«الحرب بالوكالة».. كيف جند أردوغان كتائب من المرتزقة السوريين؟
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس، عن دخول رتل عسكري "تركي" جديد إلى الأراضي السورية، قادما من شمال إدلب، فيما قال محللون إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جند الآلاف من السوريين وغيرهم، ليقاتلوا تحت راية الدولة العثمانية، فقد كشف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك ريفيو" عن طرق أردوغان في استقطاب المقاتلين له بالوكالة في سوريا عن طريق عدد من الشهادات والحوارات مع مقاتلين سوريين ينتمون لفصائل موالية لأنقرة، حيث استطاع أردوغان أن يطوعهم لخدمة أجندته السياسية الخاصة.
الخوف التركي من الأكراد
كشفت الصحيفة الأمريكية، أن تركيا عملت على تجنيد الآلاف من المقاتلين لها بالوكالة في سوريا لمقاومة ومقاتلة الجماعات الكردية، لاسيما وأن أنقرة تعتبر "وحدات حماية الشعب الكردية" جماعة إرهابية تهدد مصالحها، وأنها فرع من الحركة المسلحة التابعة للزعيم الكردي المسجون، عبد الله أوجلان، الذي قاد انقلاب ضد تركيا.
كيف حارب أردوغان الأكراد
بدأت عملية تجنيد الآلاف من السوريين للعمل تحت راية أنقرة، مع إطلاق أردوغان عملية درع الفرات، في 2016، حيث قررت تركيا وضع اثنين من الجيوب السورية تحت سيطرتها، وهما "عفرين ومنبج" في حلب، كما طردت ما تبقى من مقاتلي "داعش"، وهنا استطاعت تركيا نشر أول فصائل موالية لها، تلت هذه العملية "عملية غصن الزيتون" ففي أوائل عام 2018، كلف أردوغان الفصائل الموالية له بطرد الوحدات الكردية من عفرين، وإحكام السيطرة عليها.
وكانت الطامة الكبرى، مع عملية نبع السلام كما يصفها أردوغان، فقد بدأت العملية في أكتوبر الماضي، حيث شنت تركيا هجومًا على شمال شرقي سوريا، بحجة حماية حدودها من الأكراد الذين يشكلون خطرا لها، وذلك بعد انسحاب القوات الأمريكية من الحدود السورية مع تركيا التي كانت تعمل مع القوات الكردية.
المقاتلون السوريون الموالون لأنقرة
تابعت الصحيفة، أنه يوجد حوالي 35 ألف رجل سوري يقاتلون في سوريا نيابة عن تركيا، وتابعت الصحيفة الأمريكية، أن أغلب هؤلاء المقاتلين من العرب السنة الذين شردوا من ديارهم أثناء الحرب، وعانوا من أهوال الحرب، معظمهم فقراء، دفعتهم الحاجة، إلى القتال في صف تركيا لتحقيق مكاسب مالية، والبعض من هؤلاء المقاتلين انضم إلى الفصائل من أجل السرقة والنهب.
شهادات من مقاتلي تركيا بالوكالة
قالت الكاتبة إليزابيث تسوركوف في الصحيفة الأمريكية، إنها تحدثت مع العديد من مقاتلي تركيا بالوكالة في سوريا، فيما قال بعضهم، المقاتلون هنا في سوريا مثل الحمير، عليهم السمع والطاعة واتباع الأوامر التركية وحتى لو كانت تضر بمصالح الثورة، وقال آخر، إن القرارات التي تصدر إليهم تأتي من قبل غرفة العمليات التي تديرها المخابرات التركية.
كيف يغري أردوغان المقاتلين بالوكالة ؟
كشفت الصحيفة الأمريكية أن أردوغان يحاول استغلال حاجة المقاتلين ويستقطبهم عن طريق المال، حيث يدفع مرتبات للمقاتلين وهو ما أدى إلى زيادة الفصائل الموالية لأنقرة من العشرات والمئات من المقاتلين إلى الآلاف.
كما كشفت الصحيفة أنه بالفعل فإن 83% من السوريين يعيشون الآن تحت خط الفقر بـ 6 دولارات في اليوم الواحد، لاسيما مع انقطاع مصادر الدخل التقليدية، مثل العمل في المزارع أو المحلات، وعليهم أن يدفعوا الإيجار، وهذا يزيد من احتمال انضمام المهاجرين إلى الفصائل المسلحة.
كانت تركيا تدفع 300 دولار في الشهر لمقاتليها بالوكالة قبل عملية درع الفرات، وكانت تدفع لهم بالليرة التركية، وبمرور الوقت، انخفضت المرتبات، بحلول بداية عام 2019، خفضت المرتبات إلى حوالي 100 دولار موزعة، أما الآن معدل ما تدفعه تركيا حوالي 50 دولارا في الشهر لا تكفي حتى لتغطية الضروريات الأساسية، لذلك يعتمد المقاتلون على الأنشطة الإجرامية مثل النهب لتغطية نفقاتهم، فضلا عن السيطرة على نقاط التفتيش الدائمة بين المناطق ويتعين على السيارات التي تمر عبر نقاط التفتيش هذه أن تدفع للحراس، إما نقدا أو بوسائل أخرى، أما القادة، فهم يحصلون على الأقل 300 دولار شهريا.
أما المناطق الخاضعة للفصائل الموالية لأنقرة في شمال حلب والرقة وحسكة، فتدفع تركيا رواتب المستشارين والأطباء ورجال الشرطة المحلية والشرطة العسكرية والفصائل المسلحة.
فيما رصدت الصحيفة الأمريكية، شهادة من أحد مقاتلي تركيا بالوكالة في سوريا، وهو يعمل في الشرطة العسكرية في عفرين، قال إن المقاتلين قد يعاقبون على السرقة في المحاكم العسكرية، ولكن القادة لا يعاقبون، لأن الفصائل أقوى من الشرطة العسكرية".