رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صور - حكاية مارلين مونرو المصرية.. «الخيانة والنصب دمرا أسطورتها»

جريدة الدستور

لم تكن حياة الفنانة ليلي هلال ياسين المعروفة في السينما بـ"إيمان" هانئة سواء على المستوى الشخصي أو العملي، فقد كانت تعاني من عثرات عديدة أوقعتها في هوة الاكتئاب، رغم أن ابتسامتها الساحرة كانت من أجمل الابتسامات التى ظهرت على شاشة السينما.
اختارت إيمان مهاجمة الوسط الفني والتعالي عليه لشدة ما رأت فيه من مساوئ لكن حتى مهاجمتها كانت رقيقة ومترفقة وزاهدة رغم ذلك نالتها الألسنة بالسوء، وكان وقع ذلك عليها أشد من الكرابيج، وهي رغم هشاشتها تلك، كانت تلاقي سوء المعاملة والتعسف من زوجها، ما كان يجعلها تعيش حياة الهنود في التأمل والعزلة كي لا تفقد عقلها وتحتمي بهشاشتها.

زواجها من فؤاد الأطرش "الجميلة والوحش"
نشر مفيد فوزي موضوعًا صحفيًا عن "إيمان" في مجلة الموعد، وكان الموضوع أقرب لمعايشة طويلة للفنانة قليلة التحدث للصحافة، حكت فيه بمرارة شديدة عن مرحلة زواجها من فؤاد الأطرش، شقيق الفنان فريد الأطرش، وكيف أن هذا الزواج- الذي انتهى بالطلاق- ترك ندوبًا أثرت على نظرتها للحياة.

تقول إنها أصيبت خلال زواجها باكتئاب شديد وبدأت تسائل نفسها أسئلة عديدة، ماذا بعد رحلة الحياة؟ إن الحياة حينما تعامل الإنسان بتعسف لا يملك إلا أن يفقد الإحساس بالبهجة، أنا متشائمة قل لي من أين يأتيني التفاؤل؟ لنكن صريحين..هل أنا سعيدة؟ لا أظن".
ويبدو أن إيمان كانت تعاني تعنيفًا لفظيًا أثناء زواجها، تقول: "الفرق بين الكرابيج والألسنة أن الكرابيج تؤلم لبعض الوقت واللسان يؤلم كل الوقت".

لكن حتى بعد طلاقها من فؤاد الأطرش لم تتحسن حالتها، كانت تؤثر فيها الشائعات، عكس ما كان يفعل غيرها من زملائها في المهنة ممن يرون الشائعات فرصة لإعادة تسليط الضوء عليهم وإكسابهم مزيدًا من الشهرة.

حينما جاءها خبر تعيس قررت إسعاد من حولها ببسبوسة
ورغم التشاؤم كانت إيمان تبالغ في إخفاء تعاستها من خلال إسعاد الأخرين، ويروي مفيد فوزي واقعة ليدلل على ذلك، يقول: كانت إيمان تستقبل اتصالا هاتفيًا من صديقتها وأثناء الحديث، سمع شقيقها صوت ارتطام بالأرض، فقد سقطت مغشيًا عليها، فهرع إليها وهو يقرب زجاجة برفان من أنفها لتفيق، وعندما أفاقت رفضت أن تفتح فمها وتقول شيئاً، كل الذي قالته وأخذت تردده بلا وعي : مستحيل.. مستحيل".
بعدها بدقائق مسحت دموعها ونزلت بسرعة، وتوجهت إلى أحد محال الحلوى، واشترت كميات هائلة من البسبوسة، ثم ذهبت إلى موقع التصوير فاستقبلها العمال بحفاوة، وقدمت إيمان الحلوى للعمال وسألها مفيد فوزي، لماذا فعلت ذلك؟ قالت : كنت تعيسة، بل كان هذا اليوم هو أتعس أيام حياتي، أردت أن أدخل السعادة على البسطاء، لتتبدد تعاستي واحتفظ بابتسامتي، الناس أشرار إلى أن يثبتوا لي العكس".

قالت : "اتصل بي أحد المخرجين، وقال لي إن ابنته مريضة ويلزم لعلاجها مبلغ كبير، وهو يطلب منى أن أعمل في فيلمه بنصف أجري، ووافقت بلا تردد وسألت مدير التصوير الصديق ضياء المهدي عن المخرج، فقال إنه رجل غلبان، وأنه هو، أي ضياء تطوع للعمل في الفيلم بلا أجر! ماذا كانت النتيجة؟ قرأت السيناريو، وكان تافهًا، وافقت عليه وأنا حزينة، ودخلت الاستديو، وتم التصوير، وتجرأت وطلبت قسطًا من أجرى فأخذ يماطلني ثلاثة أسابيع كاملة، حتى يئست فآثرت الصمت.

رسائل دعم من القراء على استديو النحاس
يقول مفيد فوزي أن إيمان كانت تصلها اشاعات الوسط الفني، وكلها إشاعات سامة قاتلة، قالت ذات مرة في أحد الحوارات بعفوية "أنا حائرة في أمر أهل الفن،إذا شاركتهم سهراتهم فلن أنجو من ألسنتهم، وإذا هربت من سهراتهم فلن أسلم أيضا، ماذا أفعل؟ إذن إنها مشكلة محيرة، من يعرف الحل الصحيح يرسله لى على ستديو النحاس، وشكرا...".
وعندما قرأ الناس هذه التصريحات أرسلوا لها فعلا رسائل مطولة على استديو نحاس، وذات صباح، اتصل عامل التليفون في استديو النحاس بإيمان، وقال لها: رسائل المعجبين جاءت إلى الاستديو...وفهمت إيمان أن المشكلة التى طرحتها على القراء قد أحدثت صدى عندهم.
وأسرعت إلى أول شارع الهرم حيث استديو نحاس واخذت الخطابات وكانت كومة كبيرة وأخذت تقرأ، كان منها خطاب يقول لها أن فؤاد الأطرش- زوجك السابق- جنى عليك يا سيدتي، لقد حدث صدام بينك وبينه في نوعية الحياة والقيم"، وخطاب آخر يقول "نحن جمهورك الذي يحبك ويريد معرفة كل شيء عنك لكنك للأسف تعيشين تحت الأرض لا نسمع حتى همسك"، وآخر يقول "مؤكد أنك تعيشين وسط هذا العالم الغبي بمثاليات النهار وهذه من صفات العشاق الحالمين، أو الخفافيش إن صح التعبير".