رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سارة المصرى.. مؤسسة أول فريق كندى فى "التقاط الأوتاد"

جريدة الدستور


على الرغم من صعوبة رياضة التقاط الأوتاد بالنسبة للفتيات، لأنها تجمع بين احترافية الفروسية، وتركيز رياضة الرماية، التى ظلت كل منها مقتصرة على الرجال فقط، لكن سارة المصرى استطاعت أن تروج لتلك الرياضة محليا ودوليا عن طريق تأسيسها لأول فريق كندى يمارسها، وحصد أول بطولة ضد نظيره فى الولايات المتحدة الأمريكية.
«الدستور» تواصلت مع سارة للتعرف على أصول هذه الرياضة، وقصة تأسيسها، وتفاصيل أول كأس عالم للسيدات.

-بداية.. هل دراستك لها علاقة برياضة إلتقاط الأوتاد التى امتهنتها؟
لا على الإطلاق، فأنا حاصله علي بكالوريوس زراعة دولية قسم تنمية مجتمع باللغة الإنجليزية، ودبلومة فى تنمية الموارد البشرية فى أكسفورد، ودبلومة فى نظم المعلومات الجغرافية جامعة سيسالى فى اليونان، ودبلومة بإدارة المنظمات الغير حكومية من كلية السياسة والإقتصاد بجامعة القاهرة.

‎- كيف بدأتِ رحلتك في لعبة التقاط الأوتاد؟
بالنسبة للنساء كان الأمر مقتصرًا على العروض فى الأحداث الهامة التي تقدم أمام الرئيس أو المشير حسين طنطاوي، وكان الإشتراك في البطولات للرجال فقط، إلي أن قام العقيد أحمد مصطفى بجمع فريق من السيدات يتبع القوات المسلحة، وكنت محظوظة بكوني واحدة منهم.
ثم تم تكوين فريق آخر من السيدات تابع للشرطة، وانطلقت البطولات بين الهيئتين، وبعد ذلك أصبحت المنافسة أشرس حيث نقوم بالتباري في بطولات مشتركة مع الرجال، وتغلبنا عليهم فى الكثير من الجولات، كما انضمت مؤخرا هيئه جديد تحت رعاية نادي الحرس الجمهوري، وإشراف الرائد محمد رمضان، والذى سوف يزيد من فرص المنافسة على المستوي المحلي.

‎- ماهى قوانين لعبة التقاط الأوتاد؟
هي رياضة ذات أصول تاريخية حربية، و تم تبنيها لتكون رياضة دولية تنتمي إلي رياضة الفروسية، وهي تعتمد على مهارة استخدام سلاحي الرمح والسيف من فوق الجياد، ويطلب من الفارس قطع مسافة ٨٠ متر فيما يقرب من ٦ ثواني، والتقاط هدف لايتعدى عرضه ٦ سم أو أقل باستخدام ذلك السلاح.

‎- لماذا اخترتِ تدريب فريق كندا؟
لم أختار هذا، وكنت أتمنى ممارسة رياضتي المفضلة هنا فى مصر، ولكني لم أجد لها رواج على المستوي المحلي، وفى كندا خطر ببالي فكرة إنشاء فريق للعبة، والترويج لها، فنسقت مع الاتحاد الدولى، خاصة وأن تلك الرياضة كانت غير معروفة فى كندا، وحرصت علي تدريبهم أسبوعيًا حتى تمكن الفريق من التغلب على نظيره الأمريكي في أول بطولة دولية ودية تشارك بها كندا في الولايات المتحدة الأمريكية، والحصول على المركز الأول، وهذا تطلب مجهود كبير لتعليم الفرسان أصول الرياضة الأمر الذي صنع مني مدربة لفريق كندا.


- مالصعوبات التي واجهتك؟
كأي شئ جديد يجب بذل مجهود لتعريف الناس به، واقناعهم بالمشاركة فيه، كما أن مساحة كندا كبيرة جدًا، والانتقال من مكان لآخر يستغرق الكثير من الوقت والجهد.

