رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فالصو.. اسم على مسمى!


موقع إلكترونى اسمه «فالصو»، يزعم أنه «منصّة بحثيَّة ومنهجيَّة تابعة لجامعة النهضة»، لكن حدث ما يؤكد أنه اسم على مسمى، أى مجرد موقع تافه أو «فالصو» فعلًا. الأمر الذى يستوجب توضيحًا من الجامعة، حول طبيعة علاقتها بهذا الموقع، وإلا يكون على وزارة التعليم العالى أن تعيد النظر فى تراخيصها!.
تافهون، بلهاء أو جهلاء، يحاولون اختلاق أخطاء أو معلومات غير دقيقة، ويدعون أنهم يقومون بتصويبها أو تدقيقها. ومن ذلك، مثلًا، زعمهم أن جريدة الدستور نشرت «مقالًا للكاتب «ماجد حبته» تضمن معلومات غير دقيقة حول سد النهضة الأثيوبى، حيث أشار كاتب المقال إلى أن ارتفاع السد ١٧٤ مترًا، وهو رقم غير دقيق». وكان التصحيح أنه «بحسب ما نشرته البى بى سى نقلَا عن مصادر أثوبيه، فإن ارتفاع السد وفقًا للتعديلات الأخيرة بلغ ١٧٠ مترًا».
لو عدت إلى المقال المنشور بالدستور تحت عنوان «السد.. المفتى ومفيد شهاب»، ستجد أننا قلنا بوضوح إن الرقم ذكره الدكتور مفيد شهاب، أستاذ أساتذة القانون الدولى، فى حوار أجرته معه أسرة تحرير مجلة السياسة الدولية، فى ٢٥ أغسطس ٢٠١٩. وستجد أيضًا إشارة واضحة إلى أن الرجل شارك مع الحكومة المصرية فى صياغة إعلان المبادئ الخاص بالسد. وعليه، لا يمكن لعاقل أن يشكك فى رقم ذكره مَن شارك فى صياغة إعلان المبادئ، مستندًا إلى تقرير نشره الموقع العربى لهيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سى، فى ١٢ أكتوبر ٢٠١٧، نقلًا عن جريدة الـ«تليجراف» البريطانية، وليس عن مصادر إثيوبية كما زعم هؤلاء الغلمان.
نحن، إذن، أمام تافهين أو جهلاء، ولو تشككت فى ذلك، فإنك ستقتنع بأنهم أيضًا لا يجيدون القراءة أو الكتابة، أى «بصمجية»، حين تجدهم يخطئون فى كتابة «ماجد» فى هذا العنوان: «بمقال مجدى حبته.. «الأهرام» تنشر معلومات غير دقيقة عن حجم الاستثمارات الألمانية بمصر». وتحت هذا العنوان، تقرأ: «أكد حبته فى مقاله بـ«الأهرام»، أن الاستثمارات الألمانية بمصر، سجلت نحو ١١ مليار دولار، فى حين أنه وفقا لبيانات وزارة الاستثمار فى ٢٥ يوليو ٢٠١٩، فيصل حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر نحو ٧.٤ مليار دولار».
مع هذا الهراء، ستجد صورة من موقع «اليوم السابع» لم يقرأ الغلمان محتواها، ولو فعلوا لعرفوا أن «حجم الاستثمارات الألمانية المباشرة فى مصر بلغ نحو ٧.٤ مليار دولار حتى نهاية شهر يونيو ٢٠١٨». أما لو عدت إلى مقالى، فستجد أننى نقلت عن «رئيس الغرفة العربية الألمانية للصناعة والتجارة» أنه من المتوقع «من المتوقع، مرة أخرى» أن يصل حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر إلى ١١ مليار دولار بنهاية العام الحالى.
جاهل، متخلف أم عبيط، ذلك الذى يقارن بين رقم تحقق قبل نهاية يونيو ٢٠١٨ وآخر من المتوقع الوصول إليه بنهاية العام الجارى، أى بعد عام ونصف العام؟!.
الإجابة قد تكون أسهل، بعد أن تقرأ الهراء التالى: «كما تضمن المقال المنشور بجريدة الأهرام معلومات غير دقيقة حول حجم التبادل التجارى بين مصر وألمانيا، حيث أكد الكاتب الصحفى مجدى حبته أن حجم التبادل التجارى بين مصر وألمانيا سجل نحو ٢.٥ مليار دولار، فى حين أن إنفوجراف أعده مجلس الوزراء فى فبراير عام ٢٠١٩، أوضح أن حجم التبادل التجارى بين مصر وألمانيا بلغ نحو ٢.١ مليار يورو».
تعرف طبعًا، أن اسمى «ماجد»، وليس «مجدى». وفوق ذلك، فإن الكلام فى المقال وفى إنفوجراف مجلس الوزراء، لم يكن عن «حجم التبادل التجارى» بل عن «حجم التعاون التنموى بين البلدين»، الذى ذكرت أنه يقترب من ٢.٥ مليار دولار. بينما جاء فى الإنفوجراف أنه ٢.١ مليار يورو. وغير أن المقال منشور فى ٢٢ نوفمبر أى بعد مرور تسعة أشهر على نشر الإنفوجراف، ما يعنى لا منطقية ثبات الرقم وعدم جواز المقارنة، فإن أى حمار عابر، لا يمكنه أن يعقد مقارنة بين رقم بـ«اليورو» وآخر بـ«الدولار»، لاختلاف سعر صرف هذا عن ذاك.
.. وأخيرًا، زعم أحد غلمان «فالصو» أننا نشرنا معلومات غير دقيقة عن «بارون ترامب»، حين أشرنا فى مقال «بارون ترامب وتحذلق المتثاقفين» أنه «أول طفل يقيم فى البيت الأبيض بعد ٥٤ عامًا تفصله عن جون إف كينيدى الابن»، بزعم أن الصحيح هو أنه «أول صبى أمريكى فى البيت الأبيض منذ عام ١٩٦٣ أى منذ ٥٦ عامًا». مع أن بارون دخل البيت الأبيض فى ٢٠١٧ أى بعد أن صار والده رئيسًا. وبالتالى لو قام أى تلميذ فى الصف الأول الابتدائى، بطرح ١٩٦٣ من ٢٠١٧ سيعرف أن النتيجة ٥٤ وليست ٥٦، كما زعم ذلك الغلام الساقط، فى الحساب.