رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مترجم موسوعة الأدب الكازاخى: الفكرة الأدبية مثل نور الشمس لا تعترف بالحدود

جريدة الدستور

عبر المترجم السوري٬ عماد محمود طحينة٬ المترجم الرئيسي لموسوعة الأدب الكازاخي٬ خلال حفل تدشين النسخة العربية للموسوعة بالمجلس الأعلي للثقافة٬ عن سعادته بتتويج ثمرة جهده في جسر التواصل بين الشعوب قائلا: "يسعدني ويشرفني أن أشارك وأتحدث في هذا الحفل الكريم الذي يُنظَّم في القاهرة، العاصمة العربية التي لم تعرف شمس الثقافة والفكر فيها على مدى القرون غروبًا، بمناسبة إطلاق النسخة العربية لموسوعة الأدب الكازاخي المعاصر التي تصدر برعاية كريمة من المنظمة العربية للثقافة والعلوم، ضمن برنامج "روحاني جانجيرو"، والتي كان لي شرف ترجمة الجزء الرئيسى منها إلى العربية.

وتابع "طحينة": على مدى العقدين الأخيرين يتحدث العالم عن بلد السهوب الذهبية٬ كازاخستان٬ بلد القرارات الصعبة. تخلَّت طواعية عن رابع أكبر ترسانة نووية٬ أغلقت أكبر موقع للتجارب النووية٬ شيدت عاصمة جديدة "نور سلطان".

وبفترة وجيزة، بالمقياس التاريخي، غدت موطنًا للتعايش والوئام وميدانًا لصناعة السلام. إلى جانب السياسة المحبة للسلام، والانفتاح على العالم، وبناء اقتصاد قوي٬ لم تغفل قيادة جمهورية كازاخستان عنصرًا هامًا، هو بناء الإنسان٬ فقامت بالعديد من الخطوات التي من شأنها أن تعيد إحياء الروح الكازاخية التي عانت من التهميش والطمس خلال الحقبة الشمولية السوفييتية.

ومن هذه الخطوات برنامج "روحاني جانجيرو" الذي تمثل موسوعة الأدب الكازاخي المعاصر وترجمتها إلى لغات العالم هدفه الرئيس.

وأضاف موضحا: موسوعة الأدب الكازاخي المعاصر جاءت في كتابين، الأول عن الشعر، والثاني عن القصة، وتجري ترجمتها إلى لغات عالمية عديدة، تمثّل بطاقة تعريف بالحركة الأدبية في هذا جمهورية كازاخستان الحديثة، ذلك الذي يسير بخطىً واثقةً وثابتةً على طريق التقدم والازدهار. ومن خلال النافذة المشرقة الواسعة التي تمثلها النسخة العربية للموسوعة، بمقدور القارئ العربي أن يطّلع على الأفكار الأدبية التي يجسدها الشاعر الكازاخستاني شعرًا، والكاتب قصةً.

وتابع مؤكدا: أثناء ترجمتي لهذه الأعمال الأدبية الرفيعة، ترسّخت في فكري عقيدةٌ، راسخةٌ في الأصل، عن أن الفكرة الأدبية، بغض النظر عن الأدوات اللغوية التي تُجسَّد بمساعدتها، هي، مثل نور الشمس وعبق الحرية، لا تعترف بالحدود، ولا ترى أمامها خطوط طولٍ أو عرض، بدون تأشيرة دخولٍ تدخل وتتغلغل في وجدان الإنسان أينما كان، فكل ما لمسته في الأعمال الأدبية للموسوعة من حنينٍ إلى أمجاد الأجداد، وحبٍ للأوطان والتغني بجمالها، وصرخةٍ في وجه الظلم، واندفاعٍ نحو الحرية، وحلمٍ بالأفضل، هو نفسه الذي تنقله روائع الأدب العربي٬ حتى الغزل ووصف الحبيب هو نفسه.

من خلال عملي على مدى أكثر من عقدٍ من الزمن في الترجمة مع سفارات جمهورية كازاخستان في العديد من البلدان العربية، تبلورت لدي صورة متكاملة عن صفاء ونقاء وسمو الروح الكازاخية التي لا يبخل في تجسيدها الإنسان الكازاخي فكرًا وأخلاقًا وتعاملًا.

نعم رأيت هذه الروح في الرئيس المؤسس نور سلطان نزارباييف من خلال ترجمتي لخطاباته السنوية إلى الأمة وفلم "سماء طفولتي" وكتابه "عهد الاستقلال".

نعم رأيت هذه الروح في السفراء والدبلوماسيين٬ وفي مقدمتهم سعادة أرمان إيساغالييف الذي يمثل بدماثة أخلاقه الكازاخ الحقيقي.

واختتم "طحينة": أهدي جهدي في ترجمة موسوعة الأدب الكازاخي المعاصر إلى حفيدي الأول، ماجد أبو ماضي، الذي جاء ليزين حياتنا خلال فترة عملي في ترجمتها، وكنت قبل ربع قرن قد أهديت إلى أمه، ابنتي الكبرى، كتابي الأول "حكايات من تراث الشعوب"، وكان عمرها ساعات.