رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملحمة التطوير.. الأهالي يتسائلون: ماذا يحدث في مصر الجديدة؟.. و"الدستور" تجيب

جريدة الدستور

*الانتهاء من المرحلة الأولى في غضون أيام.. والثانية والثالثة 3 أشهر تقريبًا
*المهندسون والعمال: عملنا في وقت قياسي وانتهينا قبل الموعد الفعلي
*مهندس بالمكتب الفني: الرئيس أشرف على اختيار الرسوم المعمارية للكباري


ماذا يحدث في منطقة مصر الجديدة؟ هذا التساؤل الذي طرحه سكان المنطقة منذ بداية أعمال التطوير التي شهدتها المنطقة في سبتمبر من العام الماضي، فبين ليلة وضحاها استيقظ الأهالي على أعمال الهدم وانقلاب الطرق رأسًا على عقب، بعد الإعلان عن التطوير الشامل على مستوى منطقة مصر الجديدة بأكملها.

إعلان التطوير على منطقة "البارون امبان" –مؤسس مصر الجديدة- جاء في إطار خطة الدولة لتوسعة الطرق لتفادي الاختناقات المرورية التي تشهدها الطرق، أيضًا تسهيل طرق الوصول إلى كثير من المناطق التي كان الوصول إليها يأخذ وقتًا طويلًا، أيضًا تجميل المنطقة بالتشجير الذي يضيف لمسة جمالية مبهجة تُشعر السائر فيها أنه في شوارع إحدى المدن الأوروبية.

"الدستور" في السطور التالية تفتح ملف تطوير طرق منطقة مصر الجديدة، وفيه رصدنا ملامح تلك التطورات ومواعيد الانتهاء منها، أيضًا رأي الأهالي ومدى الاستفادة التي ستعود عليهم جراء تلك الأعمال الإصلاحية، كما كان لأبطال هذا التطوير نصيب الأسد في الحديث عن الجوانب التي نجحوا في إنجازها كما هو مطلوب، بل السعي لتسليمها قبل موعدها الفعلي المتفق عليه.


تطوير الطرق والكباري
بداية لقائنا كانت مع المهندس إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، حدثنا أن المرحلة الأولى من التطوير في غضون أسبوع تقريبًا ستكون نهايتها، والمتبقي فيها الجزء الخلفي لوزارة الدفاع وهي ضمن تكملة للجزء الذي يربطها بمنطقة كوبري القبة، أما المرحلتين الثانية والثالثة فلا يزال أمامهم 3 أشهر تقريبًا.

ثم بدأت جولتنا إلى أحياء مصر الجديدة التي رصدنا خلالها التطوير الذي يشمل طرق ومحاور مصر الجديدة، وإزالة العوائق التي تواكب التطوير الذي يتم إنجازه مثل إحلال وتجديد مواسير الغاز والمياه الموجودة منذ قديم الأزل، وإزالة بقايا "الترام" الذي تحول إلى مكان لاستقبال القمامة في كثير من أحيائها.

وتشمل المرحلة الأولى -كما حدثنا "صابر"- والتي أوشكت على الانتهاء من التطوير، شوارع الخليفة المأمون والسيل والمقريزي وابن سندر ومسار المترو الذي يبدأ من نفق الزعفرانة، والمستمر العمل فيه لحين الانتهاء من المحور الرابط من روكسي إلى رمسيس، والذي سيجنب الزحام المروري الذي كان يضطر المواطنين إلى اللجوء لطريق العباسية للوصول إلى رمسيس، وبهذا التطوير يمكنك الوصول خلال ربع ساعة بدلًا من ساعة.

وأوضح أن الجزء الخاص بما وراء وزارة الدفاع فإنه لم ينتهِ أيضًا وذلك بسبب وجودها على مياه آبار جوفية، لذا فالأمر يحتاج إلى بعض الوقت، لكن المؤكد أن أعمال تطوير الطرق تساهم في خلق محاور جديدة لم تكن مستغلة من قبل، والتطوير الجديد سيساعد في استيعاب عدد عربات أكثر بالتالي القضاء على الكثافة المرورية التي تشكل عمليات الزحام.

