رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سلسال العبيد


• بداية الخلق

يحكى أن أحدهم قبض على حفنة من الأرض ظن فيها خير، ثم قبض بيده الأخرى، ولم يمكنه أن يجمع أكثر.

آخر يمر، فيطلب 'القابض' من 'الآخر' أن يحمل له ما جمع بكفيه على أن يكون له منه نصيب، وقد كان. وأما النصيب فيأخذه بشرط، أن يضمن 'الآخر' بقاء الخير بخير.

'القابض' أحكم عنق 'الآخر' بطوق، وأمسك سلساله بيدٍ واحدة، وحفنة بيده الأخرى، فلم يعد قادرا على امتلاك أكثر.

يدا 'القابض' ممتلئتان، وهذا لا يكفي، فرأى قادم، طلب منه أن يمسك السلسال بيدٍ وحفنة من الخبر بالأخرى، على أن يكون له نصيب، وأمسك هو 'القادم' بسلسال جديد، وحفنة بالأخرى.

كرر 'القابض' ما فعله مع 'الآخر' و'القادم'، واكتفى بإمساك السلاسل، وكان يبدل الترتيب تبعا لما يراه منهم، حتى إذا بلغ مبلغه استوى على عرش تحمله الأعناق.

• بعد زمن

كان إذا مر أحدهم من منبع الخير، وجد المسلسلين يحمونه، وكل منهم يطبق على عنق الآخر صعودا حتى حملة العرش والمحمول، فينسى مبتغاه ويرحل.

• زمن آخر مضى

أرض الخير نسبت للقابض الأول، لم تعد لأحد، وكل من يأت إليها، ليس أمامه سوى أن يرتدي الطوق، أو يركب الطريق إلى مكان آخر.

• العواصف تأتي أحيانا

المسلسلون أحيانا يأتيهم شتاء فيه يشعرون بالبرد، وتقشعر أجسادهم فتهتز الأرض، حتى إذا نزل السوط على ظهورهم، دفئوا، وسكنوا، واستقر الأمر.

• مكان آخر

كان 'طاووس' يجلس على عرشه، ويمسك بيده سلسال يطوق عنق 'القابض الأكبر'، والذي يمسك بأعناق 'القابضون الأصغر'، وصولا إلى 'الآخر'، الذي قبل بالطوق الأول.

• يمر الزمان

السلسال يمتد، ينتقل من يد ليد، والعبد عبد، والطاووس يبقى السيد.

• نهاية الخلق