رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللواء محمد إبراهيم: "السيسي" يؤمن بأن البناء الجيد للشباب يعني دولة قوية

 اللواء محمد إبراهيم
اللواء محمد إبراهيم

أكد اللواء محمد إبراهيم عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مؤتمرات الشباب التي تعقدها مصر، بحضور ومشاركة ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ترسخت أهميتها وجدواها، وأسفرت عن نتائج إيجابية تضخ في المصلحة الوطنية العليا لمصر، وكذلك المصلحة العليا لدول العالم، وبالتالي مصلحة المجتمع الدولي، مشيرا إلى أنها تعتبر مشروعا قوميا متكاملا.

واستعرض اللواء محمد إبراهيم، في مقال نشره المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحت عنوان (مؤتمرات الشباب.. مشروع قومي متكامل)، مؤتمرات الشباب التي تعقد على مستوى شباب مصر، وكان أحدثها المؤتمر السابع الذي عُقد في قاعة الماسة بالعاصمة الإدارية الجديدة في نهاية يوليو 2019، والمؤتمر الثامن الذي عُقد في قاعة المنارة بالقاهرة الجديدة في سبتمبر من نفس هذا العام، وتلك التي تعقد سنويا على مستوى شباب العالم، تحت عنوان (منتدى شباب العالم)، وكان أحدثها الذي عُقد في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر الجاري.

وأشار إلى أن هذه المؤتمرات هي ترجمة للفكر السياسي للرئيس عبد الفتاح السيسي القائم على الإيمان بأن البناء الجيد للشباب يعني بناء الدولة القوية الناجحة، وأن تنمية وتقدم الدول يقوم على طاقات الشباب الذين هم القلب القوي النابض والقادر على تحمل مسؤولية التنمية، وهو ما نستطيع أن ندرجه في قائمة ما يمكن أن نسميه بالمشروعات القومية الكبرى أو المتكاملة.

وقال اللواء محمد إبراهيم: "لا شك أن الفكرة الرئيسية من وراء عقد هذه المؤتمرات انطلقت من القناعة الكاملة والصائبة لدى القيادة السياسية المصرية الحكيمة بأن الشباب هم بالفعل الأمل القادم وعماد المستقبل، وأنه قد آن الأوان للانتقال من مرحلة ترديد هذا المبدأ كشعار خطابي إلى مرحلة تحويله إلى حقيقة قائمة على أرض الواقع، وليس أدل على ذلك من ثلاثة عوامل أساسية".

العامل الأول: يتمثل في الحضور والمشاركة الفعالة من جانب السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذه المؤتمرات، وبرفقته أعضاء الحكومة، بالإضافة إلى مشاركة مميزة من الشباب وممثلي الأحزاب والقوى السياسية والمثقفين والإعلاميين والأكاديميين ورجال الأعمال.

العامل الثاني: يتمثل في الإعداد المسبق والمتميز لهؤلاء الشباب في أكاديميات وطنية متخصصة حتى يكونوا على القدر الملائم من التأهيل، ليتمكنوا من التعامل الجاد مع الواقع والقضايا المختلفة.

العامل الثالث: يتمثل في طبيعة الموضوعات التي تناقشها هذه المؤتمرات، والتي تتسم بالتنوع والشمول لكافة القضايا التي تهم الشباب، والتي سوف يواجهونها مستقبلًا، بما في ذلك الموضوعات التي تساير طبيعة التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم والتي تحظى باهتمام خاص من الشباب.

وأضاف عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية: "إذا بدأت بالحديث عن مؤتمرات أو منتديات الشباب العالمية الثلاثة، والتي انطلق أولها في نوفمبر 2017، فلا بد لي أن أقف عند المؤتمر الأخير الذي انطلقت أعماله في شرم الشيخ في الرابع عشر من ديسمبر الحالي، ولن أكون مبالغًا إذا ما أشدت بكل ما تضمنه من ترتيب، وتنظيم، وجدول أعمال، وموضوعات، ومناقشات، ونماذج شبابية متميزة، وتوصيات، وقرارات مهمة، وفي هذا المجال أشير إلى النقاط التالية ":

ـ مشاركة أكثر من سبعة آلاف شاب وشابة في هذا المنتدى، جاءوا من 164 دولة، هو أمر يعني الكثير بالنسبة لمصر، لا سيما وأنه يوجه رسائل مهمة إلى كل دول العالم بأن مصر دولة آمنة ومستقرة، وأنها قادرة على أن تكون نقطة انطلاق، بل وركيزة أساسية في تعظيم معنى القيم الإنسانية التي تتسع الجميع دون تمييز، واحتواء مختلف الحضارات والثقافات، وأن تتآلف جميعها في بوتقة التسامح والمحبة مهما اختلفت الجنسيات والديانات، بالإضافة إلى تأهيل هؤلاء الشباب ونقلهم إلى آفاق أوسع في كافة المجالات.

ـ هؤلاء الشباب سوف يكونون خير سفراء لمصر في دولهم لينقلوا إليها كافة الفعاليات التي تمت والتي رأيت بنفسي مدى تفاعلهم الحقيقي معها، وكم كانوا في قمة الامتنان لكل ما قدمته لهم مصر خلال أعمال المنتدى.

