رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يعانى الإخوان من "فوبيا الإمارات"؟

جريدة الدستور

كشف تقرير نشره موقع " Gulf News"، عن مخطط جماعة "الإخوان المسلمين" لتنفيذ حملة شرسة تستهدف دولة الإمارت العربية المتحدة، وولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وذكر التقرير أن حملة "الإخوان" ضد الإمارات، بدأت منذ أوائل العام الجاري، من خلال سلسلة ممنهجة من المقالات التي تم نشرها في الصحف الإقليمية والدولية والمواقع الإلكترونية بالإضافة إلى البرامج التليفزيونية، مشيرًا إلى أن كافة هذه الأعمال ممولة إما من تركيا أو قطر.

وأوضح التقرير، أن الأسباب الكامنة وراء هذه الحملة عديدة ومتداخلة ولكنها تتعلق في المقام الأول بالتزام "بن زايد" بالاسلام الوسطي المعتدل، والذي يتناقض تمامًا مع سياسات "الإخوان" التي عملت عليها منذ إنشائها في مصر عام 1928.

وفي هذا الصدد، قال المحلل الفلسطينى، كمال خلف الطويل، إن "بن زايد" عمل على مواجهة فكر "الإخوان المسلمين" منذ بداية شبابه.

وأضاف الطويل قائلا: "لقد كان الصراع بينهم وبين الإمارات بطيئًا، إلا أن هذا الصراع بدأ يتسارع بعد الانتفاضات العربية في عام 2011"، موضحًا أنه بعد اندلاع الربيع العربي ووصول نظام الإخوان إلى مصر، زادت مخاوف الإمارات.

من جانبه، قال المحلل الكويتي، فؤاد الهاشم، إن الإخوان يحلمون بالعودة إلى الإمارات، ولكن بات الأمر مستحيلًا الآن بفضل "بن زايد"، حيث أصبحت الجماعة مكشوفة بالكامل لشعب الإمارات الذي يرى خداعهم وينبذهم على كل مستويات المجتمع.

وأضاف الهاشم، أن "الإخوان" يعانون مما يسمى "فوبيا الإمارات"، لافتًا إلى أن الجماعة لديها رغبة في استهداف الإمارات بشكل عام والشيخ محمد بن زايد، بشكل خاص، بعد أن أحبط مشروعهم في جميع أنحاء المنطقة.

وذكر الهاشم، أنه فى الآونة الأخيرة، صرح وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأن بلاده مستعدة لقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، من أجل عودة العلاقات مع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.

وتابع: "لم يحدث شىء من هذا القبيل، لقد استضافوا مؤخرًا فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وبدلًا من إحلال السلام فى ليبيا، يزرعون الفتنة ويحرصون على إراقة المزيد من الدماء".

وأشار التقرير إلى تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش، التي أكد خلالها أن حملة التشويه الحالية تأتي لأسباب ومسميات مختلفة، مشددًا على أن الشيخ محمد بن زايد، يعكس نموذجًا من الاستقرار والازدهار والتسامح"، وهو يختلف تمامًا عن كل ما تمثله جماعة الإخوان.

بدوره، قال المخرج الفلسطيني الإيطالي، عادل أبوزهرى: "كانت حكومة أبوظبي على علم دائم بمشروع جماعة "الإخوان"، وعلى عكس قطر، لم تقدم لهم الإمارات منبرًا إعلاميًا لهم واستبعدتهم بقوة من المجتمع بعد عام 2011، عندما أصبح واضحًا أن طموحهم الجديد كان يهدف إلى اجتياح الخليج بعد هزيمتهم الواضحة في مصر وسوريا، ولكن تم استئصالهم بفضل "بن زايد".

وأضاف أبوزهرى: "لم يكن تفكيك وجودهم في المجتمع الإماراتي سهلًا، أنت تتعامل مع منظمة جيدة التمويل تعرف كيف تعمل بشكل سري، وليست لديها مشكلة في التعامل مع أي شخص مستعد لمساعدتها على الوصول إلى السلطة، حتى لو كان من أعداء العالم العربى".

وأرجع التقرير، أحد الأسباب الكامنة وراء كراهية "الإخوان" للإمارات، إلى مبادرات التسامح الديني التي قامت بها البلاد، وهو ما يفسر سبب غضب الجماعة من الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرانسيس إلى الإمارات في فبراير الماضى، كذلك زيارة الفاتيكان التي قام بها الشيخ محمد بن زايد، عام 2016.

وكانت هذه المرة الأولى التي يزور فيها البابا فرنسيس شبه الجزيرة العربية، وعكست هذه الزيارة مدى التزام الإمارات بالتسامح والحوار بين الأديان، مما يمثل تحديًا صعبًا بالنسبة لمخططات الإخوان التي تستهدف اختراق الخليج العربي بأسره.

وتعليقًا على ذلك، قال أكرم السباعي، وهو أستاذ جامعي سورى، إن إحباطهم من زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات كان طبيعيًا ومتوقعًا.

وأضاف: "لقد انتقدوا بشدة افتتاح أول كنيسة في دولة الإمارات، ولكن عندما فعلت قطر ذلك فى عام 2008 كانت صامتة تمامًا، وذلك بفضل الأموال القطرية".

ونوه التقرير، إلى أن قادة الإمارات، وتحديدًا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبى، قادوا سلسلة من مبادرات التسامح الديني التي حققت نجاحًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ففي عام 2015، أصدرت الإمارات قانونًا يحظر التمييز بجميع أشكاله.

وفي أعقاب ذلك، أطلقت الإمارات البرنامج الوطني للتسامح لعام 2016 ودشنت المعهد الدولي للتسامح في عام 2017، وقبل ذلك، وضعت الإمارات ثقلها الكامل وراء مجلس حكماء المسلمين في أبو ظبى، برئاسة الشيخ الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر للأزهر الشريف، الذى وقع على وثيقة الإخوة الإنسانية مع البابا فرانسيس.

وذكر التقرير، أنه لا عجب من محاولات "الإخوان" لتشويه سمعة ولي عهد أبوظبى، لأنه يكشف عن مدى التهديد الذي يمثلونه بالفعل ليس فقط في الإمارات، ولكن للعالم العربي ككل.