رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا يسعدنى شىء مثل إيمانى بقضية خاسرة


أعترف.. والاعتراف بالعشق فضيلة، أعترف بأن ليلة الأمس هكذا فجأة وبدون مقدمات حملتنى فوق جسور «الصداقة» لأصل سالمة إلى مدينة «العشق»، هكذا فجأة أودع المرأة «الصديقة» دون ندم وبكل اشتياق أرحب بالمرأة «العاشقة».
هل تقبل اعتذارى؟ فقد عقدنا اتفاقًا أن نوقف مشاعرنا عند حد الصداقة، والحب بين أخ وأخته. عفوًا لم أستطع الوفاء بالعهد، ليلة الأمس انقطع الخيط الرفيع بين إحساسى بأنك أخى وإحساسى بأنك حبى.
ليلة الأمس أين كان القدر يخبئها لى؟ لو تعرف كم عذبتنى ليلة الأمس، عذاب حلو المذاق منحنى تأشيرة الدخول إلى أرض النور والبهجة، لو تعرف كم من المرات متُ ليلة الأمس، كلما التقت عيوننا أو مرت كلمات على شفاهنا، موت أعاد إلى حياتى الخاملة ارتعاشات الوهج وجموح الدهشة.
ليلة الأمس كنتَ مشغولًا بضيوفك، وكنتُ أنا مشغولة بك، أنا ضيفة فى بيتك مثل الآخرين لكننى شعرت بأنك أنت الضيف، منذ أن عرفتك كانت الفرحة تغمرنى كلما التقينا، لكن فرحة الأمس كانت شيئًا مختلفًا، شيئًا جديدًا خفق له قلبى وارتعش معه جسدى.
أتأملك كأنها المرة الأولى، تتكلم، تضحك، تبتسم، تهزر، تصمت.. لست أنت الرجل الذى قابلته صدفة منذ شهور، الليلة رجل آخر يظهر فى الأفق المسافر بيننا، رجل له رقة النسيم وعذوبة قطرات الندى.
تسرى بيننا موجات غامضة من الاشتهاء، كلامك ونظراتك توحى بأنك تحمل لى إعجابًا خاصًا. تلك المرأة ذهبية الشَعر الملونة بالمساحيق تظهر لك فيضًا من أنوثة المشاعر وأنت لا تردها، بل تستجيب فى نشوة غامرة، أحقًا تلك المرأة ذهبية الشَعر الملونة بالمساحيق تغطى ذراعيها بالأساور وترتدى الشفاف من الثياب، نوعك المفضل من النساء؟.
أنت تمنح حلو الكلام لأى امرأة تقابلها، هل عرفت الآن لماذا لم أكن أفرح حين تقول لى كلامًا جميلًا؟
لست أدرى لماذا خالجنى شعور بأنك تتودد لتلك المرأة فقط لتختبر مشاعرى تجاهك؟ ولكن هل حقًًا تهتم؟ وأنت الرجل الهارب دومًا من الحب. هل حقًا تهتم؟ وأنت ترى أن الحب شر يجب أن تتجنبه، رغم موقفك هذا لم أقتنع بأنك فعلًا ضد الحب، أرى بداخلك رجلًا، محبًا، عاشقًا، لكنك تقهره، وتخفيه عن الأعين، أرى ضوءًا مشعًا من قلبك، لكنك تحبسه وتحرم عليه الظهور. أرجوك فكّ الحصار عن هذا الرجل الذى يمنعه حياؤه من الاستغاثة وطلب العون، هو الرجل الذى أضاع حياتى وله خفق قلبى ليلة الأمس.
من «البحر» جئتنى، و«البحر» عاشق كبير للنساء، ألم يعترف لك «البحر» بأن «المرأة» ابنة مدللة لحضارة «الماء»؟.. ألم يرشدك «البحر» عن بعض أسرار النساء؟
من «البحر» جئتنى، خذنى إلى الأعشاب الملونة ورشاقة الأسماك، أبحر بقلبى بعيدًا عن موانئ الفراق وسفن الأشجان.
ارقص معى على صفحة الأمواج، اقرأ لى حكمة الصخور، دعنى أغتسل من الركود والرتابة، ولتأخذنى إلى شواطئ الدهشة والعنفوان.
من «البحر» جئتنى الآن فقط عرفت، لماذا أنا واحدة من «السبّاحات البارعات» ولماذا «السباحة» فى حياتى سر أحفظه تحت الماء، كل شىء أستطيع الاستغناء عنه إلا «السباحة» اليومية فى الصباح الباكر.
أعترف بأن ليلة الأمس غيرتنى والاعتراف بالتغير فضيلة سنوات طويلة، وأنا أعتقد أن الصداقة لا تتحول إلى الحب.
لكننى ليلة الأمس أسدلت ستارًا على أيام الصداقة، وها أنا أفتح جميع نوافذى لنسائم الحب.
ليلة الأمس فاتحة الحب مع رجل لا يفكر فى الحب، أنت لا تفكر فى الحب لا بأس أتقبل هذا بمنتهى الترحاب والود والسرور.
استمر فى مشاعر الصداقة ودعنى أنا أتولى أمر الحب، ربما تنتظرنى خيبة الأمل لكننى أكتفى بأن أحبك.
أنا امرأة يستهويها الخطر والمغامرة ولا يسعدنى شىء أكثر من مواصلة الإيمان بقضية خاسرة، ملأت حياتى بتفاصيل صغيرة، حميمة، علمتنى الاستغناء عن البشر.
ماذا لو التقينا فى زمن آخر؟ ماذا لو كان فى قلبك شىء من الحب؟ ماذا تفيد هذه التساؤلات وأنا منذ ليلة الأمس أعترف- والاعتراف بالعشق فضيلة- بأننى هكذا بدون مقدمات، تحولت من «صديقة» إلى «عاشقة».
أيام معدودات ويهل علينا يوم فالنتين، عيد الحب والعُشاق، أليست هذه صدفة رتبتها الأقدار؟ وكيف سنرد الجميل لهذه الصدفة، التى تسللت إلى أيامى ومسامى؟.. ألديك اقتراح؟.