رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مجموعة العشرين وإفريقيا".. نشاط الرئيس السيسى فى أسبوع

جريدة الدستور

تعدد نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي،  حيث تلقى اتصالًا هاتفيًا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، زار ألمانيا للمشاركة فى اجتماعات "مجموعة العشرين وإفريقيا"، وأجرى خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس الألماني والمستشارة ميركل وعدد من كبار المسؤولين، رؤساء الشركات الألمانية لبحث توسيع التعاون وجذب الاستثمارات، كما استقبل رئيس جامعة بوخارست.

استهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال رئيس جامعة بوخارست، وبحث معه تعظيم التعاون في مجال التعليم العالي والثقافة بين مصر ورومانيا.

وأكد الرئيس السيسي على أهمية استمرار التنسيق الوثيق بين البلدين لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، خاصة الأكاديمية.

وشهد اللقاء بحث سبل تعظيم التعاون في مجال التعليم والثقافة بين مصر ورومانيا، خاصةً من خلال تبادل الأبحاث العلمية والمنح الدراسية، فضلًا عن إقامة اتفاقيات توأمة لتسهيل التعاون الأكاديمي، بين جامعة بوخارست وعدد من الجامعات المصرية.

وتلقي الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تم خلاله تبادل وجهات النظر بشأن عدد من الملفات الدولية والإقليمية، وفى مقدمتها الوضع في ليبيا، حيث أكد الرئيس موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه الأزمة الليبية والمتمثل في استعادة أركان ومؤسسات الدولة الوطنية الليبية، وإنهاء فوضى انتشار الجماعات الإجرامية والميليشيات الإرهابية، ومنح الأولوية القصوى لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن، ووضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.

وتطرق الاتصال إلى عدد من الموضوعات الخاصة بدعم العلاقات الثنائية، في ضوء المستوى المتنامي للعلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.

وتوجه الرئيس السيسي إلى العاصمة الألمانية برلين، للمشاركة فى اجتماعات مجموعة العشرين وإفريقيا"، التي تهدف إلي دعم التعاون الاقتصادى بين أإفريقيا ودول مجموعة العشرين، من خلال مشروعات مشتركة تسهم فى الإسراع بوتيرة النمو فى القارة السمراء.

وتضمنت زيارة الرئيس السيسي لألمانيا نشاطًا مكثفًا على الصعيد الثنائي، حيث التقى مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في شتي المجالات، بالإضافة إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد الرئيس خلال اللقاء بالطفرة النوعية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في جميع المجالات، مؤكدًا تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.

كما أشار الرئيس السيسي إلى التطلع لمزيد من انخراط ألمانيا عبر آليات مؤسساتها التنموية المختلفة في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، فضلًا عن العمل على مضاعفة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر ودفع عجلة التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

وتطرق اللقاء إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلًا عن آخر تطورات عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة فى ليبيا، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا سعيًا لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة مسارات وجوانب الأزمة الليبية، وبما يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.

والتقى الرئيس السيسي نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي أشاد بالدور المحوري الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصةً في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.

وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لتعميق العلاقات بين البلدين، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، خاصةً في ظل أن ألمانيا تعتبر واحدة من أهم شركاء مصر داخل القارة الأوروبية، والفرصة الكبيرة حاليًا للوجود فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة وتحسن مناخ أداء الأعمال.

واستقبل الرئيس السيسي أنجريت كارينباور، وزيرة الدفاع الألمانية، حيث أكد اعتزاز مصر حكومةً وشعبًا بالروابط الوثيقة التي تجمعها بألمانيا، وحرصها على مواصلة تعزيزها على مختلف الأصعدة خلال الفترة المقبلة في إطار علاقة الشراكة بين البلدين، لا سيما في المجال العسكري في ضوء ما يتعرض له الشرق الأوسط والمنطقة من تحديات كبيرة تفرض علي مصر مسئوليات ضخمة في مجال حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود ومنع الهجرة غير شرعية.

وتم الاتفاق خلال اللقاء على الاستمرار في تطوير وتعزيز التعاون العسكري القائم بين البلدين على هذا الصعيد.

واستقبل الرئيس السيسي إيكارت فون كلايدن، نائب رئيس شركة "مرسيدس بنز" الألمانية لصناعة السيارات، حيث أكد الرئيس سعي مصر لتطوير نشاطها في مجال صناعة السيارات، وذلك في ضوء ما يتمتع به السوق المصري من عوامل لجذب الاستثمارات الأجنبية، بما فى ذلك توافر الإطار التشريعي المحفز للاستثمارات، والبنية الأساسية الجديدة والمتطورة والعمالة الفنية المُدربة ومنخفضة التكلفة.

واستقبل الرئيس السيسي، وفدًا من الاتحاد الفيدرالي الألماني للصناعات الأمنية والدفاعية، وشهد اللقاء التباحث حول آفاق تنويع مجالات التعاون العسكري بين الجانبين، بما في ذلك تدشين مشروعات تصنيع مشترك في مصر، خاصةً في ضوء القدرات المتاحة والإمكانات الواعدة في هذا الإطار لكل من وزارة الإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع.

وزار الرئيس السيسي مبنى الرايخستاج، المقر التاريخي للبرلمان الألماني، وكان في استقباله فولفجانج شويبله، رئيس البرلمان الألماني "البوندستاج"، وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية، وكذلك ترسيخ مبدأ المواطنة ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر وحرية العقيدة، وما أنجزته الدولة المصرية في هذا الإطار خلال السنوات الاخيرة من خلال ممارسات فعلية على أرض الواقع.

