«حرب الصوت العالي».. الإعلام وسيلة سيطرة طهران وواشنطن على الرأي العام
تلعب الدعاية ووسائل الإعلام دورً كبيرًا في التصعيدات الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة، ففي الهجوم الذي شنه الحرس الثوري على قاعدتين أمريكيتين، بالعراق في أربيل وعين الأسد، تجلى هذا الدور، ووظيفته في إثارة المشاعر القومية لكلا الدولتين من جانب، وتهدئة الغضب الشعبي إزاء الأزمة الحالية.
الإعلام الأمريكي VS الإعلام الإيراني
خلال الهجوم الأخير، أدعى التلفزيون الإيراني الرسمي أن 80 أمريكيًا' قُتلوا في هجمات صاروخية شملت 15 صاروخا، على قواعد عسكرية في العراق ووصفهم بالإرهابيين، لكن في المقابل أكد الإعلام الأمريكي أنه لا توجد تقارير عن وقوع إصابات ويقول إن القوات كانت قادرة على الاختباء في المخابئ، لكنه ذكر أن طائرات الهليكوبتر والمعدات العسكرية الأمريكية "تضررت بشدة".
قتلوا في هجمات شملت 15 صاروخًا أطلقتها طهران على أهداف أمريكية في العراق، مضيفًا أنه لم يتم اعتراض أي من الصواريخ.
وعلى جانب آخر، قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الهجمات قائلًا في تغريدة أن كل شيء على مايرام، وأورد الإعلام الأمريكي أن القوات كانت قد تلقت تحذيرات مبكرة من إطلاق الصواريخ واستطاعت أن تصدر أصوات الإنذارات في واحدة على الأقل من القاعدتين المستهدفتين.
وفي ذات السياق، قال الإعلام العراقي إنه لم تقع إصابات بين قواتهم.
كانت قد تم استخدام قاعدة عين الأسد الجوية لأول مرة من قبل القوات الأمريكية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ورجعت لاحقًا القوات الأمريكية المتمركزة هناك وسط القتال ضد داعش في العراق وسوريا، وهي تضم حوالي 1500 من قوات التحالف والقوات الأمريكية.
أما قاعدة أربيل في كردستان العراق، فهي توفر المرافق والخدمات لمئات من أفراد التحالف على الأقل ونشطاء وكالة المخابرات، وقال برينجار ستوردال المتحدث باسم القوات المسلحة النرويجية إن حوالي 70 جنديا نرويجيا كانوا في القاعدة الجوية لكن لم يبلغ عن أي إصابات.
ووفقًا للتلفزيون الإيراني، فإن الصواريخ المستخدمة في الهجوم كانت من صواريخ فاتح 110 الباليستية، التي يتراوح مداها 186 ميلًا أو 300 كيلومتر.
وكان البنتاجون قد قال في وقت سابق إن الصواريخ "أطلقت بوضوح من إيران" لاستهداف القوات الأمريكية وقوات التحالف.
وقال البنتاجون إنه لا يزال يعمل على تقييم الأضرار.
ووصف وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الهجمات بأنها "دفاع عن النفس"، لكنه قال إنهم "لم يسعوا إلى التصعيد"، لكنهم سيدافعون عن أنفسهم ضد المزيد من العدوان.
وسائل التواصل الاجتماعي بين قادة أمريكا وإيران
على الجانب الآخر هناك وسائل إعلامية وهي السوشيال ميديا، فترامب وزعماء إيران سواء المرشد علي خامنئي، والرئيس الايراني حسن روحاني يستخدمون تويتر بشكل نشط، فقد سخر القائد الأعلى لسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي فورا من دونالد ترامب من خلال نشر علم بلاده على تويتر بعد الهجوم الصاروخي على القاعدتين مثلما فعل ترامب عقب مقتل قاسم سليماني
الإعلام المرئي بين الملالي والعم سام
ويشكل الإعلام المرئي وهو التليفزيون، حلقة آخرى من حرب الدعاية بين البلدين، في نفس الوقت الذي أعلن البيت الأبيض ان ترامب سيلقي خطابا للأمة قال، روحاني أنه سيلقي هو الآخر خطابا مماثلا.
ومن المقرر أن يخاطب ترامب الشعب الأمريكي من المكتب البيضاوي في الساعات القادمة بعد أن دعا لعقد اجتماع عاجل للأمن القومي.
فيما قام بالفعل المرشد الإيراني باستخدام الإعلام المرئي وظهر في خطاب متلفز، يؤكد فيه انتقام إيران من أمريكا بعد مقتل سليماني، في عملية عسكرية تحت اسم "الشهيد سليماني".