رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمره 171 سنة.. مسجد "ابن هرمز" بالإسكندرية.. بُني وفقًا لرؤيا

جريدة الدستور

في أحد أهم شوارع الإسكندرية، وأكثرها عراقة، شارع رأس التين، يقع مسجد "عبد الرحمن بن هرمز" والذي يعتبر من المساجد "المعلقة"، وتم انشاؤه في عهد محمد على باشا.
"عبد الرحمن بن هرمز"، هو أحد رواة الحديث النبوي، التابعي الجليل عبد الرحمن بن هرمز بن أبي سعد وكنيته أبو داوود المشهور بالأعرج القرشي أن، ينتمي إلى الطبقة الثانية من التابعين، وقد تتلمذ "بن هرمز" على يد عدد كبير من الصحابة الذين أدركهم، فقد روى عن عبد الله بن مالك، وأبي هريرة، وعبد الرحمن بن القاري، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم من رواة الأحاديث النبوية الشريفة، كما روى عنه العشرات من رواة الحديث.

ولد عبد الرحمن بن هرمز في المدينة المنورة، وأدرك بعض الصحابة في المدينة، كما حفظ القرآن، وعرضه على أبي هريرة، وسافر في آخر عمره إلى مصر، ومات مرابطًا بالإسكندرية سنة 117 ه‍، 735م وقد جاوز عمره الثمانين عام. وكان يعاني من العرج، لذلك أشتهر بالأعرج.
مسجد "بن هرمز"

يقول الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، وأستاذ التراث بالمعهد العالي للسياحة، لـ" الدستور" إن مسجد عبد الرحمن بن هرمز، هو أحد أهم المساجد في الإسكندرية، وذلك لأهمية الشخصية التي دفنت به، وهو عبد الرحمن بن هرمز، أحد كبار المحدثين، وكبار علماء الحديث واللغة العربية، فهو من نقل الأحاديث مباشرة من أبي هريرة.

وأضاف أن عبد الرحمن بن هرمز مكث في الإسكندرية من 5 إلى 7 سنوات، وكان قدومه إلى الإسكندرية لأنها كانت رباط من الأربطة ليجاهد ضد أي محتل، وذلك لأن الإسكندرية لم تكن مدينة بل كانت مكان يرابط فيه المجاهدين، بجانب نشر العلم والأحاديث.
وأشار عاصم أن هناك روايات عديدة حول هذا المسجد، فيقال إن الشيخ محمد البنا وهو أحد الشيوخ الصالحين، رأى في رؤية أن الشيخ عبد الرحمن بن هرمز يلومه ويقول له "كيف تمر بقبري ولا تحييني فقال له من أنت؟ فقال له أنا عبد الرحمن بن هرمز"، فعرف أن هذا المكان دفن فيه "بن هرمز"

وتابع: أحد أعيان الإسكندرية في تلك الفترة، وهو الحاج درويش أبو سن قام بإنشاء المسجد، فوق مقام " بن هرمز" عام 1848م، وهو المكان الذي شاهد البنا الرؤية فيه، وعندما توفى "أبو سن" دفن بجوار عبد الرحمن بن هرمز، وقام نجل شقيق أبو سن بعمل وقف على المسجد بمنزل كامل وأصبح ريع المنزل ينفق على احتياجات المسجد.
وأكد عاصم، أن عبد الرحمن بن هرمز دفن في الإسكندرية، ولكن هناك شكوك حول المكان، لافتًا إنه عندما بحث الأثريين في ذلك المكان وجدوا شواهد قبور، ويرجع ذلك لأن المنطقة تابعة لمنطقة المقابر.

ويشير أستاذ التراث، إلى أن المسجد، تم تجديده من وزارة الأوقاف، ولكن مازال المسجد يحتفظ بالأعمدة الرخامية الأصلية، والشكل المعماري، والذي هو مزيج من التأثيرات المغربية والأندلسية، ويرجع ذلك بأن درويش أبو سن الذي أنشأ المسجد موطنه الأصلي المغرب العربي.
وصف المسجد

يتكون المسجد من مساحة مستطيلة مغطاة السقف يقسمها ثلاثة صفوف من الأعمدة إلى أربعة أروقة، ويتكون كل صف من عمودين يعلوهما عقود مدببة ويتوسط المسجد، منور صغير مربع، وفوق الرواق الرابع صندرة متسعة للسيدات، ويعلو المحراب لوحة حجرية نقش عليها النص التالي " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، بنى هذا صاحب الخيرات الحاج درويش أبي سن سنة 1256 هـ "، وإلى يسار المحراب في الركن الجنوبي حجرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز تعلوه مقصورة خشبية، والى جانبه ضريح رخامي بسيط مدفون به مؤسس المسجد "درويش أبو سن".

ويقع المدخل الرئيسي للمسجد في الضلع الشمالي الغربي للجامع، وتعلوه المأذنة، وهي تتكون من ثلاث دورات الأولى والثانية أسطوانية تنتهي بشرفة يقف بها المؤذن، والدورة الثالثة عبارة عن عمود اسطواني مرتفع، وقد انتشر هذا الطراز من المآذن في معظم مساجد الشمال.