ـ هؤلاء الشباب ناقشوا باستفاضة العديد من القضايا شديدة الأهمية، وتعاملوا معها بجدية وموضوعية، وعلى رأسها قضايا التنمية المستدامة والبيئة والمناخ، وقضايا المرأة، والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، والأمن الغذائي، والتحديات التي تواجههم في المستقبل في مجال الأمن والسلم الدوليين.

ـ هناك العديد من النماذج الشبابية المميزة القادمة من دول مختلفة تقوم بنقل خبراتها وتجاربها إلى مصر ويتم الاستفادة منها، ويقوم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم هذه النماذج الناجحة بنفسه، بمن فيهم ذوو القدرات الخاصة، ولا ننسى في هذا المجال برامج تأهيل الشباب الإفريقي للقيادة.

ـ حضور العديد من القادة والممثلين الرسميين للعديد من دول العالم والمنظمات الدولية ليشهدوا بأنفسهم هذا الحدث الكبير، ويتفاعلوا مع شبابهم في تجربة فريدة، ويؤكدوا بمشاركتهم التميز في علاقاتهم بالدولة المصرية.

ـ هناك العديد من القرارات المهمة التي أعلنها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في نهاية الجلسة الختامية لمنتدى شباب العالم في شرم الشيخ ستكون لها تأثيرات إيجابية مستقبلًا، منها عقد شراكات مع المنتديات العالمية المهتمة بالشباب، وإنشاء مركز يهدف إلى دمج الشباب لإعادة إعمار الدول بعد النزاعات، وإنشاء مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي.

وتابع: "إذا انتقلت للحديث عن المؤتمرات الوطنية للشباب، التي بدأت منذ عام 2016، فمن الإنصاف أن أؤكد أنها تنقل الشباب المصري إلى مرحلة جديدة من التفاعل مع قضايا الدولة، والمشاركة في كل ما يتعلق باهتمامات الشباب واكتساب الخبرات المطلوبة تدريجيًّا، ومناقشة قضايا الاستثمار والطاقة والتنمية العمرانية والصناعة والإسكان، وتقييم برامج الإصلاح الاقتصادي".

واستطرد اللواء محمد إبراهيم: "وفي الوقت نفسه، جاء التواصل المباشر والحوار المثمر القائم بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والشباب تتويجًا لإحدى أهم نتائج هذه المؤتمرات، حيث يتفاعل الشباب بصورة واضحة مع قائدهم، ويقوموا بتوجيه كافة الأسئلة والاستفسارات التي تشغل اهتماماتهم، ويقوم الرئيس بالرد عليها بكل صراحة ومصداقية وشفافية، ووضع الشباب في الصورة الحقيقية لموقف بلادهم في كل ما يشغل الرأي العام".

وتابع: "ولا شك أن مبادرة (اسأل الرئيس) تُعد نموذجًا ناجحًا في هذا المجال، حيث يقوم السيد الرئيس بشرح تفصيلي لكافة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، وهو الأمر الذي يساهم في توعية الشباب والوقوف على كافة المخاطر والتهديدات التي تواجه بلادهم، وكذا طبيعة الإنجازات التي تحققها الدولة، وكيف يمكن أن يكون هؤلاء الشباب حائط صد قويًّا لحماية الدولة في مواجهة التطرف والعنف والإرهاب والشائعات".

وأضاف: "ومن المؤكد أن نتاج عملية تأهيل الشباب بدأت تؤتي ثمارها في مصر، خاصة من خلال ما تم مؤخرًا من تعيين العديد من الشباب في مراكز قيادية (نواب محافظين)، بحيث سيكون هذا الأمر بداية جيدة لمزيد من انخراط الشباب في العمل الإداري والسياسي، وهي خطوة لابد من الإشادة بقرار القيادة السياسية في هذا الشأن نظرًا لأنها تترجم بصدق هذا الجهد المبذول مع الشباب، وكذا الجهد الذي يقوم به الشباب لاستيعاب قضايا بلدهم كمرحلة أساسية نحو أن يكونوا نواة صالحة لرفعتها وتقدمها، ولعلي أرى أن استكمال هذه المنظومة الرائعة يقتضي ضرورة مشاركة الشباب بفاعلية في الانتخابات المحلية القادمة كمرشحين وليس كناخبين فقط".

واختتم اللواء محمد إبراهيم مقاله بقوله: "ومن المؤكد أن القائمين على تنظيم هذه المؤتمرات بوطنيتهم ووعيهم يدركون أهميتها، وحريصون على إحداث مزيد من نجاح هذه المؤتمرات التي تساهم في دعم الدولة المصرية داخليًّا وخارجيًّا، وتصل بنتائجها إلى أن تكون مؤتمرات الشباب أحد أهم المشروعات القومية المتكاملة، حيث إن البناء الجيد للشباب يعني بناء الدولة القوية الناجحة التي يحرص عليها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويحرص جميعنا عليها".