رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مشروع المصريين".. 150 عامًا على إنشاء قناة السويس

جريدة الدستور

على مر التاريخ شهدت قناة السويس ملحمة أثبتت بها عزم الشعب المصري وإرادته، لتصمد أمام حروب وأطماع، وتبقى نصرًا موحدًا للمصريين شاهدًا على رفعة الدولة المصرية وتنميتها، وبهذه الأيام يحتفل الشعب بمرور 150 عامًا على القناة التي جمعت المصريين حولها فأصبحت مشروع المصريين.

ومثلت قناة السويس مشروعًا للمصريين بما حققته من معدلات تنامي كان لها الأثر بزيادة الدخل القومي فقد أفادت وزارة التخطيط عن أن مؤشرات أداء قناة السويس أكدت بأن إيراداتها تنامت خلال الفترة الماضية من 5 مليارات دولار عام 20172016 إلى 5.7 مليار دولار عام 20182017، كما بلغت حوالي 5.73 مليار دولار بنهاية عام 20192018.

كما أشارت الوزارة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لنشاط قناة السويس تنامى ليصل إلى 101 مليار جنيه بنهاية عام 20202019، أما بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي لنشاط قناة السويس (بالأسعار الثابتة)، أوضحت أنه قد ارتفع عام 20192018 بمعدل نمو 7.9٪.

الأمر الذي علق بخصوصه عبد المنعم السيد، الخبير الاقتصادي، أن تلك الإيرادات هي أعلى رقم في تاريخ القناة، مؤكدًا أنها لم تكن لتتحقق من دون القناة الجديدة، مشيدًا بذلك إلى ما تم من خفض زمن العبور من 22 ساعة إلى 11 ساعة فقط، وتقليل زمن الانتظار بالمجرى الملاحي بالقناة، واهتمام الدولة أيضا بالشحن والتفريغ بمنطقة شرق بورسعيد، لافتًا إلى أن عدد السفن المارة من المجرى الملاحي للقناة زاد من 2014 إلى 2018 بنحو 70 بالمائة.

وقناة السويس ممر مائي اصطناعي ازدواجي المرور في مصر، يبلغ طولها 193 كم وتصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وتنقسم طوليًا إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرّة، وعرضيًا إلى ممرين فى أغلب أجزائها لتسمح بعبور السفن فى اتجاهين فى نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحرى بين القارتين وتوفر نحو 15 يومًا فى المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

في عام 1859 بدأت أولى أعمال الحفر بالقناة 10 سنوات لتنتهي في 1869، وساهم فى عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل مصري، مات منهم أكثر من 120 ألفا أثناء ذلك نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة.

وتم افتتاحها عام 1869 في حفل مهيب وبميزانية ضخمة، وفي عام 1905 حاولت الشركة الفرنسية تمديد حق الامتياز 50 عامًا إضافية، إلا أن تلك المحاولة لم تنجح مقاصدها، وفي يوليو عام 1956 قام الرئيس عبد الناصر بتأميم قناة السويس، والذي تسبب في إعلان بريطانيا وفرنسا بمشاركة إسرائيل الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثي والذي انتهى بانسحابهم تحت ضغوط دولية ومقاومة شعبية.

وسببت هذه الحرب إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، إلى أن قام الرئيس السادات بإعادة افتتاحها في يونيو 1975، بعد فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل ووقف إطلاق النار ضمن أحداث حرب أكتوبر.

وفي الفترة الأخيرة، شهدت قناة السويس عددًا من المشروعات لتطوير وتعميق المجرى الملاحي وإنشاء محور القناة الجديد، الذي من شأنه العمل على زيادة حركة التجارة المتنامية واستيعابها، والتي تندرج تحت مسمى "مشروع تنمية محور قناة السويس"، الذي كان لها بالغ الأثر بزيادة الاستثمارات عن طريق عدد من المناطق الاقتصادية الجديدة بالقرب منه.

فكان بين أهم هذه المشاريع مشروع تنمية شرق بورسعيد المتكاملة والذي يمتد على مساحة 144 كيلو متر مربع، ويضم منطقة صناعية تبلغ مساحتها 60 كيلو متر مربع، وشرق بورسعيد للتنمية المصرية بمساحة 16 كيلو متر مربع، والمنطقة الصناعية الروسية أول منطقة صناعية تقيمها روسيا خارج أراضيها، بمساحة 5.25 كيلو متر مربع، وأيضًا ميناء شرق بورسعيد المحوري.

كما اشتمل مشروع تنمية محور قناة السويس أيضًا على تنمية منطقة شرق القنطرة على بعد 30 كيلو متر من شمال محافظة الإسماعيلية تعلى مساحة 13 كيلو متر مربع، ليتم بها عدد من الصناعات الهامة الصغيرة مثل صناعة الحاصلات الزراعية والغذائية.

وكذلك المنطقة الصناعية بالعين السخنة التي تقع على مساحة 210 كيو متر والمؤهلة لاستقبال الصناعات الثقيلة العالمية وجاهزة بالمرافق.

وكان من بين المشروعات التي تم إنجازها بمحور تنمية قناة السويس، والذي أعطاه الرئيس عبد الفتاح السيسى أولوية خاصة كان مشروع "قرية الأمل" الذي مثّل نواة لمشروع المليون فدان كما يكشف المهندس أشرف عبد النبي، مشرف عام مشروعات القناة وسيناء للزراعة الآلية، في تصريحاته الخاصة "بالدستور".

وأوضح "عبدالنبي" أن مشروع قرية الأمل أقيم على مساحة 3500 فدان ليمثل تنفيذًا حقيقًيا للريف النموذجي، ويتابع أن الدولة عملت على بناء 350 منزل بهذه القرية مساحة المنزل الواحد بها 200 مترًا، مردفُا أنه تم توزيعها  على شباب الخريجين، وصغار المزارعين في خطوة نحو تنمية، واستصلاح أراضي زراعية.

ويذكر أن وزارة التخطيط أكدت على أن خطة 20202019 تواصل تنامي الإيرادات بالقناة لتصل إلى 6.1 مليار دولار، مشيرة إلى أن هذا النمو يأتي انعكاسًا لزيادة حجم الحمولة الصافية العابرة لقناة السويس من نحو 1093 مليون طن إلى نحو 1137 مليون طن مع استهداف ارتفاعها إلى 1182 مليون طن في عام 192020.

وكذلك تزايد عدد السفن المارة من نحو 17.8 ألف سفينة عام 20182017 إلى نحو 18 ألف سفينة عام 20192018، ومستهدف أن تصل إلى حوالي 18.2 ألف سفينة في خطة عام 20202019.

وأكد الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس السابق، أن المشروعات الجديدة في المنطقة هي حجر الزاوية لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، لتشمل 192 مشروع باستثمارات 25 مليار دولار فى المنطقة الاقتصادية، و55 مليار دولار وهى قيمة الاستثمارات المستهدفة بالمنطقة الاقتصادية خلال 15 عامًا المقبلة والتي توفر مليون فرصة عمل.