تفاصيل نقل تركيا للمرتزقة السوريين إلى ليبيا
كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، عن أن عملية نقل تركيا المرتزقة من سوريا للقتال فى ليبيا، بدأت منذ شهرين بنقل المتطرفين من ذوي جنسيات تعود إلى شمال إفريقيا، في وقت أكدت فيه تقارير وصول دفعة جديدة من هؤلاء المرتزقة مساء الثلاثاء إلى الأراضي الليبية بعد انطلاقها من ريف حلب الشمالي باتجاه ولاية غازي عنتاب التركية، ومنها إلى العاصمة الليبية طرابلس.
وأكد "عبد الرحمن" في تصريحات صحفية، أنه لاحقا ومؤخرا يتم تجنيد مرتزقة سوريين من العنصر التركماني للقتال في ليبيا مقابل نحو ألفي دولار شهريًا قابلة للزيادة كلما طالت المدة، مضيفًا أن عملية نقل المقاتلين من قبل تركيا إلى ليبيا بدأت منذ أكتوبر 2019، عندما أقامت أنقرة جسرا جويا عبر أراضيها لنقل المتطرفين، الذين تعود جنسياتهم إلى دول شمال أفريقيا للقتال فى ليبيا.
وأشار "عبد الرحمن" إلى أن الأهم والجديد يتعلق بنقل المرتزقة، خصوصا بعد ظهور فيديوهات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي توثق وجود هؤلاء المرتزقة السوريين في محاور القتال بحي صلاح الدين في طرابلس، وتحديدا في معسكر التكبالي الذي سيطر عليه الجيش الوطني الليبي قبل أن يستعيده معسكر الوفاق مرة أخرى.
وأوضح "عبد الرحمن" أن التعاقد مع المرتزقة الإرهابيين مدته 3 شهور، وتم تدشين 4 مكاتب علنية لتجنيدهم مقابل ألفي دولار شهريا، في "عفرين" شمال سوريا، وأن تقديرات الذين وافقوا حتى الآن حوالى 1000 عنصر، انتقل فعليا منهم إلى طرابلس 300 عنصر.
وفي السياق؛ نقلت وكالة "ستيب" الإخبارية عن مصدر عسكري من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، إنَّ دفعة جديدة تكونت من 200 مقاتل من مقاتلي الفيلق الثاني، وبالتحديد من مقاتلي فرقة الحمزات، وعلى رأسهم قائد الفرقة الملّقب بــ"أبوبكر"، وصلت الأراضي الليبية، وذلك بعد يوم واحد من وصول قوّة من الفيلق الأول بقيادة، محمد الجاسم، الملّقب بــ"أبو عمشة"، ليبلغ بذلك العدد الإجمالي الحالي لمقاتلي المعارضة السورية الموالية لتركيا في الأراضي الليبية إلى 700 مقاتلًا، وصلوا على ثلاث دفعات.
وكانت وكالة "ستيب" فتحت ملف إرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا "ضمن عقود مشابهة لعقود المرتزقة" في الـ25 من ديسمبر المنصرم، حيث ضمت الدفعة الأولى 200 مقاتل من فصائل الفيلق الثاني، ثم وصلت، أمس الأول، دفعة من مقاتلي الفيلق الأول بلغ عددها 300 مقاتل، ليبلغ عدد المقاتلين التابعين للمعارضة السورية الموالية لتركيا في الأراضي الليبية، آنذاك، 500 مقاتلًا، بينهم قياديان اثنان هم، فهيم عيسى، قائد فصيل السلطان مراد، ومحمد الجاسم "أبو عمشة" قائد فصيل سليمان شاه، تضاف لهم الدفعة الأخيرة.
كما أفادت وكالة "رويترز" في الأثناء، أن الحكومة التركية تخطط لإرسال دفعة جديدة من المرتزقة إلى ليبيا، ناقلة عن 4 مصادر تركية رفيعة، أن هذا الإجراء يخضع للدراسة ضمن خطة إرسال مسلحين إلى ليبيا، للقتال في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق، المتمركزة غرب العاصمة، طرابلس، التي تشهد حاليًا معركة شرسة في ظل تقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتحرير المدينة.
وفي ضوء ذلك أفادت إذاعة "RFI" الفرنسية، الأربعاء، بوصول عدد كبير من المقاتلين السوريين إلى ليبيا عن طريق رحلات جوية غير مسجلة، مشيرة إلى هبوط 4 طائرات تحمل مقاتلين سوريين من الألوية الموالية لأنقرة في مطار معيتيقة الليبي بين يوم الجمعة والأحد.
ونقلت الإذاعة عن مصادر بالمطار، أن "المعلومات بخصوص حضور سوريين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، تتواتر الواحدة تلو الأخرى"، مؤكدة بأن شركة الخطوط الجوية الليبية "Afriqiyah Airlines" وشركة الطيران "Ajniha"، التي يملكها المطلوب دوليا الإرهابي عبد الحكيم بلحاج المقيم بتركيا، قامتا بنقل هؤلاء المقاتلين من تركيا إلى طرابلس، بهدف مساعدة المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق.
وجاء كل ما سبق في وقت أكد فيه الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن الرئيس التركي، لم ينتظر موافقة البرلمان لإرسال قوات إلى ليبيا، بل بدأ بالفعل في ذلك؛ حيث وصل أكثر من 300 إرهابي، معظمهم من سوريا على متن طائرات ليبية، وفق قوله.
وأكد "المسماري" في حديث مع قناة "الحدث"، أن الجيش الليبي حقق تقدما جيدا نحو قلب العاصمة طرابلس، ووصل إلى مشارف أهم أحيائها، وهو حي الهضبة على الرغم من الأحوال الجوية السيئة.