يذكر أن المرحلة الأولى من التطوير هي منطقة مثلث ألماظة ومحور أبوبكر الصديق وفيها تم تحويل الحركة المرورية إلى حركة حرة بلا تقاطعات وزيادة سعة الطرق وتسهيل حركة وسائل النقل الجماعي بدرجة كبيرة وحل مشكلة العجز في الانتظار وتم إنشاء 5 كباري لازمة لتحقيق ذلك.

وتضم الكباري التي يجري إنشاؤها، (تقاطع الميرغني مع شارع أبوبكر الصديق، تقاطع الميرغني مع السبع عمارات، تقاطع شارع النزهة مع صلاح سالم أعلى كوبري الجلاء، تقاطع أبوبكر الصديق مع عثمان بن عفان، ميدان المحكمة).

وبشكل أكثر تفصيلًا، أوضح أن مكونات المرحلة الأولى عبارة عن تطوير 10 شوارع، تم الانتهاء منها بنسبة 90%، وهي: عمر بن الخطاب، شارع الحرية، شارع المفتشين، شارع إبراهيم الشيخ، أبو بكر الصديق، عثمان بن عفان، حسين كامل، والميرغني، ومتبقي الانتهاء من شارع الثورة في غضون أيام.

وتابع أن المرحلة الثانية عبارة عن الانتهاء من شارع النزهة، وفيه يتم إنشاء كوبري تقاطع شارع النزهة مع صلاح سالم أعلى كوبري الجلاء، واستكمال طريق النزهة إلى الحجاز، وشارع عثمان بن عفان إلى الكلية الحربية، وشارع فريد سميكة، وشارع عمار بن ياسر، وشارع عبدالعزيز فهمي، وتم البدء فيها منذ شهر تقريبًا ولا زال العمل قائمًا فيها على قدم وساق للانتهاء منها في أسرع وقت.

أما عن شكاوى بعض الأهالي من أن التطورات الجديدة تسبب في تغيير ملامح المنطقة، فكان رده أن الواقع يفرض علينا التطوير؛ فالزيادة السكانية والمساحة الصغيرة لحركات النقل تفرض علينا التحديث لاستيعاب أعداد السكان في تلك المنطقة، مشيرًا إلى أعمال مترو الأنفاق تم الانتهاء منها لتسهيل حركة المرور، وتم تطوير الشوارع وتوسعتها لتجنب الكثافات المرورية.

يذكر أنه في 8 نوفمبر الماضي، زار الرئيس "السيسي" مجموعة مشروعات الطرق والكباري بمنطقة مصر الجديدة، لمتابعة سير الأعمال الإنشائية، والتي تتضمن كوبري الميرغني وميدان السبع عمارات والتطوير المتكامل لميدان روكسي وميادين كل من أحياء سفير وهارون والتجنيد.

وكذلك المحاور الجديدة بكل من شوارع النزهة وأبوبكر والخليفة المأمون، تلك المشروعات التي تهدف إلى تسهيل حركة المرور داخل حي مصر الجديدة وربطها بالمحاور الرئيسية الممتدة إلى التجمعات العمرانية والمدن الجديدة وكذلك لداخل العاصمة القاهرة.

ووجه "السيسي" بإنجاز تلك المشروعات وفق جدول زمني سريع كما هو مخطط لرفع المعاناة عن المواطنين وقاطني مصر الجديدة وفق أعلى معايير الجودة، ومواكبة التصميمات الهندسية للمشروعات للطابع المعماري للحي.

إحلال وتجديد الغاز والمياه
وسط كل تلك الأعمال التطويرية، جرى أيضًا عمليات إحلال وتجديد لشبكات المياه والغاز بالتوازي مع أعمال تطوير الطرق، والمتوقفة على نهو استكمال أعمال المرافق والإحلال والتجديد فيها، كما حدث في المرحلة الأولى.

