سياسي ليبي يكشف لـ"الدستور" ما بعد وقف إطلاق النار وتحرك الجيش
قال الليبي رمزي الرميح، مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي، إن الجيش الليبي استجاب للدعوات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار، لكنه سيحرر جميع المناطق الليبية من الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، مؤكدًا وجود خطة لإدارة البلاد بعد تحريرها من الإرهابيين.
ولفت "الرميح" في حوار خاص لـ"الدستور" إلى أن مصر تعد من أهم الدول العربية التي دعمت الشعب والجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب ومواجهة التدخلات الخارجية التي تمثل عدوانا على ليبيا وأهلها.
واعتبر السياسي الليبي البارز، أن الجيش الليبي أوقف إطلاق النار ليعطي فرصة للمجتمع الدولي للوصول إلى حل سياسي والضغط على الميليشيات، لكن الجيش متمسك بموقفه بنزع سلاح الميلشيات بالكامل والقضاء على الجماعات الإرهابية، وإلى نص الحوار:
• ما هو تعليقك على إعلان الجيش الليبي وقف إطلاق النار في المنطقة الغربية؟
- هذا القرار يعتبر فرصة كي يثبت بها الجيش الليبي والقيادة العامة للجيش أنهم مع السلام وإحلال الأمن وإنهاء الأزمة الليبية، فالقوات المسلحة منذ البداية أعلنت عن هدفها، لكن عندما صدرت دعوات أممية وإقليمية بوقف الحرب فهذه فرصة كي يوضح فيها الجيش أنه مع إيقاف الحرب وإعطاء هدنة.
لكن قبل إعلان وقف إطلاق النار سبق هذا الأمر بأيام بيان عن قيادة الجيش بشأن المبادرة الروسية، وهذا البيان مهم جدا ويرتبط ببيان إعلان وقف إطلاق النار، فالبيان الذي أصدره الجيش منذ أيام ثمن مبادرة روسيا التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين لوقف إطلاق النار وأكد على أن القوات المسلحة مستمرة في حربها ضد الجماعات الإرهابية، التي تم تصنيفها عالميا وإقليميا مثل داعش وغيرها والنقطة الثانية التي أشار إليها البيان وهو مرتبط ببيان السبت لوقف إطلاق النار وهي أن كل ما يرتبط بإنشاء دولة مدنية سواء استحقاق دستوري أو انتخابات لا يمكن إجرائه في ظل وجود ميلشيات وسلاح وبالتالي كل من يتحدث عن دولة مدنية وتسوية سياسية وإنهاء الأزمة عليه أن يؤكد على حل الميلشيات ونزع السلاح وهذا رسالة لمؤتمر برلين بأن عليهم التأكيد على هذا الأمر بشكل واضح.
وأيضا وقف الجيش لإطلاق النار فرصة لإحراج العالم فهم يريدون وقف إطلاق النار وقد استجاب الجيش لهذا الأمر لكن سنرى ما بعد وقف إطلاق النار، ففائز السراج رئيس حكومة الوفاق ومن على شاكلته أصروا على عودة القوات المسلحة إلى الرجمة وشرقي البلاد، لكنه أصدر بيانا أمس السبت، أكد فيه ترحيبه بمبادرة وقف إطلاق النار وإرسال لجان عسكرية من الطرفين ما يعني اعترافه بما حققه الجيش الليبي.
لهذا القوات المسلحة هي صاحبة القرار الآن والسلام لا يصنعه إلا الأقوياء فالجيش حرر سرت بالكامل وبسط سيطرته عليها وما زلنا موجودين على تخوم طرابلس وننتظر رد العالم.
• كيف سيرد الجيش الليبي على خروقات وقف إطلاق النار التي تقوم بها الميليشيات المسلحة؟
- الجيش أكد في بيانه على أن اختراق للهدنة سيواجه بالحسم والحزم ولن يتهاون مطلقا وهناك أقمار صناعية تراقب وبارجات حربية في البحر تراقب الوضع أيضا، والقيادة العامة للجيش إذا وعدت نفذت، وإذا لم يلتزم الطرف الآخر فسيواجه بأقسى رد.