واستقبل الرئيس السيسي جيرد مولر، وزير التعاون الاقتصادي والإنمائي بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وأعرب عن التطلع لتعميق وتطوير آفاق التعاون المشترك مع ألمانيا، خاصة في مجال التعليم الأساسي والفني، معربًا عن اهتمام مصر بالاستفادة من نظام التعليم الألماني وخبرته العريقة على خلفية التجارب الناجحة للمدارس الألمانية فى مصر وما تقدمه من تعليم أكاديمي عالي الجودة.

واستقبل الرئيس السيسي هورست سيهوفر، وزير الداخلية الألماني، وأكد الرئيس على أهمية تعزيز التشاور والتعاون المشترك بين البلدين، لا سيما في ظل الظروف والتحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وتنامى خطر الإرهاب والفكر المتطرف وانتشاره.

كما أكد الرئيس أن مكافحة الاٍرهاب والفكر المتطرف من أجل تحقيق الأمن والاستقرار هو حق أصيل من حقوق الإنسان يستوجب علي الدول ضمانها لشعوبها،، وذلك من خلال ممارسات فعلية علي أرض الواقع، ويجب علي المجتمع الدولي دعم تلك الجهود لصالح الإنسانية جمعاء ولمستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وأكد أيضا عزم مصر على المضي قدمًا في التصدى للإرهاب، مستعرضًا الجهود والرؤية المصرية بشأن استراتيجية مكافحة الإرهاب على مختلف المستويات، والتي لا تقتصر على الوسائل العسكرية والأمنية فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

واستقبل الرئيس السيسي بيتر ألتماير، وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، وشهد اللقاء استعراضًا لأوجه التعاون المشترك بين البلدين، في ضوء التنامي المستمر للعلاقات التجارية والاقتصادية المصرية الألمانية، خاصةً أن مصر تعد ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا في الشرق الأوسط.

وشهدت الجلسة الافتتاحية لاجتماعات قمة مجموعة العشرين وإفريقيا عرض فيلم تسجيلي حول مشروع أنفاق قناة السويس، باعتباره نموذجًا ناجحًا للتعاون بين ألمانيا وإفريقيا.

وعقب الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد انتهاء الفيلم قائلا: مشروع الأنفاق الذي عرض في الفيلم التسجيلي، استخدمنا فيها أسلوبًا جديدًا، لأننا قبل ذلك كنا نستعين بشركات عالمية لتنفيذ عمليات الحفر، لكن بدعم من شركة " هينكنشت" بتوفير المعدات وتدريب المهندسين المصريين، وتواجدها الدائم معنا أثناء العمل في الأنفاق الأربعة بدأنا في النفق الخامس الذي سيعبر قناة السويس، وأصبحت لدينا خبرة بعد تنفيذ حوالي ٣٥ كيلو مترا بشركات مصرية ودعم الشركة الالمانية.

وكشف الرئيس السيسي أن مصر بدأت في مشروع جديد لتنفيذ أنفاق المترو بواسطة شركات مصرية، وبدعم من هيركنشت أيضا.

وأكد الرئيس في كلمته أمام القمة غير الرسمية للاستثمار في إفريقيا، أن قضية جذب الاستثمارات هي قاطرة لا غنى عنها في تحقيق التنمية الشاملة المنشودة في قارتنا الإفريقية، فهي تشكل جزءًا لا يتجزأ من مكونات الاستقرار نظرًا لأثرها الإيجابي والعابر لقطاعات الدولة لما يصاحبها من زيادة فى فرص التشغيل، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات، فضلًا عن إضفاء طابع من الثقة إزاء حالة الاقتصاد ككل، وبما يعزز من مساهمة القارة فى سلاسل القيمة المضافة للعملية الإنتاجية على المستوى الدولي.

وقال إن التقييم الأمين للعلاقات المصرية الألمانية، يجعل منها مثالًا يحتذى به للتنسيق والتشاور السياسى، ولبناء الشراكات الاقتصادية والتجارية القائمة على المصالح والمنفعة المتبادلة.

وفي كلمته أمام القمة المصغرة للقادة الأفارقة المشاركين في المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا، أوضح الرئيس السيسي تطورات ونتائج الإصلاح الاقتصادي في مصر، وبصفة خاصة من حيث التحسن الكبير فى مؤشرات الاقتصاد الكلي، ومنها تصاعد معدل النمو ليصبح الأعلى في منطقتنا، واستمرار انخفاض معدلات التضخم والبطالة واتخاذ خطوات حاسمة ،  تحرير سعر صرف العملة الوطنية، وترشيد الدعم لضمان وصوله لمستحقيه، وغيرها من التدابير.

وقال إن مصر تولي أهمية كبرى للعمل مع شركاء التنمية في إطار مبادرات التعاون المختلفة، والتي نتطلع لأن تُترجم عمليًا من خلال تشجيع مشاركة مختلف الشركات في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى في مصر، وعلى رأسها مشروع تنمية منطقة قناة السويس والفرص الاستثمارية الناجمة عن إنشاء عدد من المدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ورفع كفاءة شبكة الطرق القومية، إلى جانب استراتيجية مصر لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، مما يتيح العديد من المشروعات المطروحة للتعاون الإقليمي للربط الكهربائي ونقل وإسالة الغاز، إلى جانب خطة أن تصبح مركزًا رقميًا إقليميًا لنقل حركة البيانات بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.

واختتم الرئيس السيسي زيارته لألمانيا بلقاء مع رؤساء كبرى الشركات والاتحادات الصناعية الألمانية، وذلك بمشاركة بيتر ألتماير، وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، حيث أكد حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات الألمانية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.