وحدثنا عنها أيضًا المهندس مينا حليم، المدير التنفيذي بشركة "أوراسكوم"، أوضح أنه من المخطط الانتهاء تمامًا بأواخر شهر يناير "طرق وكباري"، إلا أن العائق الذي يجعل التنفيذ يمثل تحديًا حقيقيًا هو تزامن أعمال الإحلال والتجديد بشبكات الصرف والغاز إلى جانب تطوير الطرق والكباري.

وأوضح أن ذلك ليعم التطور بالمنطقة من جميع النواحي نظرًا لتهالك هذه الشبكات، وأعطالها المستمرة، وبالتالي حاجتها إلى التغيير، مستطردًا أن ذلك يمثل ضغطًا من حيث كثافة الأعمال بالمنطقة، وتزاحم الحركة المرورية، بالتالي يتسبب في إزعاج بعض المواطنين بعض الشئ.

واختتم معنا بأن المشروع يسبب انفراجة مرورية للقادم من طريق السويس وصولًا إلى منطقة التجنيد، كما يختصر الطريق على المتجهيين إلى مدينة نصر وعباس العقاد.

أبطال تطوير طرق مصر الجديدة
ملحمة عمل متواصل على أرض الواقع، وجهد على قدم وساق، أبطالها عمالًا ومهندسون يعملون ليلًا نهارًا أثناء تنفيذهم للمشروع، وكانت لنا جولة بين أحياء مصر الجديدة للحديث معهم، والتعرف على سير العمل والعوائق التي واجتهم وكيف تغلبوا عليها.

سائق "فينشر": نعمل 24 ساعة دون أجازات
بشارع الميرغني كان عاطف أبو الغيط، سائق فينشر" ماكينة توزيع الأسفلت"، ابن محافظة المنوفية، منهمكًا يمارس عمله بتوزيع الأسفلت: نبدأ العمل يوميًا من الساعة الخامسة حتى العاشرة مساءً مقسمًا بيننا على "شفتيين".

فالعمل مستمر على مدار 24 ساعة بشكل متواصل دون أن نحصل على أي أجازات سوى في حالات الضرورة القصوى، وذلك من أجل إنجاز هذا العمل العملاق، وتنفيذًا لتوصيات الهيئة الهندسية التي تشترط سرعة إنجاز العمل وإتمامه في المواعيد المحددة مع حرصها في الوقت نفسه على تحقيق أعلى معدلات الجودة.



وعن عمله داخل المشروع يقول " أعمل هنا في مرحلة وضع الأسفلت بالكوبري، وهي من المراحل النهائية به" متابعًا: "نحن نستخدم أفضل المعدات، والأجهزة التي تعمل على توزيع الأسفلت بمقاييس محسوبة".

يضيف "عاطف" أن عمله بمشروع تطوير طرق ومحاور مصر الجدبدة يجعله يشعر بالفخر نظرًا لأنه من المشاريع القومية الهامة التي من شأنها المساعدة بتنمية الدولة فهي ستجعل من حي مصر الجديدة حيًا أخر جديدًا يزداد رقيًا وجمالًا عما عرفه المواطنون عنه، مؤكدًا أن هذه الطرق والكباري ستعمل على اتساع الحي وشوارعه فهي ستخفف من الزحام، وتختصر على المواطنين مسافات كبيرة كانوا يقطعونها بسياراتهم.

عامل: نتحرك في أكثر من موقع بنفس الوقت لإنجاز العمل
"الشغل اللي بيخلص في أسبوع بنخلصه في يوم"، يقولها أحمد عبد العاطي، عامل أسفلت، والذي توجهنا في حديثنا التالي معه، موضحًا مقدار الإنجاز الذي حققه هو وزملائه العاملين بالمشروع، والذين يبذلون قصارى جهودهم حسبما يقول من أجل إتمام العمل بمعدلات سريعة التزامًا بالمواعيد التي حددتها الهيئة الهندسية.

