رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيستر سونيا.. طالبات يودعن مديرة "العائلة المقدسة": "علمتنا ما فيش فرق بين الحجاب والصليب"

جريدة الدستور


حالة من الحزن الشديدة انتابت طالبات مدرسة العائلة المقدسة بحلوان أثناء توديع مديرة المدرسة «الأخت سنية» أو «سيستر سونيا»، كما أطلقن عليها، التى ظلت لسنوات طويلة سندًا لهن وغرست فيهن العديد من القيم الجميلة والنادرة.
وحرصت الطالبات على نشر صور عديدة جمعتهن بالمديرة، وعلقن عليها بعبارات جسدت مدى تأثرهن بغيابها، وحملت فى الوقت ذاته عاطفة الحب الجارفة لها.

نشرت الصفحة الرسمية للمدرسة عبارات وداع مؤثرة تفاعل معها الجميع، وأصبح الأمر أشبه بمظاهرة فى حب وعطاء سيستر سونيا.
وحاول أولياء الأمور التوصل إلى سبب رحيل سيستر سونيا، لكنهم وجدوا غموضًا كبيرًا، فلا يعلم أحد لماذا تركت المدرسة بعد كل هذه السنوات؟، هل بسبب بلوغها سن المعاش أم أن هناك أسبابًا أخرى؟
وقالت منى الشيخ، من أولياء الأمور: «كل الطالبات والأساتذة والعاملين كانوا فى وداعها بالأحضان والبكاء، الكل حزين لفراقها».
وأضافت: «كانت ترفع شعار لا صليب ولا حجاب فى المدرسة حتى الثانوية العامة، لأن لديها هدفًا واحدًا وهو أن الجميع عائلة واحدة لا فرق بين الطالبات».
وواصلت: «من بين الأمور الإيجابية أنها كانت تتطوع بنفسها للمساعدة فى تنظيف الفصول بعد حصص الموسيقى، وتطالب الفتيات بالمشاركة فى التنظيف ومساعدة العاملات لأنهن كبار السن وتحثهن أيضًا على قيمة التعاون، وأفكارها كانت حاضرة والطالبات يعرفن جيدًا قيمتها ويتسابقن على تنفيذ أوامرها لهن».
من جهتها، وجهت مروة القاضى، من أولياء الأمور، دعوات صادقة من القلب للمديرة، قائلة: «ربنا يكرمك ويوفقك زى ما ربيتى بناتى، وغرست فيهن حب الخير والإنسانية وتقبل الآخر.. مش ممكن ننساكى دائمًا فاكرينك بالخير».
ومن بين العبارات المؤثرة التى حرص أولياء الأمور على توجيهها لـ«سيستر سونيا»: «المسيح يرعاكى ويسندك ويبعد عنك عدو الخير وتعيشى وتخدمى، وربنا يحقق لك كل أحلامك»، وقال آخر: «إنت عطاء لا ينضب ربنا يبارك فى حياتك دائمًا ملح الأرض ونور العالم نتمنى نشوفك بكل الخير».
وأضافت مها زنون، ولية أمر طالبة: «بنتى اللى فى سنة أولى تيجى النهارده وتبكى عشان المديرة هتمشى، ده معناه كبير جدًا، وأنها نجحت فى الوصول لقلوب الأطفال والتأثير فيهم».
وقالت منال جبريل، من أولياء الأمور: «كنا نتمنى أن تستمرى معنا إلى أن نتخرج من المدرسة مثلما تخرجت على يديكى كل بنات العائلة».
وأضافت ولية الأمر فى رسالتها المؤثرة: «أجيال كثيرة تعلمت منك الاحترام والأخلاق، فهما سلاح البنت مع علمها، وكل الأجيال تذكر سيستر سونيا الأم والمربية والمعلمة والمديرة والأخت الفاضلة التى أتمت رسالتها على أكمل وجه».
بدورها، قالت عبير أحمد، مؤسسة اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إن سيستر سونيا نموذج نادر تفتقده أغلب المدارس، حيث كانت شخصية رائعة ويظهر هذا فى حديث الطلاب وأولياء الأمور عنها.
وذكرت أنها تأمل فى أن تكون هناك نماذج مثلها فى المدارس، مضيفة: «الناس دى هى طاقة الأمل ولولاهم فلن نتقدم، ونفسنا نشوف كل مديرى المدارس بهذا السلوك والانضباط».
وناشدت «عبير» جميع مديرى المدارس على مستوى الجمهورية بالنظر إلى تضحيات سيستر سونيا وما قدّمته للطالبات وتخريجها دفعات وأجيال عديدة، مشيرة إلى أنه لا يختلف عليها أحد، وهناك إجماع على سلوكها المنضبط وأسلوبها السلس فى التعامل مع الجميع.
وذكرت أن أحد أهم أسباب عزوف الطلاب عن المدارس هو افتقاد العديد منها للمعلم والمدير القدوة الذى يشجع الطلاب على التعلم من خلال سلوكه وشخصيته وأسلوبه وطريقة تعامله فى الإدارة المدرسية أو داخل الفصل.
وتابعت: «كل الإيجابيات والمميزات توافرت فى سيستر سونيا، ولهذا شعرت الطالبات بنقص شديد بمجرد معرفتهن بقرار مغادرتها، ولدينا حرص جميعًا على تقديّم الشكر لها على مسيرة العطاء والنجاح والتفوق خلال سنوات عملها فى المدرسة».