رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من قلب النجع».. اللي ميعقطش يجيب طوب

يسري أبو القاسم
يسري أبو القاسم

للعائلة أمثال عدة فى صعيد مصر تهدف إلى الحفاظ على الهيكل العام الذي لا يجب الخروج عنه أو عليه ومنها كثرة إنجاب البنين التي تجلب الهيبة.

العزوة

القاصى والدانى يعرفون أن أهل الصعيد يحبون كثرة الإنجاب، وخاصة إنجاب الذكور، ذلك لأنهم مجتمع قبلى بطبعه. مازالت العائلة فيه هى الأساس، والعائلة تبنى بالكثرة التى تنبثق منها العزوة التى تجعلها مصدر احترام ومهابة من قبل العائلات الأخرى، فيقال عائلة فلان لها ألف رجل أما عائلة فلان فلها عشرة آلاف من الرجال، وهذا يجعلها أكثر احترامًا وخشية، فيتقرب منها الجميع محبة بهدف المساندة ويكون ذلك بالمصاهرة أو درءا للدخول معها فى شجار لا تحمد عقباه،

"اللي ميعقطّش يجيب طوب"

والأمثلة الخاصة بالعائلة والكثرة عديدة منها هذا المثل الذى يتحدث فيه القائل عن إنجاب العديد من الأولاد، ويأتى فى الغالب حين يقول الشخص سأكتفى بولد أو ولدين فيقول له القائل: "ياراجل هات عيال كتير و(اللي ميعقطش يجيب طوب)" قاصدًا بذلك أن كل ولد له فائدة وإن اختلفت قدرات كل ولد عن أخيه. وخاصة وقت الشدة ففى بعض المعارك البسيطة التى لا تحتاج إلى حمل السلاح فى الصعيد، يقذف المتعاركون بعضهم بالحجارة "الطوب" ومعنى كلمة "يعقط" أي يقذف أو "يحدف" والمعركة التى تكون بالحجارة يقولون عنها معارك "بالعقوط " أو "العقّيط " وهى فى الحقيقة لا ترقى لكلمة معركة بل هى شجار يكون بين الأطفال غالبا، لأن الكبار فى الصعيد يتعاركون بالسلاح أو بالشوم، وبالنسبة لهم عراك "العقوط" عيب.

كثرة الإنجاب

لذا يهدف المثل إلى كثرة الإنجاب ويستهدف الشجاعة، وكأن صاحب المثل يريد أن يقول يجب أن الرجل ينجب عيالا كثر، حتى إذا جاء وقت الشدة وجدهم من حوله، ليكون منهم القادة الذين يقفون في المقدمة ليقذفون خصومهم بالحجارة، ومنهم الضعفاء الذين سيناولون أشقاءهم الحجارة، وهنا يدلل على أن الضعفاء لهم دور أيضا ووجودهم أفضل من عدمه. ليوضح أن كثرة الأولاد على أى حال تنفع ولا تضر.