وأضاف أن العمالة داخل هذا المشروع كانت تعمل بأكثر من موقع بوقت واحد: " ننتهي من مرحلة بكوبري، نتحرك إلى موقع كوبري آخر لتنفيذ مرحلة أخرى به، وهكذا يوميًا ليسير العمل بشكل متوازي".

وسرد لنا أنهم قابلوا العديد من الصعوبات بالنسبة للعاملين بكباري مشروع تنمية محاور مصر الجديدة، لكن ترك شرحها لزميله بيشوي عادل، مشرف عمال الكباري، بأن أولها هو عنصر الوقت الذي مثّل تحديًا كبيرًا أمام العاملين جعلهم يسابقون الزمن من أجل أن يروا أمام أعينهم هذا المشروع الذي اعتبروه مشروعهم العظيم، وهو يتحقق ويكتمل


مشرف عمال: أنشأنا 3 كباري بشهر واحد
ومثّل العمل بوسط حي مصر الجديدة تحديًا جديدًا، حيث زحام السيارات والمارة، بحسب "عادل"، فيقول: "بنضطر نقفل الطريق لغاية ما نخلص شغل ونفتح جزء صغير منه يسمح بمرور بعض السيارات"، الأمر الذي يسبب بعض الاختناقات المرورية والازدحام.

وأمام هذه التحديات، في خلال شهر واحد استطاع العمال والمهندسين النجاح في إنشاء 3 كباري دفعة واحدة، حيث بدأ العمل بالمشروع بمنتصف شهر سبتمبر، وهو الأمر الذي يعتبر إنجازًا غير طبيعيًا موضحًا أن العمل الإجمالي داخل هذا المشروع من المفترض أن يتطلب تنفيذه مدة زمنية ما بين سنة ونصف وسنتين، إلا أنه تحقق في غضون 3 أشهر فقط، مما يوضح حجم العمل المبذول بالمشروع، ومعدلاته السريعة.

و من أجل تحقق هذا، حدثنا: استعنا بالعديد من الشركات، وبأعداد ضخمة من العاملين "اللي المفروض تنفذه شركة واحدة بتنفذه شركتين وتلاتة"، واصفًا إياهم بأنهم جميعًا يعملون ليل نهار دون تراخٍ، ويكادون يحصلون على قسط بسيط من الراحة ليصل عدد ساعات عملهم إلى 16 ساعة يوميًا متواصلة بل وأحيانًا يزيد.

مؤكدًا على أن أهم ما يميز المشروع أنه وبكل مرة عند إنشاء كباري وطرق كان يتم الاستعانة ببعض المقاولين الصغار لتنفيذها، إلا أن بهذه المرة استعانت الهيئة الهندسية بكبرى شركات تنفيذ الكبارى، وكذلك الطرق للعمل على تأسيس كباري حي مصر الجديدة وطرقها.

الأمر الذي يمثل فارقًا كبيرًا بمستوى الآلات والمعدات المستخدمة، وبالتالي في تحقق مستويات الجودة التي وصفها بالفائقة، مؤكدًا أن ذلك كله يتم تحت إشراف الهيئة الهندسية، وحرصها على التأكد الدائم من تحقق تلك الجودة، وعملت الشركات عملت على وضع "طابات" أساس الكوبرى، بمستويات محسوبة بشكل دقيق جدًا، وكذلك باتجاهات محددة ومدروسة يوزع أعلاها الأسفلت بالميل المطلوب.

نجار مسلح: تصميمات هندسية رائعة بالكباري
على بُعد عدة أمتار، كان هناك تجمعات لعدد كبير من العمال الآخرين أسفل كوبري ظهر عليه بعض علامات الاكتمال بالإنشاء فاقتربت "الدستور" لمحاورتهم، كان من بينهم محمد فتحي، من البحيرة، والذي يعمل نجارًا مسلحًا، يقول: العمل هنا مميز في كل شئ فالنجارة التي أعمل بها تتم على أعلى مستوى، "فيه شغل هندسي ومعماري في تصميم الكوبري نفسه"، وذلك من رسومات ونقوشات معمارية رائعة، كما أنه زودت الكباري بكمية كبيرة من الخرسانات لدعمها وجعلها أكثر صلابة حسبما يوضح.

