رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وائل طاحون.. بطل شرطة خلده التاريخ

جريدة الدستور

يرتدي يوميًا ملابسه العسكرية، يخرج متوجهًا إلى عمله بروح قتالية، بعد أن عاهد الله على حفظ الأمن والأمان وتأدية واجبه على أكمل وجه، هكذا كان حال الشهيد العقيد وائل طاحون، قبل أن تُنهي رصاصات الغدر حياته، بالقرب من منزله، حيث أمطره الإرهابيون بوابل من الرصاص، ثم دقّوا الطبول ابتهاجًا بقتله.

5 أعوام مرّت على الليلة الدامية التي شهدتها منطقة عين شمس؛ ففي 21 أبريل من عام 2015، أطلق مجهولان النيران تجاه السيارة التي استقلها العقيد وائل طاحون، ضابط الأمن العام، وبصحبته المجند إبراهيم هاني المنشاوي، من مصلحة الأمن العام، أثناء استقلالهما سيارة بمنطقة عين شمس، بعد وضع الإرهابيين "طاحون" على قوائم الاغتيالات، بعدما فشل الإخوان في اغتياله أثناء حصارهم له في ثورة 25 يناير داخل قسم شرطة المطرية.

46 طلقة أُطلقت من بنادق آلية خلال خمس دقائق، استطاعت أن تُنهي حياة "طاحون" قبل وصوله المستشفى، ليرتقي عند ربه شهيدًا، وتُشيّع جنازته بحضور مئات الآلاف، ورغم الحزن الذي خيّم على مصر بأكملها فإن الشماتة والاحتفال سيطرا على الإرهابيين، في مشهدٍ حمل من التشفي ما يكفي لإثبات تورط الجماعة الإرهابية في اغتيال "طاحون".

"طاحون" من مواليد قرية النحارية التابعة لمركز كفر الزيات، في محافظة الغربية، وعمل بمباحث قسم مدينة نصر، ومباحث المطرية، ووضعته جماعة الإخوان الإرهابية ضمن "القائمة السوداء" بعد ثورة 25 يناير، حيث رصدته وجعلته هدفًا نُصب أعينها، حتى نجحت في رصده، وبالفعل اغتالته.

لأسرة "طاحون" نصيب كبير من البسالة والحزن أيضًا، ففي أبريل من عام 2019، استشهد النقيب ماجد عبدالرازق، معاون مباحث النزهة، ليلحق بوالد زوجته "حماه" وائل طاحون، إثر إطلاق نار على سيارة شرطة بالنزهة، بعدما هاجمه 4 إرهابيين مدججين بالأسلحة النارية وأطلقوا عليه وابلًا من الرصاص؛ ما أسفر عن استشهاده، بعد مولد طفلته بـ7 أيامٍ فقط.

بطولة جديدة تُخلدها عائلة "طاحون" اليوم، ففي أثناء احتفال الرئيس عبدالفتاح السيسي بعيد الشرطة الـ 68، ألقى عاطف وائل طاحون، نجل الشهيد العقيد، كلمة أمام الرئيس "السيسي" عقب دخوله كلية الشرطة ليكمل مسيرة والده، حيث قال: "والدى وزوج أختي قدما حياتهما فداءً لمصر وأصبحا بالنسبة لي المثل والقدوة علشان كده أنا أصريت أن أكمل مسيرتهما وأدخل كلية الشرطة مصنع الرجال".