رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار النشيد الوطني لمصر.. «عبد الناصر رفض كلمة الله أكبر لسبب غريب»

جريدة الدستور

شهد النشيد الوطني لمصر عدة مراحل تطور، حتي وصل للحن وكلمات النشيد الحالي، في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
كانت البداية في عهد الخديوي إسماعيل، رفرف أول علم مصري على دواوين الدولة وهيئاتها عام 1867، كعلم مستقل عن الدولة العثمانية، وبعد عامين وفي عام1869كان أول سلام وطني مصري، في استقبال ملوك وأمراء العالم، وذلك مع قرب افتتاح قناة السويس.
كلف الخديوي إسماعيل الموسيقار العالمي فيردي، بتأليف وتلحين أول سلام وطني مصري عرف بأسم سلام مخصوص خديوي، ليعزف أول سلام وطني لمصر خلال حفل أفتتاح القناة.
وفي 1917تولى فؤاد الأول نجل الخديوي إسماعيل حكم مصر، عقب تغييرنظام الحكم في عهد شقيقه حسين كامل والذي تحولت مصر في عهده إلى سلطنة، وعقب توليه الحكم أمر فؤاد الاول بتغيير السلام الوطني من سلام مخصوص خديوي إلى نشيد أفندينا أو "السلام السلطاني"، والذي تضمن عبارات السناء والمديح لفؤاد الأول .
وفي عام عام 1922 بعد سنوات من ثورة 1919، نجحت مصر في الحصول على اعتراف بريطاني باستقلال مصر وأجريت أول انتخابات نيابية فاز فيها حزب الوفد برئاسة سعد زغلول بالأغلبية، وقرر فؤاد الأول تغيير لقبه، إلى ملك مصر وسيد النوبة، وفي تلك الفترة دار جدل حول السلام الوطني، حتي تم الاستقرار على السلام الوطني الذي كتبه مصطفي كامل الرافعي ولحنه الموسيقار صقر علي "اسلمي يامصر"، وفي عهد فاروق الاول عام 1936قرر إعادة النشيد الأول الذي كان يعزف في عهد جده الخديوي إسماعيل.
ومع ثورة 23 يوليو 1952، كان من الطبيعي أن يتم تغيير السلام الملكي، إلى سلام وطني يعظم دور الجيش، ويرفض الاحتلال البريطاني على مصر، وتم اختيار نشيد الحرية، من كلمات كامل الشناوي وألحان محمد عبدالوهاب.
وفي 1958 بعد عامين من العدوان الثلاثي على مصر، تم التفكير في تعديل السلام الوطني، واجريت مسابقة تقدم لها نحو 170 متسابق لاختيار السلام الوطني الجديد، واختارت اللجنة نشيد "الله أكبر" إلا أن الرئيس جمال عبدالناصر تدخل وتم اختيار نشيد "والله زمان يا سلاحي" للملحن كمال الطويل
وعقب انتصار مصر في حرب أكتوبر عام 1973، طلب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، من الملحن محمد عبدالوهاب، أن يعرض عليه عددًا من الأناشيد الوطنية حتى وقع الاختيار على نشيد "بلادي بلادي" بعد إجراء التعديلات المناسبة في الكلمات والموسيقي، فقد كان السادات معجب بكفاح مصطفي كامل، فالنشيد كتبه الشيخ يونس القاضي متأثرًا بكلمات مصطفي كامل، ولحنه الشيخ سيد درويش، ليعيد عبدالوهاب توزيع اللحن، ليعزف السلام الوطني الجديد عقب عودة السادات من توقيع اتفاقية السلام في واشنطن، وقد منح السادات محمد عبدالوهاب رتبة لواء، وهي رتبة شرفية، وأمر أن يقود جميع موسيقات الجيش.