مدير مشروعات "أوراسكوم": نطلب من المواطنين التحلي بالصبر
وعلى الجانب الآخر، كان لنا حديث مع بعض الشركات المشاركة في أعمال التطوير بالمنطقة أيضًا، والتقينا المهندس روفائيل صبري، مدير مشروعات شركة "أوراسكوم" للإنشاءات، قائلًا: "نعمل على رصف الطريق بالأسفلت بداية من كوبري الجلاء بهدف توسعة الطرق، في الوقت ذاته الذي تعمل شركات إنشاء الكباري بتنفيذ الكباري الجديدة، في خطوط من العمل متوازية".

وذلك حتى يتم الانتهاء من كافة مناحي التطوير بالمشروع في وقت واحد، مؤكدًا أنه بسبب تلك الأعمال المتداخلة يحدث بعض الاختناقات المرورية بالمنطقة، مما يؤدي إلى انزعاج بعض المواطنين، وهنا يناشد "روفائيل" المواطنين التحلي بالصبر موجهًا حديثه لهم قائلًا: أوشكنا على الانتهاء من المشروع، وبعد ذلك نعدكم بحدوث انفراجة مرورية هائلة بجميع شوراع مصر الجديدة، لتعود معها إلى عهدها القديم وقت أن كانت شوارعها متسعة هادئة متميزة بأناقتها وتوافر العناصر الجمالية بها ".

ومن أجل ذلك يوضح روفائيل أن الشركة بالاتفاق مع الهيئة الهندسية تعمل لمدة 24 ساعة باليوم، ولكنها تحاول تكثيف العمل بالأوقات الليلية المتأخرة حتى لا تسبب إزعاجًا للمواطنين بتزاحم الحركة المرورية قدر المستطاع، مؤكدًا أنه تم الانتهاء من حوالي 50% من أعمال الطرق، والتي تصل إلى 14 كيلومتر بالإضافة إلى الإنتهاء من إنشاء 3 كباري، كما أوشك الانتهاء من إنشاء الكوبري الرابع، وذلك من أصل الخمس كباري المقرر إنشاؤهم بالحي.


مهندس بـ"السعداء": "السيسي" أشرف على اختيار الأشكال المعمارية للكباري
"نعمل بكوبري الجلاء والذي يعتبر أطول الكباري المقرر إنشائها فطوله 1 كيلومتر، وارتفاعه 18 مترًا فوق طريق صلاح سالم، يقولها المهندس محمد علاء، مدير المكتب الفني بشركة "السعداء" المسئولة عن إنشاء كوبري الجلاء، موضحًا أنه يعد من أصعب الكباري بأعمال تنفيذه نظرًا لكونه يحتاج إلى تركيب "كمرات" طائرة فوق الكوبري القائم حاليًا مع ارتفاعه الكبير، وطوله كذلك.

وعن تلك "الكمرات"، شرح لنا أنها تسمى "مسبقة الصب"، وهي تلك التي سيتم تركيبها بشكل نهائي أعلى الكوبري، وذلك في الوقت الذي يتم به أعمال الإنشاء بالكوبري، لتصبح جاهزة للتركيب بمجرد الانتهاء من أعمال رصف الكوبري، لتحقيق الاختصار بالأعمال، مما يسرع من عملية الانتهاء من المشروع بشكل كامل.

يتابع "علاء" قائلًا: راعينا في إنشاء الكوبري الجانب الجمالي من خلال تصميم أشكال معمارية وهندسية رائعة تتناسب مع الذوق الجمالي لحي مصر الجديدة دون الإخلال بالجودة في البناء، معربًا عن أن هذه الأشكال أشرف على اختياراها الرئيس عبدالفتاح السيسي بنفسه.

