«المقهى الثقافي» يستعرض تجربة قرية «تونس الفيوم» بمعرض الكتاب
قال الدكتور شريف عوض٬ أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة٬ إن التنمية المستدامة في قرية تونس بمحافظ الفيوم، بدأت من القاع، وهو ما يشير إلى رغبة ومشاركة حقيقية من أفراد المجتمع، بحيث يتم نقل المجتمع من حالة إلى أخرى، فأصبح مجتمعًا فاعلًا وتنمويًا، يوفر منتجًا يعكس تراثه الثقافي.
وحدد «عوض»، خلال ندوة «قرية تونس بمحافظة الفيوم والتنمية المستدامة»٬ والتي أقيمت بالمقهي الثقافي٬ في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مناطق القوة في التجربة، قائلًا: «أولها أن تجربة مدرسة إيفلين نجحت في استثمار موارد موجودة بالفعل وحولتها إلى رأس مال، وأن الوعي التنموي في القرية نجح في تحويلها إلى قطب جاذب يعمل على توطين السكان، ودعم الهوية الوطنية، ويصدرها للعالم، ويكافح الفقر الريفي، كما نجح في دعم العلاقات الاجتماعية بين مختلف الثقافات الوافدة على القرية وأهلها».
من ناحيته أكد الفنان ناصف عزمي حنا، على أن تجربة قرية تونس، نجحت في إحداث نوع من العقد الاجتماعي بين الوافدين من السياح من مختلف الدول، وبين أهالي القرية، مشيرًا إلى المشكلات التي واجهت التجربة وعلى رأسها المشكلات البيئية المتمثلة في البنية التحتية للقرية، وجمع المخلفات.
وأضاف «عزمي»: «نجحنا بنشاط فردي في إقامة كباري من أجل تمهيد الطريق لنا وللوافدين، كما نجحنا في تأسيس جمعية قانونية واستطعنا من خلالها حل مشكلة القمامة بطريقة آمنة».
وتحدث محمود الشريف، وهو من أوائل المتخرجين من مدرسة «إيفلين» لتعليم الخزف والفخار عن تجربته، قائلا: «تعلمت في المدرسة كل شيء، حتى نجحت في الاستقلال وتأسيس ورشة فنية خاصة بي، استطاعت من خلالها المشاركة في معارض محلية وخارجية.
ولفت إلى أن هناك مفهومًا خاطئًا عن قرية تونس، بأنها قرية سياحية، موضحًا أنها في الحقيقة لا تضم سوى منشأة سياحية واحدة، بينما هي قرية منتجة للفن بكل أنواعه، سواء فنون الفخار والخزف، والعمارة، أو فن المعاملة مع الناس.
وشاركت الفناتان أمل حسني، وهناء شعبان، تجربتهما في تعليم فن الفخار على يد الفنانة ايفلين بوريه، وأكدتا على أهمية المدرسة في إتاحة الفرصة لعمل البنات، في قرية لا تعرف سوى تزويج البنات مبكرًا، ولا تؤمن بعمل المرأة، ولا بتعليم الفتيات.
واختتمت الفنانة إيفلين بوريه الندوة بالحديث عن بداية الفكرة، وأشارت إلى أن مشروع الفنان رمسيس واصف في الحرانية، كان ملهمًا لها، معربة عن تخوفها من العودة للخلف خاصة في ظل انتشار الورش الفنية مؤخرًا التي لا تهتم بجودة العمل الفني.