إجراء جراحة نادرة لعلاج متلازمة «يوسف»

ابتكر فريق طبي في محافظة قنا، طريقة تشخيص وعلاج جديدة لعلاج مرض نادر لمتلازمة "يوسف" لمريضة من سكان المحافظة

متلازمة "يوسف" أو "البيلة الطمثية"، هو مرض نادر، حيث إنه يحدث بنسبة 1 إلى 4 % من نسبة الأمراض التي تصيب الجهاز البولي والتناسلي، وغالبا في الدول النامية نتيجة الولادات المتعثرة وكإحدي المضاعفات النادرة للشق الجراحي القيصري.

وقال عبدالرازق حسن، قائد الفريق الطبي في أحد المراكز الخاصة بقنا، إن المريضة تبلغ من العمر 29 عاما سبق لها الولادة عدة مرات من قبل جميعهم عن طريق الفتح الجراحي "جراحة قيصرية"، في آخر ولادة لها كانت المشيمة ملتصقة بجدار الرحم، وحدث أن بدأت أعراض الطلق معها في الشهر السابع من الحمل، وكانت الولادة متعثرة وتم عمل فتح قيصري لها.

وتابع: أن الولادة تمت بنجاح ولكن نتيجة الشق الجراحي المتكرر والتصاقات المشيمة، حدثت التحامات ما بين جدار الرحم وجدار المثانة وحدوث عدوى مما أدى إلى تكوين "ناسور" أي قناة مفتوحة الطرفين ما بين الرحم والمثانة، ظلت المريضة تجهل ما حدث لها نتيجة لتوقف الدورة الشهرية بعد الولادة.

لكن المريضة فوجئت بعد فترة بحدوث بول دموي واستمر لمدة 4 أيام فقط ثم يرجع البول لطبيعته مع حدوث آلام مشابهة لآلام الدورة الشهرية، وكان يتكرر ذلك كل شهر بصورة منتظمة مع توقف نزول دم الدورة الشهرية من المهبل وبعد 6 أشهر توقف البول الدموي ورجعت الدورة الشهرية لطبيعتها، ولكن مازال الآلام مزمنة في الحوض مع حدوث عدوى متكررة في المجاري البولية.

وأضاف، أن ما عانت منه المريضة يرجع حدوث انسداد جزئي لذلك الناسور، مما قد يجعل طرق التشخيص المعتادة مثل اشعة الرحم بالصبغة "hysterosalpingogram" طريقة غير فعالة، وادخلت لعمل منظار مثانة تشخيصي حيث وجد فتحة الناسور بجدار المثانة واضحة، ولكن تظل المشكلة قائمة، حيث يوجد احتمالية أن يكون الجهة الأخرى للناسور ليست في الرحم.

الطريقة الجديدة التي لم تستخدم من قبل وهي إدخال "Guide Wire" أو بما يعرف بـ"سلك التوجيه" بداخل الناسور بجهة المثانة، ثم قام بعمل منظار رحم ووجد سلك التوجيه بداخل الرحم وهذا دليل قاطع على حدوث هذا الناسور بين الرحم، والمثانة ثم قام باستخراجه جزئيا بحيث أصبح سلك التوجيه أحد طرفيه يدخل من فتحة مجرى البول والطرف الآخر يخرج من المهبل.

وقال صبري بيشوي، أحد الأطباء المشاركين، على الفور تم إجراء فتح جراحي استكشافي، وفصل ما بين جدار الرحم والمثانة مستدلًا على مكان الناسور بوجود سلك التوجيه ثم إزالة الناسور وإغلاق كل من ثقبي المثانة والرحم، وطبق طريقة حديثة جدًا في منع تكرار ذلك الناسور مرة أخرى وهي وضع وتثبيت طبقة من غشاء الأمعاء الشحمي "Omental flap" بين المثانة والرحم.

تعد تلك الطريقة الجديدة في التشخيص وإجراء الجراحة هو إنجاز جديد في عالم جراحة المسالك البولية، وذلك لسهولة تطبيقها؛ لأنها سترفع كثيرًا من نسبة نجاح تلك الجراحة، وتقليل من نسب حدوث ذلك الناسور مرة أخرى لنفس المريض، مؤكدًا أن هذا التجربة سيتم نشرها في جريدة طبية عالمية.

الفريق الطبي المشارك مكون من استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور عبدالرازق حسن، والدكتور شنودة نبيل، ودكتور بيشوى صبري، والدكتور بسادة خلف، وساعد فيها فني التمريض أستاذ كريم علي.