رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضحك القديم


أول ما دخلت المكتب، وشفت سمير غانم قدامى، غصب عنى انفجرت فى الضحك، كان قاعد عادى جدًا مع إسعاد يونس «مع حفظ الألقاب والمقامات والمودة»، قبل تصوير الحلقة معاه، أحرجت جدًا، وسلمت عليه وأنا مكسوف، وقلت تلاقيه زعل، بس هو ما بانش عليه خالص أى زعل.
بعدها، حكى لى صديق، «وهو رجل أربعينى جاد، ذو حيثية اجتماعية كبيرة» إنه كان رايح يزور واحد صديقه، فـ بـ يفتح باب الأسانسير، لقى جوه الأسانسير سمير غانم، صديقى دا بـ يقول لى: إنه كان هـ يموت ويضحك، بس قدر يتماسك، واكتفى بـ تحية بسيطة.
طلع الأسانسير: دور، دورين، بعدين سمير غانم بص له، وقال له: إنت ما بـ تضحكش ليه؟ فـ صاحبى طبعًا وقع من الضحك.
طيب، إيه اللى بـ يضحك فى سمير غانم؟ هل هو كدا لـ وحده، من غير ما يعمل أى حاجة، بـ يضحك؟ أكيد لأ، إنما دا أنا بـ أسميه: «الضحك بـ التراكم»، أنا لما شفته، وكذلك صاحبى، فـ دا بـ يستدعى عندك عشرميت مشهد ضحكت فيه، إنت شايف قدامك: الجنس الخشن خشن والجنس الناعم ناعم، الكورة فين، تحت الحوض، ميزو وبيتهوفن، كابتن جودة، يووووه ما تعدش.
فـ أوقات كتير، لما حاجة بـ ترتبط معاك بـ الضحك، لما تشوفها تانى، تضحك تانى على الضحك القديم، رغم إنها حاليًا ما تضحكش، الحكاية دى مش بس فى الضحك، لكن إحنا هنا بـ نتكلم فيما يخص الضحك بس، الظاهرة دى بـ تخلى فيه حاجة اسمها «نجم كوميديا»، اللى هو ضحكنى قبل كدا، فـ لما أشوفه تانى، هـ أضحك تانى ع الضحك القديم.
هو دا الأفق اللى بـ يعملوا بيه الأفلام الكوميدية دلوقتى، اللى هو هـ نعمل فيلم، فـ نحشد بيه ناس بـ تضحك على قد ما نقدر، بيومى فؤاد بقى أحمد فتحى، محمد عبدالرحمن، محمد ثروت.. أى حد بـ يضحك هاته.
تمام، بس هما مش واخدين بالهم من حاجة، الحكاية دى مفعولها مش ممتد لـ الأبد، يعنى أنا لو شفت سمير غانم تانى، مش هـ أضحك بـ نفس الدرجة، لو شفته تالت مش هـ أضحك خالص، ودا اللى حصل فعلًا، لما رجعوا سمير غانم يمثل، أول ما رجع، ناس كتير فرحت واتبسطت، ويمكن ضحكت، بس تانى عمل وتالت عمل خلاص، بقى يصعب على ظهوره فى الأعمال دى.
محمد سعد مثال تانى، ضحكنا فى اللمبى، ضحكنا فى اللى بالى بالك، ضحكنا فى عوكل، بعد عوكل: ضحكنا فى بوحة على حس اللمبى وعوكل، ضحكنا أقل فى كتكوت، ثم ما عادش بـ يضحك.
فـ أحيانًا، بل كتير من الأحيان، تشوف العمل تضحك، مش لـ إنه يضحك، بس لـ إنه فيه نجم بـ يخلق عندك الحالة دى، فـ إنت تقدر تميز إنت ضحكت ليه.
على العكس من كدا: فطين عبدالوهاب كان بـ يجهز فيلم «إشاعة حب»، علشان إسماعيل ياسين يقوم بـ دور حسين، وكان كاست كله كوميدى، إسماعيل وقتها ما كانش فاضى، من الفيلم دا لـ الفيلم دا، فـ فطين قال خلاص مش مهم، وراح جايب كاست، كلهم، بـ استثناء عبدالمنعم إبراهيم، ما لعبوش كوميدى قبل كدا،
بـ العكس، مشهورين بـ تراجيديا غامقة جدًا.
يعنى إحسان شريف دى مثلًا، ما كانش ممكن بنى آدم يتخيل إنها تلعب دور كوميدى، بس فطين كان واثق من نفسه، ومن الورق اللى تحت إيده، ومن قدرته هو إنه يحول الورق دا لـ حاجة تضحك، حتى بـ عمر الشريف.
فـ أنا دلوقتى لو شفت بـ الصدفة فيلم كوميدى، ولقيت فيه بيومى فؤاد، وضحكت، بـ أقدر أعرف إذا كنت فعلًا بـ أضحك لـ المشهد اللى قدامى دا، ولا لسه بـ أضحك من تأثير الدكتور ربيع:
يا كبير
أمك حامل
هههههههههه