رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انفراد.. الدستور تعيش «أيام الرعب» من «فيروس كورونا» فى الصين

«فيروس كورونا»
«فيروس كورونا»

توزيع الكمامات الطبية على جميع السكان بالمجان.. وسيارات الإسعاف فى كل شبر
إجراءات على مستوى البلاد للكشف عن الحالات المشتبه بها فى القطارات والحافلات
فحوصات شاملة بمطار القاهرة عند العودة من بكين.. وتدوين بيانات القادمين


عايشت «الدستور» حالة الخوف والقلق والتوتر غير المسبوقة فى الصين، بسبب تفشى النسخة الجديدة القاتلة من فيروس «كورونا» فى العديد من المدن الصينية، بل وانتقاله إلى عدة دول حول العالم.

المظهر الرئيسى فى كل شبر من الأراضى الصينية هو اتخاذ الإجراءات الطبية المشددة بين المواطنين، خاصة فى أماكن التجمعات العامة مثل الأسواق، وعلى رأسها ارتداء أغطية الأنف والفم «كمامات»، بجانب نشر سيارات الإسعاف فى مداخل ومخارج هذه الأماكن، خاصة مع اقتراب عيد رأس السنة الصينية الجديد الذى يحتفل به جميع أفراد الشعب الصينى.

وعملت وزارة الصحة الصينية على توزيع الكمامات الواقية على الجميع بالمجان، بهدف حماية المواطنين والأجانب الموجودين فى المدن والولايات هناك.

وعند وصولنا إلى مطار «تشجندو شوانجليو» الدولى، الذى يعد أكبر المطارات الصينية، وُجِهت إلينا تعليمات بارتداء كمامات واقية، لحمايتنا من الفيروس المنتشر، ثم خضع جميع الركاب القادمين من الخارج، والمسافرين إلى المدن والولايات الأخرى، لإجراء فحص طبى شامل.

وبمجرد دخول المدينة، ترصد الكثير من مظاهر تحذير السلطات الصينية للمواطنين من الوجود فى الأماكن العامة دون ارتداء الكمامات الواقية.

بعد ذلك، انتقلنا إلى مدينة «شنجهاى»، حيث تسود نفس الحالة من الخوف والقلق بين المواطنين، ووسط تحذيرات لوزارة الصحة هناك من الاقتراب من أى شخص تظهر عليه بوادر نزلات البرد، خاصة الحمى والعطس.

وعلى عكس المظاهر السابقة، تعيش مدينة «كنمينج»، كبرى المدن الصينية فى الجنوب الغربى، التى انتقلنا إليها بعد ذلك، بصورة طبيعية جدًا، لأن مكان انتشار المرض بعيد عنها، لذلك كان السياح المترددون عليها يتمتعون بكامل حريتهم فى زيارة معالم هذه المدينة الجذابة ذات الطبيعة الخلابة والجو المعتدل.

ورصدنا تحذير المواطنين فى المدينة لبعضهم البعض من الذهاب لمدينة «وهان» أو «شنجهاى» أو «بكين»، بسبب ظهور «المرض القاتل» هناك، ووفاة العديد من الصينيين جراء الإصابة به، خاصة مع عدم جود أى علاج له حتى الآن.

وبعد العودة إلى مصر، وتحديدًا داخل مطار القاهرة الدولى، خضع جميع القادمين من الصين لفحص طبى شامل، من بين إجراءاته قياس درجة الحرارة، مع أخذ بيانات جميع القادمين وأرقام تليفوناتهم.
وأعلنت الصين، أمس، عن تسجيل ٤١ وفاة، و١٢٩٧ حالة إصابة مؤكدة بالالتهاب الرئوى الناجم عن الفيروس فى شتى أنحاء البلاد، بينها ٢٣٧ إصابة فى حالة حرجة.

وذكرت اللجنة الوطنية للصحة، فى بيان، أن حالات الوفيات بينها ٣٩ حالة فى مقاطعة «هوبى» بوسط الصين، وحالة واحدة فى مقاطعة «خبى» بشمالى الصين، وحالة واحدة أخرى فى مقاطعة «هيلونججيانج» بشمال شرقى الصين.
وأضافت اللجنة أنه تم تسجيل ١٩٦٥ حالة يشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا» الجديد، وجارٍ التأكد من إصابتها بالفيروس من عدمها.

وأمرت الصين بفرض إجراءات على مستوى البلاد للكشف عن حالات الإصابة المشتبهة بالفيروس فى القطارات والطائرات والحافلات.

وأفاد بيان لجنة الصحة بأنه سيتم وضع محطات للكشف عن الإصابات، وسينقل الركاب الذين يُشتبه بإصابتهم فورًا إلى مركز صحى.
وجاء الإعلان عن هذه الخطوة بينما أغلقت السلطات خمس مدن جديدة فيها نحو ٥٦ مليون نسمة، أمس، فى محاولة لاحتواء المرض.

ونشرت القوات المسلحة الصينية، أمس الأول الجمعة، طواقم طبية محترفة فى إطار مواجهة المرض، وفقًا لما أعلنته السلطات العسكرية.
وأعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية عن تأسيس فريق بحث وطنى يتألف من ١٤ خبيرًا، للمساعدة فى الوقاية ومراقبة تفشى الفيروس.

وقالت الوزارة إن فريق البحث لمكافحة الفيروس يعتبر جزءًا من مشروع علمى تكنولوجى عاجل للوزارة، تم إطلاقه بشكل مشترك مع لجنة الصحة الوطنية وإدارات أخرى فى اجتماع عقد مؤخرًا.
وسيوفر المشروع دعمًا علميًا تكنولوجيًا فى ١٠ ميادين بحثية، بما فيها تعقب الفيروس، وانتقاله، وطرق التعقب، والتغير الجينى، وتطوير لقاح يقضى عليه.

وظهر الفيروس فى مدينة «ووهان» عاصمة إقليم «هوبى» بوسط الصين أواخر العام الماضى، وانتقل لمدن صينية، من بينها بكين وشنجهاى.

والغالبية العظمى من حالات الإصابة وكل حالات الوفاة المؤكدة حتى الآن كانت فى الصين، ولكن تم أيضًا اكتشاف الفيروس فى تايلاند وفيتنام وسنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان ونيبال وفرنسا والولايات المتحدة وأستراليا، كما أعلنت ماليزيا عن تسجيل ٣ إصابات.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن فيروس «كورونا» الجديد يمثل «حالة طوارئ فى الصين»، لكنها أحجمت عن إعلانه مثار قلق دولى، رغم أن الفيروس واصل الانتشار عالميًا.