رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يريد أردوغان التدخل عسكريا في ليبيا؟

أردوغان
أردوغان

كشف محللون في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، لماذا يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتوسيع تواجده العسكري في ليبيا، بعد موافقة من البرلمان الخميس على إرسال قوات إلى الخارج، ولكن هذه المرة إلى ليبيا.

طموح أردوغان المجنون لاستعادة الإمبراطورية العثمانية
وفقا للصحيفة، يرى المحللون إن المناورة الليبية، التي تأتي بعد أشهر قليلة من شن هجوم عسكري ثالث على سوريا، هي آخر مثال على تزايد غطرسة تركيا وتصدير نفسها كقوة إقليمية، لكن البعض بدأ يتساءل لماذا يتطلع أردوغان إلى الانخراط بشكل أعمق هناك الآن.

وبحسب المراقبين، لطالما ظل أردوغان طموحًا لاستعادة الإمبراطورية العثمانية نوعًا ما، حيث أعاد ترسيخ مكانة تركيا القيادية في العالم الإسلامي بسياسة خارجية توسعية، وموقفه الإقليمي، بالتحالف مع دولة قطر الخليجية الغنية، وتحريضه ضد المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، ودعمه للتنظيمات والجماعات المتشددة والميلشيات في ليبيا وسوريا، تمثل خط فاصل جديد في الشرق الأوسط.

لكن السياسة الداخلية ليست بعيدة عن حسابات أردوغان، وتطلعاته الجيوسياسية لتركيا تحظى بشعبية في الداخل، المهمة في ليبيا، وهي جزء من المجال العثماني السابق، تلائم تلك الرؤية تقريبًا.

ويقول محللون إن اتفاق أردوغان مع ليبيا هو رغبة في وضع تركيا في استكشاف للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، قبالة ساحل قبرص، في منافسة مع مصر واليونان وقبرص وإسرائيل.

ترتيب لانتخابات مبكرة في خريف 2020
وأوضحت الصحيفة، أعطت سياسته الخارجية العدائية أردوغان شعبية داخلية، مما يساعده في رعاية القومية والحفاظ على دعمه في الداخل، فبعد ستة أشهر من خسارة اسطنبول في الانتخابات المحلية - أهم انتكاسة له في الانتخابات السياسية التي استمرت 25 عامًا – يفكر أردوغان البالغ من العمر 65 عامًا، في إجراء انتخابات عامة في عام 2020، وفقًا لبعض المحللين السياسيين.

على الرغم من أن فترة ولايته تستمر حتى عام 2023، إلا أن انخفاض أسهمه في استطلاعات الرأي وتفتيت حزبه يجعله يفكر في الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في الخريف، على حد قول محمد علي كولات، المدير الاستشاري لمؤسسة MAK التركية للدراسات واستطلاعات، مضيفة إن الاقتصاد التركي المتعثر والنمو الهزيل، وضعف العملة والقلق من التضخم والبطالة، قد يضيف إلحاحًا إلى اعتبارات أردوغان.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب أردوغان إلى الشتات التركي في لندن في ديسمبر بدا وكأنه خطاب حملته الانتخابية.

وقال أمام التجمع "تركيا في أيد أمينة"، مضيفا "اليوم تركيا أقوى بكثير مما كانت عليه قبل 17 عامًا. إنها ليست دولة يمكن اللعب معها بسهولة. هي تركيا مصممة الآن على وضع قواعد اللعبة في منطقتها ومنع المؤامرات".

هذا الموقف ساعد أردوغان على إثارة المشاعر القومية تجاه الأعداء الأجانب وحشد مؤيديه الأساسيين، كما يقول المحلل التركي علي بيرم أوغلو، الذي كان على مقربة من حزب أردوغان في سنواته الأولى، مضيفا انه أيضًا نموذجي للأسلوب القتالي الذي اشتهر به أردوغان، وقال بيرم أوغلو "الناخبون اليمينيون الأتراك يحبونه".

تبريرات واهية للتدخلات العسكرية في المنطقة
وأضافت الصحيفة ان أردوغان يبرر تدخلاته العسكرية بالخارج بأن لديه مصالح أمنية في كل من العراق وسوريا، حيث أن تركيا تشترك في حدود طويلة مع كليهما وعانت من عدم الاستقرار الذي يمتد من صراعاتهما، ومع ليبيا، قدم حججًا مماثلة.

وأشار أردوغان الأسبوع الماضي إلى أن ليبيا كانت آخر الأراضي العثمانية التي ضاعت وأن مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك حارب وأصيب هناك وهو ضابط شاب.

وقالت أسلي أيدينتاسباس، زميلة بارزة في المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان، في تصريحات للصحيفة "ليس من الصعب إقناع الجمهور التركي بالحاجة إلى التدخل في ليبيا جزئيًا بسبب الإرث العثماني".

ووافق البرلمان التركى، مساء الخميس، على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا في جلسة طارئة للتصويت على مذكرة التفويض بشأن إرسال تلك القوات.

وزعمت المذكرة أن هذه الخطوة تأتي لـ«حماية المصالح الوطنية انطلاقاً من القانون الدولي واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة ضد المخاطر الأمنية والتي مصدرها جماعات مسلحة غير شرعية في ليبيا».

وينشر نظام رجب طيب أردوغان عملاءه من الإرهابيين والمتشددين فى عدد من المدن السورية والليبية، دعماً للميليشيات الإجرامية والمتطرفة التي تواجه الجيشين السوري والليبي.