‎- ما مصير تلك اللعبة في مصر؟
على الرغم من عدم الترويج الكافى للعبة محليا، إلا أنها أصبحت تحظى بدعم كبير من قبل اتحاد الفروسية تحت إشراف اللواء عاطف العطار، رئيس لجنة التقاط الأوتاد بالإتحاد المصري للفروسية و رئيس الإتحاد الافريقي لالتقاط الاوتاد.

‎- ماذا ينقص الرياضة؟
على الرغم من أن عدد الدول الممارسة للعبة الآن أكثر من ٣٥ دوله، و تخظى بدعم دولي عظيم من قبل الاتحاد الدولي لالتقاط الأوتاد وعلى رأسه الشيخ محمد بن عيسي الفيروز، لكنها مازالت تحتاج إلى مزيد من الدعم والشهرة، حتى تسجل من الرياضات الأولومبية.

-ما الشروط الواجب توافرها فى اللاعب حتى ينضم لتلك الرياضة؟
تعتبر تلك الرياضة من الألعاب القليلة التى لاترتبط بسن معين، ولكن يجب على المشترك أن يجمع بين مهاراتى ركوب الخيل والرماية، لأنها تقع ضمن ألعاب الفروسية المعتمدة من الإتحاد الدولى fel، وأن يكون جريئا، فنحن نقطع 80 متر فى أقل من 6 ثوانى ممسكين الخيل بيد واحدة، ونقوم بالجرى بأقصى سرعة، مع حمل السلاح حتى اقتناص الهدف من على الأرض، لذلك فالفروسية تعلمنا الصبر والتواضع، ونبل الأخلاق، والرماية تحفز التركيز والدقة.

-هل هناك قواعد تضمن سلامة الفارس؟
بالطبع توجد عدة قواعد أمن و سلامة تضمن سلامة الفارس، والجواد، ويتم تعلمها واكتسباها ثم يتم الحساب عليها فى البطولات، ومن الممكن استبعاد الفارس إذا لم يلتزم بها.

-حدثينا عن البطولات التى حققتيها؟
حصدت بطولات أوائل الجمهورية، سواء الأول أو الثانى أو الثالث، وعلى المستوى الدولى حصلت على المركز التاني فردي سلاح السيف في جنوب أفريقيا، والمركز الأول فى فرق مهرجان الشرقية الدولي، والمركز الثالث بفرق سلاح الرمح في كأس العالم للسيدات، بالإضافة إلى فوز منتخب مصر للرجال بكأس العالم لالتقاط الأوتاد مرتين علي التوالي ٢٠١٦ و ٢٠١٨.

-هل واجهتي احباط في مسيرتك الرياضية؟
أنا مثل أى شخص أجتهد وأتمرن، وانتظر النتيجة، ولكن لن أنسى الحادث الذى تعرضت له فى ظهرى من ركوب الخيل، وتسبب فى كسر فقرتين، ولازمت السرير لمدة ثلاث شهور، وعندما عدت كان يجب أن أتمرن حتى ألتحق بالتصفيات فى اختيار منتخب مصر للمشاركة فى أول كأس عالم للسيدات، وللأسف كان المستوى فى تراجع والثقة تحت الصفر، ومن قمة إحباطى، خفت من الفشل، لكننى تأهبت للبطولة، التى كنت سأتخلى عنها بسبب كسر ظهرى لولا والدتى وزوجى اللذان شجعانى على الإستمرار، وكذلك بتشجيع اللواء عاطف العطار رئيس اللجنة كان يرى أننى أستطيع تمثيل مصر، وبالفعل حصدت على أعلى النقاط من بين زميلاتي فى المنتخب.

-هل تلك الرياضة شاقة على الفتيات والسيدات؟
لا شىء يصعب على النساء عندما تقرر فعل أمر ما، لأننا نمتلك القوة والإرادة، فنحن نلعب فى هذه الرياضة مثل الرجال فى نفس البطولات، وبنفس الشروط ونواجه الصعوبات نفسها، ونحقق مراكز متقدمة عنهم.