رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسري عبيد يكتب: العفى ما حدش ياكل لقمته

يسري عبيد
يسري عبيد

جاء افتتاح قاعدة برنيس العسكرية الأكبر فى الشرق الأوسط مؤخرًا بحضور الرئيس السيسى والشيخ محمد بن زايد وبعض القادة ليؤكد على ركيزة أساسية، وهى قوة الردع المصرية فى مواجهة جميع الأخطار والتحديات على مختلف الأصعدة والاتجاهات الاستراتيجية.
تأتى أهمية هذه القاعدة من منطلق أنها تعتبر قاعدة انطلاق برية لأى مهام تكلف بها القوات المسلحة، خاصة فى الاتجاه الاستراتيجى الجنوبى، وربما تأتى فى خضم أزمة سد النهضة، ولا شك أن مصر هنا لا تفكر فى الاعتداء على أحد، وليس هذا من عقيدتها على مر الزمان، ولكن مصر تستخدم قوة الردع التى تضمن الحفاظ على الأمن القومى المصرى.. قوة ردع ضد من.. ضد الجماعات الإرهابية وضد الدول التى تحاول استخدام هذه الجماعات لضرب الأمن القومى المصرى، وعلى رأسها تركيا وقطر، وما إلقاء القبض على الخلية التركية الإخوانية فى القاهرة مؤخرًا التى تنشط تحت غطاء وكالة أنباء تركية إلا جزء من الحرب التى تخوضها هذه الدول لإرسال صورة إعلامية سيئة عن مصر فى الخارج.

جاء افتتاح هذه القاعدة العسكرية الكبيرة بعد سلسلة من المناورات المصرية الأخيرة، وأهمها «قادر ٢٠٢٠» بمشاركة جميع تشكيلات القوات المسلحة لتعطى إنذارًا لكل من يحاول المساس بالأمن القومى المصرى الممتد من أعالى النيل جنوبًا وليبيا غربًا.. الأسلحة التى استخدمها الجيش فى المناورات وظهور الفرقة القتالية الخاصة ٩٩٩ فى الجيش المصرى لأول مرة بمثابة تحذير للجميع.. تركيا تحاول العبث بأمن مصر القومى فى ليبيا عن طريق إرسال الميليشيات الإرهابية من سوريا إلى هناك ودعم الميليشيات الموجودة فى طرابلس، مما يهدد الأمن القومى المصرى.. لأن تركيا لو استقر لها الأمر فى الغرب الليبى ستواصل أطماعها التوسعية وتعمل على الاتجاه شرقاً نحو بنغازى وطبرق، قرب الحدود المصرية، مما سيجعل التهديد الأردوغانى لمصر مباشرا يبعث الروح من جديد فى إحياء آمال جماعة الإخوان الإرهابية للمشهد فى مصر.. فأردوغان هو المرشد الفعلى للجماعة، كما قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدى، فى لقاء مع الزميل الإعلامى نشأت الديهى على قناة تن.
عبدى قال أيضًا إن الأتراك كانوا يقولون إنهم لا يريدون أن تعرض العلاقة مع تنظيم داعش لأى خطر مما يوضح حجم الدعم الذى تتلقاه الجماعات الإرهابية من أردوغان.

الرئيس السيسى كانت عنده رؤية ثاقبة ونظرة للمستقبل عندما عمل على تحديث القوات المسلحة المصرية بأحدث الأسلحة سواء من روسيا أو فرنسا أو ألمانيا أو غيرها، اشترى أحدث طائرات وأفضل غواصات وأصبحت لدى مصر حاملات طائرات فى البحر، أنشأ أسطول البحر الأحمر وأسطول البحر المتوسط، أصبحت البحرية المصرية هى الأقوى فى حوض البحر المتوسط.
أصبحت لدى مصر قوة ردع ضد من يحاول المساس بأمنها ومصالحها الاقتصادية.. المغرضون والخونة استنكروا شراء مصر للأسلحة وقالوا «هما هيعملوا بيها إيه مش يأكلوا المصريين أحسن».. قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر.

كان همهم الوحيد الهجوم على القيادة المصرية، ممثلة فى الرئيس، محاولين إثارة مشاعر المصريين ضده.
حقدهم وبغضهم أغشى أبصارهم عما تراه القيادة السياسية.. الرئيس السيسى كان يعلم تماماً حجم المخاطر والتحديات التى ستواجهها مصر خلال الفترة المقبلة، سواء الصراع على الغاز فى البحر المتوسط أو محاولة الأتراك الاعتداء على الأراضى الليبية واستخدامها محطة لدعم جماعة الإخوان المسلمين.
كان يعلم التهديد الحقيقى الذى يمثله بناء سد النهضة على مصر.. وضع كل الاحتمالات بما فيها التعنت الإثيوبى والمماطلة فى المفاوضات.. كان لابد من وجود ردع تستخدمه مصر فى حال فشل المحادثات المستمرة حتى الآن ونتمنى أن تنجح.. ولكن إذا فشلت تماماً فلابد من قوة ردع يضعها الطرف الآخر أمام عينيه حتى تجبره على مراعاة حقوق مصر فى مياه النيل.. فالحق لابد له من قوة تحميه.