وهنا أشار "علاء" على اهتمام سيادته ومتابعته لهذا المشروع تحديدًا، وعلى جميع خطوات تنفيذه خطوة بخطوة ذاكًرا زيارته الأخيرة للطريق صباحًا، والتي بها تابع كافة أعمل المشروع، ومقابلته للعمال والمهندسين، والتي بها تابع كافة أعمال المشروع وأشاد بما تم به من إنجاز.

ويذكر أن أعمال التطوير تشمل رفع قضبان الترام وتوسعة الشارع بعرض 15 متر للحارة، مع تغيير كامل للأرصفة طبقًا للمقاييس الفنية الحديثة، بالإضافة إلى إنشاء جزيرة وسطى وتجميلها بأحواض زهور بعرض 4 أمتار.


"مصر الجديدة" تتحضر للأخضر
مجال تطوير منطقة مصر الجديدة لم تشمل فقط توسعة الطرق وبناء الكباري، بل إنها حافظت على رونقها الجمال؛ من خلال تشجيرها بطرق مبدعة، حدثنا عنها أيضًا المهندس محمد علاء، مدير المكتب الفني بشركة "السعداء"، حيث يتم استخدام طريقة مبتكرة في الزراعة التي من شأنها تحويل هذه الكبارى الأسمنتية إلى مسطحات خضراء.

تعتمد تلك الطريقة على إضافة زهور ونباتات تكسو واجهات الكوبري، مضافة إلى المواد التقليدية التي يتكون منها كالرمل والزلط، لتضفي عليها بهاءً وجمالًا غير مألوف في شكل الكبارى داخل مصر.

ففي منطقة ميدان المحكمة، حيث الكوبرى الذي يقطع الشارع، زُرعت أولى المساحات على واجهة الكوبرى، في منظر مبهج للناظرين، ممثلًا لملحمة نباتية مستحدثة لأول مرة فى مصر.


لأول مرة.. زراعة الكباري بالشتلات

المهندس إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، حدثنا أن أعمال الزراعة بمصر الجديدة تقوم بها إدارة الحدائق والتجميل بالمحافظة، وذلك في شارع الحجاز وميدان روكسي، ويوم الإثنين هناك مبادرة تطوعية من الشباب لتشجير ميدان تريومف، كنوع من إضفاء اللمسات الجمالية الخضراء على الحي.

أما الدكتور محمد فيصل، صاحب شركة زراعة نباتات الكباري المستحدثة، تحدث عن ذلك بأنه سيتم عمل نظام يسمح بتركيب الشتلات بشكل طبيعي على واجهات الكبارى، من خلال تجهيزها بمادة لها القدرة على الاحتفاظ بالمياه لفترة كبيرة.

وفي حالة التسريب، قال "فيصل" إنه سيتم بشكل عمودى بعيدًا عن الكتل الخرسانية بالكوبرى، وتنفيذ هذا النظام يأتي من خلال تركيب شاسيه من الخشب أو الحديد بداخله طبقات من مادة «اللباد» بها جيوب مخصصة لوضع الشتلات بنظام معين داخل الجيوب المتصلة بمواسير مياه ومحابس لضبط كميات المياه حسب فصول السنة.

وأكد أن هذا النظام يُطبق لأول مرة على الكباري، تعويضًا عن إزالة بعض الجزر الخضراء بالحي نتيجة أعمال التطوير، مشيرًا إلى أنه يتم زراعة من 30 إلى 40 شتلة في المتر المربع حسب حجم النبات، وتلك المساحات الخضراء التي يمكن زراعتها على الحوائط تقلل الحرارة على الكتل الخرسانية بنسبة 20%.

