رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطر.. مزاعم جديدة.. وتآمر جديد



من جديد، ظهرت تسريبات، شائعات ومزاعم تتحدث عن مصالحة مزعومة، ستنهى القطيعة الممتدة منذ حوالى عامين وأربعة أشهر بين دويلة قطر وثلاث من الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهابية. والطريف هو أن تلك التسريبات، الشائعات أو المزاعم ما كادت تتجدد، حتى كشفت وثيقة مخابراتية غربية عن علم تلك الدويلة المسبق بالهجوم الإيرانى على ناقلات النفط الأربع، فى مايو الماضى.
لم يظهر أى تغير فى السياسات القطرية، بوحى بأنها تريد تطبيع العلاقات أو تسعى إلى انفراج الأزمة، بل بالعكس تمامًا، هناك مزيد من التحركات المناوئة، كاستمرار احتضانها للإرهابيين، ومواصلتها التدخل فى شئون دول المنطقة سواء عبر أذرعها الإعلامية أو عن طريق عملائها، إلى جانب الكثير من مواقفها غير الإيجابية، وبينها ما كشفت عنه الوثيقة، التى اطلعت عليها شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، وأكدت أن الدوحة كانت على علم مُسبق بنشاطات الوحدة البحرية لقوات «الحرس الثورى» الإيرانى المسئولة عن الهجوم على ناقلات النفط.
الهجوم وقع خارج مضيق هرمز الذى يُعد ممرًا حيويًا لإمدادات النفط والغاز، وفيه تعرضت ناقلتا نفط سعوديتان وناقلة نفط نرويجية وسفينة شحن إماراتية، لـ«عمليات تخريبية» قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات، حيث كانت حكومة الولايات المتحدة، قد حصلت على معلومات مخابراتية، قال المسئولون إنها أظهرت أن «الحرس الثورى» كان وراء الهجمات التى عطلت ناقلات النفط فى الخليج العربى فى مايو ويونيو الماضيين، مع أن الحكومات الأخرى لم تتهم إيران بشكل مباشر، كما أظهرت القيادة المركزية للجيش الأمريكى بعض الأدلة تشير إلى ضلوع طهران فى الهجمات ضد ناقلات النفط الأربع.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية رفض التعليق على المعلومات الواردة فى الوثيقة أو التقرير المخابراتى، وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «نحن لا نناقش أى أمور مخابراتية». فى حين نقلت الشبكة عن ناتالى جوليت، عضو مجلس الشيوخ الفرنسى، التى اطلعت على التقرير، أنها «قلقة للغاية» وأكدت اعتزامها طرح هذا الأمر للنقاش مع زملاء لها فى دول أخرى تربطهم صلات قوية بدول فى الشرق الأوسط.
نسخة من التقرير وصلت، أيضًا، إلى إيان بيسلى جونيور، عضو مجلس العموم البريطانى «البرلمان»، الذى أشار، فى رسالة لـ«فوكس نيوز»، عبر البريد الإلكترونى، إلى أن محتوياته «مثيرة للقلق للغاية وتتطلب تحقيقًا جادًا وفوريًا» من الحكومة البريطانية. وقال: «سأطلب من حكومتى التحقيق على الفور فى الادعاءات الواردة فى هذا التقرير»، موضحًا أنه حال ثبوت المعلومات الواردة فيه؛ فإن هذا سيطرح أسئلة جدية حول تحالفات بلاده فى المنطقة.
لا يوجد أى تغير فى السياسات القطرية بوحى بأنها تريد تطبيع العلاقات مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. ومع ذلك تمت إعادة عزف لحن المصالحة، الذى سبق أن عزفه وغنى ورقص عليه الغلمان والمرتزقة فى كل مستنقعات عزمى بشارة، حين طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى، طالبنا نحن المصريين، منذ سنة، بأن نكون منتبهين فى رؤيتنا للأحداث وأن نضع نصب أعيننا ضرورة الحفاظ على حد أدنى من الاستقرار فى كل دول المنطقة بما فيها قطر، لأن المنطقة العربية ما عادت تتحمل أكثر مما تحملته.
مع أن هذا الكلام لم يحمل جديدًا ولم يكن أكثر من ترجمة لموقف مصر الثابت والواضح والذى تم إعلانه بصياغات مختلفة فى سياقات متعددة، إلا أن أبواق العائلة الضالة زعمت أنه «حديث إيجابى لافت»، وخرج منه عملاء أو «زبائن» وسائل الإعلام الممولة قطريًا، تركيًا أو إسرائيليًا، باستنتاجات أقرب ما تكون إلى الـ«هلاوس».
الاستنتاجات، أو «الهلاوس»، نفسها، خرج بها الغلمان، العملاء، أو الزبائن، مما نقلته قناة «الحرة» الأمريكية عن «مصدر» زعمت أنه حكومى، والذى لم يختلف عما سبقها إليه حساب «عاجل السعودية» على «تويتر»، الذى يقيم صاحبه فى إسطنبول. وعليه، كان طبيعيًا أن ينقل عن «مصادر» أن «الانفراجة» المزعومة والمفاوضات تتم بمعزل عن القاهرة. وطبعًا لن نتوقف عند تغريدة المدعو «عبدالخالق عبدالله» التى تنبأ أو بشّر فيها، الثلاثاء الماضى، بحدوث «تطورات مهمة لحل الخلاف الخليجى». وسبب عدم توقفنا هو أن من يتداولونها يصفون المذكور بأنه «مُستشار ولى عهد أبوظبى»، مع أنه هو نفسه سبق أن نفى تلك الصفة.
وأخيرًا، لا يمكن الخروج بشىء، أى شىء، من مشاركة السعودية، الإمارات، البحرين فى بطولة كأس الخليج التى تستضيفها قطر. أما المؤكد فهو أن سياسات تلك الدويلة لم تتغير وأن الشروط الـ١٣، التى تطالبها الدول الأربع بالالتزام بها، ما زالت كما هى. وحال الموافقة عليها، طبيعى أن تتم محاسبة العائلة الضالة عن جرائمها التى لن يسقط كثير منها بالتقادم.