رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاقتصاد الإيراني يقوض رد «الملالي» على ترامب

جريدة الدستور

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن تعثر أداء الاقتصاد الإيراني هو ما يقوض رغبة طهران في مواجهة الولايات المتحدة بشكل مباشر.

وأضافت الصحيفة- في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- أن إيران تعاني في الفترة الأخيرة من أزمة اقتصادية حادة، تمثلت في ندرة الوظائف وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من الضروريات الأخرى، حيث تقلص أداء الاقتصاد بسرعة حتى أصبح الشعب الإيراني يشعر بالاستياء والاشمئزاز بشكل متزايد للغاية من أداء حكومته.

وتابعت الصحيفة: "أن العقوبات المشددة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران، حرمت الأخيرة من الوصول إلى الأسواق الدولية، ما أهلك اقتصادها الوطني وجعله يتقلص بمعدل سنوي يبلغ 9.5%، حسب تقديرات صندوق النقد الدولي.

ووفقًا لصحيفة "أكسفورد إيكونوميكس"، وصلت صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر في ديسمبر الماضي فعليًا، حيث أوقفت العقوبات حركة البيع، على الرغم من أن المهربين قاموا بنقل كميات غير معروفة.

ولهذا، بدا أن الاقتصاد القاتم ساهم في تخفيف استعداد إيران لتصعيد الأعمال القتالية مع الولايات المتحدة، حيث يدرك قادتها حقيقة أن الحرب يمكن أن تتفاقم بشكل كبير وتلتهم ثرواتها الوطنية لا سيما وأنه في الأشهر الأخيرة تأججت مشاعر الغضب العام من انتشار البطالة والغموض الاقتصادي وأوجه الفساد، ما شكل تهديدًا وجوديًا محتملًا لنظام إيران المتشدد، وفقًا لما قالته الصحيفة الأمريكية.

ونوهت بأنه: "منذ أسبوع واحد فقط، تمكنت طهران من إعادة توجيه مثل هذه المشاعر الغاضبة لتصب ضد الولايات المتحدة بسبب قتلها قاسم السليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني أثناء تواجده في العراق، لكن سرعان ما عادت مشاعر الغضب من جديد في مطلع الأسبوع الماضي على هيئة احتجاجات تندد بالنظام الحاكم، بعد اعترافه رسميًا بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية كانت تقل العشرات من الإيرانيين، بعد ثلاثة أيام من الإنكار والمراوغة".

وكانت هذه الاحتجاجات بمثابة تعبير واضح وتنديد لتستر النظام على إسقاط الطائرة الأوكرانية، التي أودت بحياة جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصًا، لكن الغضب في الشوارع كان له صدى أكبر على تدني مستوى الحياة لدى الشعب الإيراني بشكل عام- وهو ما تجلى في تقلص سبل المعيشة والقلق المالي والشعور بأن النظام عاجز أمام مواجهة المشاكل الهائلة.

وأبرزت "نيويورك تايمز" أن معدلات التضخم بلغت نحو 40%، ما أثر على المستهلكين وتجلى في هيئة ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية وغيرها من الضروريات الأساسية، وأصبح أكثر من واحد من بين كل أربعة شبان إيرانيين عاطلين عن العمل، لا سيما بين خريجي الجامعات بشكل خاص، وذلك وفقا لتقديرات البنك الدولي.

واستطردت الصحيفة الأمريكية تقول: " إن الضربات الصاروخية التي شنتها إيران في الأسبوع الماضي على القواعد الأمريكية في العراق- ردًا على مقتل الجنرال سليماني- تمت معايرتها بدقة لتمكين قادتها من إعلان أن الثأر قد تم تأمينه دون إثارة رد فعل شديد من الرئيس ترامب، في الوقت ذاته".

ورأت "نيويورك تايمز" أخيرًا:" أن تفاقم حدة الأعمال العدائية مع أقوى قوة عسكرية على الأرض ستجعل حياة الإيرانيين العاديين أكثر بؤسا.

ومن المرجح أيضًا أن يترك تداعيات وخيمة على العملة المحلية ويؤدي بدوره إلى تفاقم حدة التضخم، مع تهديد استمرار ما تبقى من الصناعة الوطنية، والقضاء على الوظائف وانتشار البطالة.