سياسي تركي يكشف سر دعوة مستشار أردوغان للتقرب من مصر
حذر الكاتب والسياسي التركي حامد أوغلو، من مغبة الاستجابة لمؤامرات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ضد مصر، مؤكدا أن الدعوات التي أطلقها ياسين أقطاي، مستشار أردوغان، لمصر بطي صفحة الخلافات دعوات مشبوهة وذات أغراض خبيثة.
وكشف الكاتب التركي، في مقال له بصحيفة "زمان" التركية المعارضة، عن أن ياسين أقطاي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية سابقا ويشغل حاليا منصب مستشار أردوغان للسياسة الخارجية، هو مسئول ملف جماعة الإخوان في العالم العربي، ويعمل رأس حربة تركية ناطقة بالعربية في وجه مصر والعالم العربي، كما أنه المايسترو الإعلامي للإعلام العربي المعارض في تركيا، في ظل وجود قنوات مصرية وليبية وسورية في إسطنبول تحرض على الدول تحت عنوان المعارضة السياسية.
وأكد الكاتب التركي أن عرض أقطاي المصالحة مع مصر يعود إلى عدة أسباب، من بينها رفض القاهرة أي دور تركي في الأزمة الليبية، خشية القاهرة من استخدام تركيا ورقة الإرهاب في مواجهة مصر عبر تصدير الإرهابيين من ليبيا إلى مصر، بالإضافة إلى المناورات العسكرية المصرية في البحر المتوسط، التى أظهرت قوة وقدرة الجيش المصري ومدى كفاءته القتالية في مواجهة أي صراع محتمل في ملف غاز المتوسط.
وأشار أوغلو إلى أن من بين الأسباب التي دفعت أردوغان للدعوة إلى المصالحة مع مصر هي أن القاهرة أصبحت رأس حربة ضاربة لوأد أي تحرك تركي في الإقليم، خاصة بعد التكتل المصري القبرصي اليوناني في شرق المتوسط، وتشكيل منتدى الغاز في القاهرة، وظهور أصوات داخلية في تركيا من المعارضة التركية، الممثلة في حزبي الشعب الجمهوري وحزب الخير التركي، تنادي بإعادة العلاقات مع مصر، وإدراك النخب التركية أن مصر أفسدت مخطط العثمانية الجديدة عبر إسقاط حكم الإخوان المسلمين.
وأشار الكاتب التركي إلى أن مصر لديها تحفظات عدة على سياسة تركيا، من بينها ضرب تركيا الاقتصاد المصري من خلال المضاربة في العملة في الأسواق السوداء، والتحريض الإعلامي ضد الدولة المصرية، والتصريحات السلبية المناهضة لمصر من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والتحريض الدبلوماسي ضد مصر دوليا، بخلاف رفض القاهرة سياسات تركيا في الإقليم ككل وليس ضدها فقط.
وأكد أوغلو أن مصالح تركيا أصبحت متداخلة بل متطابقة مع تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، فقد دعمت قيادات الإخوان الهاربين من مصر، وحمت تصنيف جماعة الإخوان إرهابية من خلال الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كما تمسك تركيا بورقة ثبات التنظيم كورقة ضغط على القاهرة في ملف الغاز بشرق المتوسط.
وأكد السياسي التركي أن مصر ترى في مبادرة ياسين أقطاي أنها مبادرة سياسية مفخخة تهدف للإيقاع بالقاهرة مجددا في خيوط النفوذ التركي بشكل أو بآخر، فمصر سبق أن رحبت بتركيا لكن حكومة أردوغان اصطفت مع التنظيمات الإرهابية والدينية لا مع الحكومات السياسية.