رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العرافون والأخطاء الصغيرة



لست «نوستراداموس».. لا يمكننى التنبؤ بأن حربًا ستقع، أن ملكًا سيموت، أن نارًا ستصعد من وسط الأرض.
كتب «نوستراداموس» ألف نبوءة فى شكل أبيات من الشعر.. إن شبلًا سيتغلب على أسد، فى ساحة القتال، وفى معركة واحدة، سيقلع عينيه من خلال قفص ذهبى، جرحان يشكلان جرحًا ثم يموت ميتة قاسية. يقولون تنبأ الفرنسى «نوستراداموس» المتوفى عام ١٥٦٦ بالثورة الفرنسية، وبصعود هتلر، وبقنبلتى نجازاكى وهيروشيما، حتى دونالد ترامب المليادير ونجم صفحات الفضائح ومقدم تليفزيون الواقع لمدة أربعة عشر عامًا تنبأ بتوليه قيادة الولايات المتحدة الأمريكية: العظيم الوقح الجرىء، سينُتخب قائدًا للجيش، الجرأة فى خصومته، والجسر مكسور، والمدينة خافتة من الخوف.
لست «نوستراداموس» لكن هذا العام ٢٠٢٠ يصلح أن يكون عامًا ليتدرب العرافون الصغار على فن التنبؤات.
على عكس ما يتوقع الجميع يبدو العام برقميه المتكررين فى توازن واتساق كأنه مرآة مستوية، سطح نهر يسير عليه مسيح فى سلام.
الرقمان «٠، ٢».. رقمان زوجيان يحملان معنى «التعاون، المشاركة، الألفة، والسكن،..».
الرقم «٠» يمثل كل ما هو محتمل، هو رقم كل شىء أو لا شىء.
هو رقم لا حدود له على الإطلاق وعليه فهو يمثل الشمولية المطلقة اللامحدودية. الصفر جوهر كل شىء.. والصفر لا يمثل أى قيمة عددية بمفرده، ولكنه يضيف قيمًا مضاعفة لأى شىء يضاف إليه.
رقم «٢» يرتبط وبشكل أساسى بالعلاقات.. سواء العلاقات المهنية أو العائلية أو العاطفية.. العلاقات القائمة على التعاون والتناغم والوئام. فالعام ٢٠٢٠ سيكون عام اللباقة والحساسية والدبلوماسية فى التعامل مع الآخرين، عام تحقيق ما كان يظنه المرء مستحيلًا. وما كان يسير بشكل عشوائى سيعود لنظامه ومداره.
يؤكد ذلك أن مجموع أرقام السنة يساوى الرقم ٤، والأربعة تعنى الشمول، الإحاطة، الدوام، الثبات.. الجهات الأربع للأرض، الاتزان.. المائدة التى يتحلق حولها الجميع للتفاوض، للعشاء، للمسامرة. أن نجلس على مائدة واحدة وأن نتحمل مسئولية أفعالنا، فيزداد الوعى بما نفعل ويتكون وعى جماعى لعواقب كل ما نقوم به، أو كما يقول «ديفيد ميتشل» فى روايته «سحابة أطلس»: «حياتنا ليست ملكنا، من الرحم إلى القبر نحن مرتبطون بالآخرين، فى الماضى والحاضر وبكل فعل خاطئ وكل فعل حسن نحن نشكل مستقبلنا ومستقبل الآخرين».
لست عرافة..
كل أمنياتى ألا أنزلق دائمًا، ولا أظل مشتتة ومبعثرة بين روابط موضوعات تقودنى إلى روابط موضوعات أخرى وأخرى، وعندما أريد أن أكتب عن: «الأخطاء الصغيرة التى نرتكبها وتتسبب فى كوارث كبيرة» وأريد أن أقول إنها: لا تحدث فقط فى الأفلام الكوميدية.. أفلام لوريل وهايدى.. فلا أتذكر كلمة اسم لوريل وأكتبه على محرك البحث «جوجل» لورين فيظهر لى «صوفيا لورين». أقاوم الرغبة فى الانسياق خلف لورين الأيقونة الإيطالية، علىّ أن أركز.. أريد البحث عن اسم الثنائى الكوميدى.. أكتب هارلى.. فتظهر «هارلى كوين» الشخصية الخيالية فى قصص الكومكس لا ليست هارلى.. أتسكع قليلًا عند رابط متعلق بهارلى.. اشتهاء المجرمين.. هو شذوذ جنسى يكون فيه الشخص منجذبًا جنسيًا نحو الأشخاص الذين قاموا بارتكاب جرائم مثل المغتصبين والقتلة واللصوص. على عكس معظم حالة الاشتهاء الأخرى، فإن اشتهاء المجرمين يحدث بشكل حصرى للنساء.. لماذا تحب النساء القتلة والسفاحين؟ هل ترغب فى أن تكون لها سطوته؟ هل ترغب فى أن تعيد تقويمه وتهذيبه؟ الأنثى أم الأم؟ أم البحث عن الأمان؟.. لعله هارلم، لكن هارلم هو أحد أشهر أحياء نيويورك، والمركز الثقافى للأمريكيين من أصل إفريقى.
تظهر مقاطع الفيديو الاسم الصحيح «لوريل وهايدى».. الثنائى الكوميدى الذى يمكن أن يمثل دور ميكانيكيين بلجيكيين وهما ينظفان طائرة من نوع F- ١٦ فضغط أحدهما على زر إطلاق صواريخ الطائرة فتصيب طائرة مجاورة فتنفجر الطائرة وتتسبب فى أضرار بالغة لطائرة أخرى، وينقل العاملان إلى المستشفى وهما مصابان بأضرار بالغة فى طبلة الأذن.
يالله!!
ماذا أريد؟
فقط أن أجد فى نهاية الطرقات والتشعبات والروابط العنكبوتية التى تأخذنى إلى حيث لا أدرى.. كوخًا به شمعة.
وكل عام وأنتم بخير.