• هل يستأنف الجيش الليبي قريبا عملياته لتحرير باقي العاصمة طرابلس من الجماعات الإرهابية؟
- ننتظر رد المجتمع الدولي وسيكون ذلك في مؤتمر برلين الذي تستضيفه ألمانيا ونعتقد أن يكون في الأسبوع الثالث من هذا الشهر، ربما تكون فرصة لتسوية سياسية لأن هذه التسوية لن تكون إلا بحل الميليشيات ونزع السلاح ودخول قوات الجيش طرابلس سلميا وتشكيل حكومة أزمة تنبثق عن مجلس النواب الشرعي بقيادة المستشار عقيلة صالح ويصدق عليها البرلمان، ثم نبدأ في المسار السياسي المتفق عليه.
• ما هي أهم المناطق التي سيتوجه إليها الجيش الليبي بعد استعادته مدينة سرت؟
- كل شبر موجود فيه الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة سيتوجه إليها الجيش الليبي لتحريرها، فلدينا مدن وقرى ومناطق سيادية حساسة يجب تطهيرها مثل مصراته والتي تم تضيق الخناق عليها، والقوات المسلحة قد تقدم إلى مصرته أو أي مدينة أخرى، ورد الجيش من قبل على المبادرة الروسية وغيرها، هي أن الجيش لن يوقف عملياته قبل القضاء على الميليشيات الإجرامية والإرهابية في ليبيا، وحل هذه الميليشيات ونزع سلاحها وبعدها نتحدث عن وقف الحرب والدخول في مرحلة سياسية.
واتضح هذا الأمر خلال المباحثات التي جرت بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن أي تسوية سياسية في ليبيا لن تتم قبل القضاء على الإرهاب، فالحسم العسكري يجب أن يسبق أي حسم سياسي.
• هل هناك زيارة مقبلة للمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي إلى أي دولة خلال الفترة المقبلة؟
- المشير حفتر يقوم بواجبه في استقبال مبعوثين أو السفر للخارج حينما توجه له دعوات وكلامه صريح بشكل عام أننا لن نوقف الحرب حتى يتم القضاء على المليشيات ونزع سلاحهم وأي تسوية سياسية تأتي بعد هذه الأمور.
• هل هناك خطة سياسية لدى البرلمان والجيش الليبي لإدارة البلاد بعد تحرير جميع المناطق من الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة؟
- نعم هناك خطة أعلن عنها المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان والمشير خليفة حفتر قائد الجيش وهي تشكيل حكومة أزمة تأخذ الثقة من مجلس النواب ثم ستقوم القوات المسلحة ببسط الهيمنة على كافة التراب الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المختلفة بوزارة الداخلية ثم نبدأ في الاستحقاقات الدستورية وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مثل أي دولة.
• فيما يتعلق بالمقاتلين والإرهابيين السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب أردوغان إلى ليبيا.. هل ينسق الجيش الليبي مع سوريا وأجهزتها لمنع وصول أمثال هؤلاء إلى ليبيا؟
- نحن لا ننسق إلا مع دول الطوق الليبي ولا يوجد تواصل مباشر مع سوريا، لكن أي إرهابي يأتي إلى ليبيا مصيره إما الأسر أو الموت.
• هل يتم التحرك دوليا لمقاضاة أردوغان على تدخله في بليبيا وإرساله إرهابيين إليها بخلاف دعم الجماعات الإرهابية بالداخل الليبي؟
- أردوغان سيتم محاكمته، ولا في الداخل التركي من قبل المعارضة الشريفة قبل أن يتم مقاضاته دوليا ولكن سوف يسقط أردوغان في وقت لاحق كما سقط عمر البشير كغيره من الخونة والعملاء.
• كيف ترى الدعم المصري والعربي للشعب وللجيش الليبي في محاربة الإرهاب؟
- الدور المصري والسعودي والبحريني والإماراتي مشرف وقوي لكن بقية الدول العربية موقفها مخزي ومعيب ومتخاذل مع ليبيا فبعض هؤلاء موقفهم ضد الجيش في حربه ضد الإرهاب.