"اتحضر للأخضر" لتعويض الأشجار المُزالة
مظاهر الجمال الأخضر داخل حي مصرالجديدة الراقي لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت إلى دخولها في الحملة التى أطلقتها وزارة البيئة "اتحضر للأخضر"، فتحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن الوزارة ستقوم بالتشجير بداية من ميدان تريومف، بمشاركة عدد من الجمعيات الأهلية.

وأفصحت عن خطتهم، حيث توفير ٢٠٠٠م نجيل جاهز و٣٠٠ شتلة ايفوربيا حمراء، لزيادة المسطحات الخضراء بالمنطقة وتعويض مساحات الأشجار التي تم إزالتها أثناءعمليات التطوير، مشيرة إلى أن الشركة المسئولة عن تطوير الحي تستخدم معدات حديثة من شأنها اقتلاع الأشجار من جذورها حتى يمكن زراعتها مرة أخرى بعد الانتهاء من عمليات التطوير وكأن شيئًا لم يكن.



الأهالي متخوفون
جولتنا الأخيرة كانت مع أهالي حي مصر الجديدة وقاطنيها، فبعد بداية مشروع تطوير مشروع الحي أظهروا تخوفًا من طمس معالم الحي الحضارية، لكن تبدلت آرائهم حاليًا بعد ما شاهدوه من تطورات إيجابية ظهرت معالمها على حيهَم الراقي لتزيده جمالًا على الرغم من كون الأعمال التطويرية لم تنته بعد.

كمال أحمد، أحد العاملين بشركة الكهرباء، يقول: أصبح الوقت من طريق السويس إلى لمحكمة لا يستغرق أكثر من10 دقائق فقط"، موضحًا الفرق بين حي مصر الجديدة قبل التطوير، وبعده حيث كان يضطره الزحام المروري إلى النزول مبكرًا ساعتين على الأقل للوصول إلى عمله، إلا أن ما يتم تطويره حاليًا ساعد في اختصار المسافات المقطوعة، وبالتالي اختصار الوقت، فهذا المشروع يسبب انفراجة مرورية للقادم من طريق السويس وصولًا إلى منطقة التجنيد، كما يختصر الطريق على المتجهيين إلى مدينة نصر وعباس العقاد.

أما أحمد حمدي، معلم بإحدى المدارس الخاصة بمنطقة منشية البكري، وأحد قاطني مصر الجديدة أيضًا، ناشد بعض المواطنين المنزعجين من تداعيات تطوير الحي بالصبر ليروا بأنفسهم مدى التطورات الإيجابية بالكامل التي ستحدث، والتي بدأ يظهر منها بالفعل من تيسير كبير في الحركة المرورية، واتساع مضاعف لشوارع الحي، مختتمًابـ: "الحركة حاتكون أحسن وأحسن لما المشروع ينتهي بالكامل".

على بُعد خطوات منه، التقينا هالة حامد، ربة منزل تقطن بالقرب من منطقة روكسي، التي أبدت تفاؤلها بمستقبل الحي، خاصىة في حال إتمام وضع إشارات المرور والمطبات وكذلك تركيب كاميرات للمراقبة بشوارع الحي مؤكدًا أنه وقتها سيصبح من أرقى أحياء مصر على الإطلاق، ويعود أفضل مما كان، مؤكدة على ضرورة استكمال هذه المنظومة التطويرية الرائعة بوجود أنفاق للمشاه نظرًا للاتساعات التي طرأت على الطرق وحماية المواطنين من التعرض للحوادث.

"محتاجين طرق للمشاة"، كانت الكلمات التي التقطناها من ندى علي، طالبة بجامعة عين شمس، تقول إنها في انتظار التغيير الذي يطرأ على المنطقة بأكلمها، وأن البوادر طيبة وتوحي بأن الخطة الموضوعة للتطوير ستكون نتائجها مبهرة، إلا أنها طالبت بتخصيص أماكن لعبور المشاة، فبعد توسعة الطرق للسماح لعدد أكبر للسيارات أصبح هناك صعوبة على المارة عبور الشوارع.