رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مراكب النجاة».. وسيلة الدولة لوقف نزيف الهجرة غير الشرعية

 الهجرة غير الشرعية
الهجرة غير الشرعية

مراكب الموت حملت أعدادا كبيرة من الشباب إلى مثواهم الأخير، بدلًا من أن تقلهم إلى بلاد الأحلام التي طالما أرادوا الذهاب إليها وتركوا من أجلها كل غالي ونفيس، وجاءت مبادرة "مراكب النجاة" لتنقذ شبابًا من بحار الموت الممتدة بسبب الهجرة غير الشرعية.

"مراكب النجاة" هي مبادرة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال منتدى شباب العالم، تهدف إلى القضاء على الهجرة غير الشرعية، والتي كانت بداية المرحلة الثانية منها في محافظة البحيرة مؤخرًا، بعد أن تم تنفيذ الفكرة في مرحلتها الأولى بمحافظة الفيوم.

وكشفت وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، الهدف من مبادرة "مراكب النجاة"، قائلة إنها جاءت للتوعية بخطر الهجرة غير الشرعية، مضيفة أن المرحلة الثانية منها انطلقت داخل محافظة البحيرة، وجرى تقسيمها إلى ثلاثة شرائح وهي الأطفال في المدارس والأمهات والشباب، وذلك بالتعاون مع الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، وبالتنسيق مع جهاز المحافظة وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بهدف العمل على توفير فرص بديلة لعمل الشباب.

وتضيف مكرم، أنها تستهدف الوصول لـ150 ألف مواطن بالمحافظة، والوصول لشريحة المرأة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، الذي استطاع الوصول إلى 40 ألف سيدة عن طريق تدريب 150 متدربة، تقوم كل منهم بالعمل وتوعية 600 امرأة أخرى من المحافظة.

ليس هذا فقط بل قامت المبادرة حسب قول مكرم، بالتعاون مع إحدى الشركات المتخصصة في مخاطبة الأطفال للطواف حول المحافظات من أجل إتمام أنشطة ترفيهية من خلالها يتم توعية الأطفال بمخاطر الهجرة غيرالشرعية.

ووقع الاختيار على محافظة البحيرة، لأنها واحدة من المحافظات الأكثر تصديرًا لظاهرة الهجرة غير الشرعية، فكان لا بد من تضافر جهود كافة الجهات المعنية للتصدي لهذه الظاهرة بها، والتعريف بمخاطرها.

"الدستور" تواصلت مع عدد من متلقي المبادرة بمحافظة البحيرة، والذين تم استهدافهم للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وكان من بينهم أحمد حسين فهمي تاجر أحذية بمركز دمنهور، والذي قال إنه يعرف داخل بلدته الكثير الذين راحوا ضحايا اللهث وراء أحلام السفر للعمل بالخارج، وتحقيق الثراء السريع، من أجل بناء مستقبل أفضل.

وأكد أنهم دفعوا أموالًا كثيرة واستدانوا ليلحقوا بمراكب تلك الهجرة غير الشرعية، إلا أن النهاية كانت أغلبها واحدة، وهي قراءة اسم هؤلاء على أوراق الصحف بكونهم ضحايا.

أما أحمد سمير صاحب محل ملابس بمركز كفر الدوار، قال إن فكرة الهجرة راودته مثله مثل الكثير من الشباب، وبطبيعة الحال ولكونه لا يستطيع تحمل مصروفات الهجرة من أبوابها الشرعية فكان سيلجأ إلى أحد أصحاب هذه المراكب والتي يمكن أن تسفره بأموالًا أقل، غير أنه تراجع عن هذا القرار نتيجة ما شاهده بنفسه من مآسي آلت إليها مثل هذه الهجرات لأصحابها وذويهم.

وأشاد سمير، بدور الدولة بتنظيم مثل هذه المبادرات التي تعمل على توعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية بل وتوفيرها للبدائل التي تمنحهم فرصًا للرزق داخل بلادهم دون الحاجة إلى السفر.

كان الدكتور محمد سعفان وزير القوى العاملة، أكد أنه في سبيل تحقيق هدف الدولة في القضاء على الهجرة الغير شرعية، وتحقيقًا للتنمية المستدامة 2030، تقوم الوزارة بالعمل على تطوير 38 مركزًا ثابتًا تابعًا لها بمديريات القوى العاملة على مستوى 27 محافظة، حيث نجحت في إعادة تأهيل 7 مراكز للتدريب المهني في عام 2019، وتم تجهيزات ورش المراكز بمحافظات أسوان، السويس، سوهاج، الدقهلية، أسيوط، المنوفية، القليوبية.

وتابع وزير القوى العاملة، أنه جرى الانتهاء من جميع أعمال التطوير في مركز تدريب مهني شهداء "الكتيبة 103 صاعقة" في حي الشرابية بالقاهرة، والذي يضم 6 ورش للتفصيل والخياطة، وصيانة المحمول والدش، وصيانة الحاسب الآلي، وقد تم في هذه الورش تنفيذ 13 دورة تدريبية بإجمالي 152 متدربًا على هذه المهن خلال العام المالي المنتهي، بالإضافة إلى ورشة الحاسب الآلي التي قامت منظمة الهجرة الدولية بتجهيزها على مستوى عال لتستقبل شبابًا مصريًا للتأهيل والتدريب والإعداد ليكون قادرًا على العمل بمصر والخارج.

ويتابع أنه إلى جانب هذا قامت وزارة القوى العاملة بإحياء منظومة وحدات التدريب المتنقلة عن طريق تطويرها، وتحديثها وذلك حتى يمكنه الوصول إلى كل راغب في التدريب في محل إقامته، وذلك من خلال 13 وحدة تدريب مهني متنقلة، جرى إطلاق 8 وحدات منها لتجوب قرى ونجوع 8 محافظات الأكثر احتياجًا في إطار مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم هذه الأسر، عن طريق مبادرة الوزارة "مهنتك مستقبلك" للتدريب المهني على مهن التفصيل والخياطة وغيرها من الحرف والأنشطة، وذلك بهدف زيادة عدد الوحدات إلى 13 وحدة تصل إلى القرى والنجوع المختلفة.

أرقاما صادمة صدرت عن منظمة الهجرة غير الشرعية لعام 2018، أثبتت ابتلاع الهجرة غير الشرعية للعديد من الشباب المصري الطامح لمستقبل أفضل، حيث غرق 587 شخصًا في البحر المتوسط خلال هذا العام، كما أن هناك 988 من المهاجرين المصريين هاجروا بشكل غير شرعي لإيطاليا عام 2017، وفي نفس السنة، تم تسجيل 1773 حالة وفاة لمهاجرين غرقوا في طريقهم عبر البحر المتوسط منهم 151 طفلا، بالإضافة إلى أن 58% من المهاجرين غير الشرعيين المصريين هم أطفال دون الـ18 عامًا، وذلك حسب الإحصائية التي أعلنتها اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر.