رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسرى عبيد يكتب.. هدية ترامب لإيران فى عيد الميلاد

يسرى عبيد
يسرى عبيد

رغم فداحة الخسارة، التى منيت بها إيران باغتيال أمريكا من يعتبر الرجل الثانى فى إيران ورأس حربتها فى مشروعها التوسعى فى المنطقة الجنرال قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى، أحد أبرز القادة العسكريين والأمنيين الإيرانيين، منذ قيام الثورة هناك عام ١٩٧٩، فإن المكاسب التى ستجنيها إيران من وراء هذا الاغتيال أكبر من خسائرها، نوجزها فيما يلى:

فقبل اغتيال سليمانى كانت هناك انتفاضة شعبية كبيرة فى العراق مستمرة منذ أسابيع ضد الحكومة العراقية، المدعومة من إيران، برئاسة عادل عبدالمهدى، وضد الوجود الإيرانى فى العراق، تم فيها إحراق مقرات للحشد الشعبى والقنصلية الإيرانية وإحراق صور للمرشد الإيرانى على خامنئى والهتافات ضد إيران، وأدت هذه الانتفاضة إلى استقالة رئيس الوزراء العراقى عبدالمهدى، والمطالبة بقانون انتخابات جديد يستبعد الطائفية ومنظومة الحكم العراقية القائمة.. وبينما كانت الأمور تسير فى طريق تحجيم الوجود الإيرانى فى العراق ومعاناة الإيرانيين وحلفائهم فى العراق.. إذا بالرئيس الأمريكى يقدم على اغتيال قاسم سليمانى وأبومهدى المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبى فى العراق فى الثالث من يناير، ويجهض كل محاولات تحجيم النفوذ الإيرانى فى العراق، التى دفع ثمنها أبناء الشعب العراقى، خلال الأسابيع الماضية.

فعلة ترامب هذه دفعت حلفاء إيران فى العراق، ومنهم مقتدى الصدر، صاحب الأغلبية فى البرلمان العراقى، إلى إصدار قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية من العراق.. وانقلبت الآية، فبدلًا من أن تسير الأمور فى اتجاه إخراج الإيرانيين من العراق وتحجيم نفوذهم.. أصبح الأمريكان هم المطالبون بالخروج من العراق وإلا سيواجهون بهجمات انتقامية من حلفاء إيران فى العراق، سواء الحشد الشعبى أو عصائب أهل الحق أو كتائب حزب الله العراقى أو جيش المهدى، الذى أعلن الصدر إحياءه من جديد، وغيرها من الفصائل العراقية المسلحة.

ولم تكتف إيران بهذا، بل هددت بأن القوات الأمريكية فى المنطقة ستصبح هدفًا لها ما لم تنسحب من دول الخليج والمنطقة، سواء فى العراق وأفغانستان وسوريا وغيرها من الدول، وصرح المسئولون الإيرانيون بأنهم لابد أن يردوا على اغتيال سليمانى، وأن هذا الرد سيكون عسكريًا، ونحن نعلم أن إيران من الدول القوية عسكريًا ولديها قوة صاروخية لا يستهان بها ولديها وسائل دفاع جوى فعالة منتشرة على امتداد الجغرافيا الإيرانية الشاسعة أسقطت درة الطائرات الأمريكية المسيرة فى الصيف الماضى.. صحيح أن قوتها لا تضاهى القوة الأمريكية، لكنها ليست العراق الضعيف فى أواخر عهد صدام حسين..

يضاف إلى هذا أن اغتيال سليمانى أعطى مبررًا لإيران بأن تنهى التزاماتها فى الاتفاق النووى، وهو ما حاولت القوى الأوروبية الحفاظ عليه بعد انسحاب ترامب من الاتفاق ٢٠١٧، مما سيجعل إيران تسرع فى خطواتها لإنتاج السلاح النووى وتصبح قوة نووية.

الرئيس الأمريكى هدد بضرب ٥٢ هدفًا إيرانيًا، وردت طهران بأن لديها بنكًا من الأهداف الأمريكية فى المنطقة، لكن نقطة ضعف القوة الأعظم فى العالم هى كلفة الخسائر البشرية، فأمريكا لا تتحمل خسائر بشرية كبيرة فى قواتها، لكن إيران وحلفاءها لن يتأثروا كثيرًا بهذا الأمر، وهذا سيجعل اندلاع مواجهة عسكرية بينهما فى صالح الإيرانيين وليس الأمريكان، لأن إيران لديها قدرة على الصمود أطول.

وإذا حدثت المواجهة سيسقط الشعب الأمريكى ترامب فى الانتخابات القادمة ويطالب بسحب جنوده من الشرق الأوسط.

لهذا وغيره، فإن عملية اغتيال قاسم سليمانى ورفاقه قرب مطار بغداد بمثابة الهدية التى منحها ترامب لإيران فى أعياد الميلاد، والتى لولاها لما استطاعت أن تجبر الأمريكان على الخروج من العراق ودول الجوار، بالإضافة إلى أنها وحدت الشعب الإيرانى خلف قيادته بعد الاضطرابات الشديدة التى شهدتها الفترة الماضية، والتى تم قمعها بشدة وجعلت الحكومة الإيرانية تجعل الثأر لسليمانى هو الهدف الأسمى للإيرانيين فى المرحلة المقبلة.

دوري ابطال اوروبا

365Scores.comمزود من

الدوري السعودي

365Scores.comمزود من

الدوري الانجليزي

365Scores.comمزود من

الدوري الاسباني

365Scores.comمزود من