رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد على شمس الدين: الدورة الحالية «متفردة».. كثافة الإقبال «مدهشة».. ومشاركة الشباب «ملفتة»

 محمد على شمس الدين
محمد على شمس الدين

لكل شاعر أسطورة، والطبيعة والفطرة هما أسطورة محمد على شمس الدين الفاتنة.. لم يصطنعهما مُطلقًا، بل كانتا انعكاسًا لحياته التى قضاها على الجبال الخضراء بجنوب لبنان منذ الميلاد حتى المشيب. من لبنان إلى القاهرة، جاء محمد على شمس الدين للمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، لينثر على جمهوره خلاصة مسيرة إبداعية ممتدة تضم ١٨ مجموعة شعرية و٣ كتب وإصدارات أخرى.

يصف «شمس الدين»، لـ«الدستور»، أجواء المعرض، قائلًا: «الحدث رائع هذا العام، والحضور فيه يتميز بطابع فلكلورى»، مضيفًا: «المعرض يمكن اعتباره مدينة ثقافية، وهذه الدورة متفردة فى كل شىء، خاصة من ناحية المساحة والتنظيم ومشاركة دور النشر، وغزارة الجمهور التى أدهشتنى، ولم أر مثلها من قبل».
واعتبر «شمس الدين» أن المشاركة الشبابية أيضًا مختلفة عن الأعوام السابقة للمعرض، موضحًا: «حضرت الكثير من المعارض، لكنى لم أشهد مثل هذه المشاركة الشبابية من قبل، سواء من القرّاء أو الكتّاب». وقال: «دور النشر منحت الكثير من الشباب الفرصة للمشاركة برواياتهم وكتبهم لأول مرة بهذا العدد الضخم، ولفت انتباهى الشباب المتطوعون».
واسترجع ابن الجنوب اللبنانى مصير أول قصيدة كتبها فى حياته، قائلًا: «أحرقتها، لأنك عندما تكتب تصبح ملكًا للناس، ولم أشعر بأنها تلائمنى فيما بعد، وكان لدىّ وعى نقدى مبكر، وجدتها قصيدة ضعيفة، وكانت مجموعتى الشعرية (قصائد مهربة إلى حبيبتى آسيا) عام ١٩٧٤ أول انطلاقة لى».
وتحدث عن الأجواء التى يعيشها فن الشعر حاليًا، قائلًا: «الشعر يمر بمأزق وقلق كبيرين بسبب إيقاع العصر، فالشعر رغم أنه تجريد فى اللغة، يعانى تنوع تلك اللغة، كما دخلت ألوان أخرى مثل الرواية والمسرح على الإبداع، ولم يعد الشعر هو الفن الوحيد».
وأضاف: «تقنيات الشعر لم تعد هى التى تسيطر على الجمهور، كما أن أدوات التلقى أصبحت مختلفة، ونحن نرى كيف أصبح الموبايل وسيلة للتثقيف». ورأى أن هناك انقطاعًا شعريًا واضحًا لدى الأجيال الجديدة، خاصة فى البلدان التى تأثرت بالصراعات فى العالم العربى، لكنه أكد وجود جيل ومشروع شعرى سيخرج من رحم هذه الحروب والصراعات قريبًا. وتذكر «شمس الدين» تأثيرات هذه الصراعات التى عايشها فى بلده لبنان على كتاباته الشعرية، قائلًا: «كتبت أجمل قصائد الحب خلال الحرب اللبنانية، وما زلت مستمرًا، وأقدم الجديد دائمًا».
وأرجع الحراك الشعبى الذى حدث مؤخرًا فى لبنان إلى احتياج الشعب للتغيير، موضحًا: «ما حدث فى لبنان عبارة عن بركان تجمع على مدار ٣٠ عامًا ثم انفجر»، مشددًا على أن اللبنانيين يستحقون الحياة.
وقال إنه خاض تجربة الكتابة عن الأطفال، لأنه يحبهم ويرى أن الشعر بالنسبة للطفل أمر جوهرى، كما يرفض أن يسمِّى مثلًا أعلى لنفسه: «ليس لدىّ مثل أعلى، لى أصدقاء فى الشعر مثل أبى العلاء المعرى وبابلو نيرودا».