القصة المصرى واتحاد كتاب مصر. لم يجد يوسف السباعى التقدير الكافى من النقاد، إلى الحد الذى أغفل الدكتور حمدى السكّوت تقديمه ضمن أعمدة الرواية العربية، فى موسوعته عن الرواية العربية الحديثة، واكتفى بإدراجه ضمن الآلاف من كتاب الرواية المصريين والعرب، دون الإشادة بدوره، وما قدمه من روحه فداءً لحرية الرأى. وكان السكّوت قد أشار فى مقدمة الموسوعة إلى عدد من الروائيين المصريين وتحدث عنهم وعن أعمالهم، وفى مقدمتهم: إبراهيم الكاتب، محمد حسين هيكل، توفيق الحكيم، عبدالحميد جودة السحار، على أحمد باكثير، عادل كامل، عبدالرحمن الشرقاوى، يوسف إدريس، وفتحى غانم، ثم عرج على كتاب جيل الستينيات. كما أشار إلى عدد من الكتاب فى بعض الدول العربية متناسيًا يوسف السباعى.