رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ضحايا اللوز».. حكايات «ملائكة» دفعوا حياتهم ضريبة إهمال المستشفيات الخاصة

اللوز
اللوز

توقع المواطن رامي ربيع أن اصطحاب طفلته التي لم تبلغ عامها الخامس إلى مستشفى خاصة سيضمن له تلقيها العلاج بشكل جيد وأفضل منه في الحكومية، رغم بساطة التدخل الجراحي الذي تحتاجه، وهو عبارة عن عملية "اللوز"، وأدخلها مستشفى وادي الطب بمنطقة شبرا الخيمة، ومر كل شيء كما رسمه الأب، إلا أن القدر كان له تدخله، ودخلت الطفلة في حالة إعياء قبل أن تفقد حياتها بعد الجراحة بـ5 أيام.

"الدستور" تواصلت مع والد "جوري" التي فقدت حياتها بعد 5 أيام من إجراء عملية اللوز بالمستشفى الخاص، وروى صاحب الـ 30 عاما قصة وفاة طفلته الصغيرة: "العملية استغرقت أكثر من ساعة، بالرغم من أنها في الطبيعي لا يتعدى وقتها ربع ساعة، وبعدها بأيام قليلة حتى بدأت تعاني من نزيف حاد، وتوجهت بها إلى المستشفى من جديد لإنقاذها".

وتابع: "كان الرد وقتها أن هذا الجرح أمر طبيعي مكان العملية، حتى نزفت دما من فمها، وكل ما كنت أسأل على الدكتورة اللي عملت العملية مكنش حد بيرد عليا".

رامي يروي قصة تسليم ابنته للموت في مستشفى خاصة
http://www.dostor.org/upload/newsattachments/107/3/248.jpg
واستكمل: "تجمع دموي طبيعي بعد العملية، هذا كان رد المستشفى على الحالة التي وصلت لها، لكن والدتها صممت على أن تمكث ابنتها داخل المستشفى حتى تطمئن عليها، وتجدد النزيف مرة أخرى بعد مرور ساعات، وتم إيداعها داخل غرفة العناية المركزة لمدة 48 ساعة، ومنعونا من الزيارة حينها".

واختتم: "ماتت طفلتي، والمستشفى لم تخبرنا بذلك إلا في المساء حين فرغت المستشفى من المواطنين تماما، حينها استقبلنا أحد الأطباء وأخبرنا بحقيقة الأمر، وقال البنت ماتت من ساعات، بسبب قطع شريان الحبل الصوتي في العملية".

الدكتور مهندس محمود عطية، عضو مجلس النواب عن دائرة شبرا الخيمة، تقدم بطلب إحاطة عاجل لوزيرة الصحة بعد الواقعة لفتح تحقيق عاجل، لافتا فيه إلى أن المستشفى رفض استدعاء الطبيبة التي أجرت العملية بعد حدوث مضاعفات".

بالعودة إلى رامي ربيع، الأب المكلوم، اتهم الطبيبة بالتقصير في عملها والتسبب في وفاة ابنتها، إذ لم تتابع الحالة بعد حدوث المضاعفات وتعرضت لنزيف حاد والعودة إلى المستشفى مجددا.

طبيبة "لوز جوري" تنفي مسؤوليتها عن وفاتها.. جرحها "عفن" بعد العملية

من ناحيتها، نفت الدكتورة رانيا فيصل، الطبيبة التي أجرت عملية اللوز للطفلة "جوري" كل ما وجه إليها من تهم الإهمال الطبي، مشيرة إلى أن الطفلة خرجت من العملية بصحة جيدة، بل أنها أجرت عمليتين آخريتين في ذات الوقت بعد إنهاء عملية الطفلة، وجميعهم بحالة جيدة الآن.

وعن سبب وفاة الطفلة، قالت فيصل، إن حدوث نزيف ثانوي بعد مرور ثلاث أيام على موعد العملية بسبب عدم انتظام العلاج، منوهة إلى إصابة الطفلة بعفونة مكان الجراحة، والتي أدت إلى تلف الشرايين الدموية؛ مما نتج عنه النزيف والوفاة، نافية أيضًا إجراءها للعملية مستخدمة جهاز الليزر، موجهة المختصين بذلك الأمر لإجراء تشريح للجثة حتى يثبت عدم إهمالها الطبي.

لم تكن "جوري" الضحية الوحيدة لعمليات "اللوز" داخل المستشفيات في مصر، ففي أكتوبر 2018 تعرض 7 أطفال من إحدى القرى التابعة لمحافظة الدقهلية للإصابة بنزيف حاد بعد إجراء عمليات جراحية لاستئصال اللوز في مستشفى خاص، ولفظت طفلة عمرها 11 عامّا أنفاسها الأخيرة في ذات المستشفى بعد العملية مباشرة.

طفلة أخرى فقدت حياتها على يد أطباء مستشفى "الشفاء" بالخصوص، بسبب جرعة بنج زائدة، وحكى والدها محمد فتحي قصة ابنته "ندى" التي تبلغ من العمر 9 سنوات فقط: "الحياة وقفت بعد ما فقدت ابنتي الوحيدة، عانت من التهاب اللوز، واصطحبها الطبيب المدعو تخصص أنف وأذن وحنجرة، وقرر خضوع الطفلة لعملية استئصال اللوز، وبالفعل أجرت العملية داخل المستشفى، استغرقت مدتها 3 ساعات متواصلة، قبل أن أتلقى الوالد خبر وفاة ابنتي، دخلت الغرفة ووجدت أنها تعرضت لنزيف حاد أثناء العملية".