رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسات ترامب وأردوغان تشعل فتيل الحرب


بعد مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى فى العراق بضربة طيران أمريكية. تعالت الأصوات متساءلة: لماذا هذه الضربة العلنية المباشرة فى هذا التوقيت؟، والإجابة، من وجهة نظرى، أن سياسات ترامب الفاشلة على عدة ملفات منذ مجيئه- «الهيمنة على منابع النفط فى العراق وسوريا، وملف صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، وملف السلاح النووى الإيرانى، وملف الخروج من أفغانستان، وفشله فى تسوية النزاع مع كوريا الشمالية، وفشل محاولاته فى إخضاع كل دول أمريكا اللاتينية ومنها فنزويلا»- جعلته يتصور أنه بفعلته ضد إيران سيُخضعها ويجعلها تأتى إلى مائدة المفاوضات صاغرة دون شروط.
بالإضافة إلى أنه سيوقف المقاومة ضد الهيمنة الأمريكية بما يحقق المصالح الأمريكية بالسيطرة على منابع النفط فى بلادنا ونهب ثرواتنا، وأيضًا يحقق الأمان لإسرائيل بالقضاء على المقاومة المشروعة ضد العدو الصهيونى المحتل، وبالطبع سترتفع أسهمه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى نهاية هذا العام.. ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، ولذا دخلت دول كثيرة للتهدئة خوفًا من اشتعال حرب تأتى على الأخضر واليابس، أو مواجهة محدودة ولكنها أيضًا تضر بمصالح الدول الأوروبية وبقية دول العالم.
وكأن العالم لا يكفيه ترامب التاجر الجشع وقراراته الطائشة فى بداية عام ٢٠٢٠، فنجد مزيدًا من القرارات الطائشة التى تؤثر أيضًا على منطقتنا العربية وعلى أمننا القومى المصرى مباشرة، وذلك على يد الرئيس التركى الأرعن أردوغان، المتوهم بإعادة الإمبراطورية الاستعمارية العثمانية متربعًا على عرشها كخليفة للمسلمين، معتمدًا على حلفائه من التنظيمات الإرهابية المتشددة والمتطرفة كداعش والقاعدة وجبهة النصرة وجماعة الإخوان المسلمين، الذين يقوم بتسليحهم وتدريبهم بتمويل من دويلة قطر ويرسلهم ليعيثوا فى الأرض فسادًا وقتلًا وتدميرًا.. أبرم أردوغان مع حكومة الوفاق الليبية، بقيادة فايز السراج، اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية يعطيه الحق فى نهب ثروتنا النفطية والغازية فى شرق البحر المتوسط، وأيضًا ثروة دولتى قبرص واليونان، وهذا تهديد مباشر لمصالحنا الاقتصادية، أما الاتفاق الآخر، الذى صدَّق عليه البرلمان التركى، فيقضى بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وبالفعل بدأ بإرسال هذه القوات بالإضافة لـ٢٠٠٠ جندى سورى من المتطرفين المدربين والمسلحين إلى الدولة الليبية، منتهكًا سيادتها ومهددًا أمننا على الحدود الغربية، التى تمتد لـ١٢٠٠ كيلومتر، ومنتهكًا قرار مجلس الأمن الدولى رقم «١٩٧٠»، الصادر فى فبراير ٢٠١١، والذى طالب جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بمنع بيع أو توريد الأسلحة ومتعلقاتها إلى ليبيا. يحاول أردوغان هو الآخر حل فشله فى الداخل وأزماته المتمثلة فى «أزمة اقتصادية طاحنة، من انخفاض العملة المحلية، وغلاء المعيشة، وزيادة البطالة، وانقسامات طالت حزبه، وهزائم فى الانتخابات النيابية طالت معقله فى عدة دوائر، وذلك بجانب القمع المستمر للعديد من القوى والأفراد منذ انقلاب يوليو الفاشل ٢٠١٦ بما يهدد باستمراره فى الحكم»، يحاول أردوغان حل أزماته على حساب الشعب الليبى وعلى حساب أمن مصر القومى. سياسات ترامب وأردوغان تزج بالمنطقة فى أتون الحرب، وتتطلب من الشعوب العربية، وفى القلب منها الشعب المصرى، الوعى الكامل ضد المخططات الاستعمارية التى تريد تفتيتنا وإنهاكنا، وتتطلب الوقوف ضد الحلف الأمريكى الصهيونى وضد الجماعات الإرهابية والدول التى تدعمها بالتمويل والتدريب والتسليح والحماية.. وإننى أضم صوتى لكل القوى الوطنية التى نادت بمقاطعة السلع والبضائع التركية التى تملأ شوارعنا ومحلاتنا، ومقاطعة المسلسلات التركية والمهرجانات الفنية والرياضية، ومقاطعة السياحة لتركيا، وإننى أعتبر أن كل ما ندفعه فى شراء سلعة تركية يتحول إلى تمويل لتدريب وتسليح الإرهابيين الذين ترسلهم تركيا لتهديدنا وقتل أولادنا وجنودنا وتدمير وتخريب منشآتنا.. وإننا لعلى ثقة بأن جيشنا المصرى قادر على صد أى غزو أو عدوان على أرضنا يهدد مصالحنا، وقادر على حماية حدودنا وأمننا القومى.. حفظ الله مصر.