رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"صراع الأسلحة": ما هى أهداف تدريبات "العلم الأزرق" فى إسرائيل ؟

جريدة الدستور

استضافت إسرائيل على مدار أسبوعين تدريباً عسكرياً دولياً ضخماً يسمى "العلم الأزرق" بمشاركة الولايات المتحدة، اليونان إيطاليا وألمانيا، كما شاركت دولًا أخرى كمراقبة في التمرين ومن بينها اليابان وبريطانيا وكرواتيا وإسبانيا وفرنسا.
استضافت إسرائيل التدريب للمرة الرابعة، حيث يجري التدريب كل عامين، لكن هذا العام كان ضخماً ومتطوراً بشكل لافت للانتباه، حيث نفذت الطواقم الجوية تدريبات في مسارات مختلفة خلال ١٠ أيام، نفذت خلالها ١٩ طلعة نهارية وليلية في ٦ سيناريوهات ومسارات مختلفة، بقاعدة "عوفدا" لسلاح الجو في النقب.
شارك في التدريب 70 طائرة قتالية من طراز F-16 و F-35 و F-15 إلى جانب طائرات بدون طيار، مروحيات وطائرات نقل ضخمة من طراز أنتونوف، بالإضافة إلى الطيارين الإسرائيليين شارك 800 جندي أجنبي، كما شاركت لأول مرة طائرة F-35 في التدريب العسكري.
أجريت تدريبات باللغة الإنجليزية، وفقاً لنمط المناورات التي يجريها حلف الناتو، وفي التدريب، تم تقليد العدو من خلال سرب الجيش الإسرائيلي "السرب الأحمر"، والذي شغل بنفسه طائرات من طراز F-35 حتى يصعب قدر المستطاع على الطائرات "الزرقاء"، بالإضافة لذلك قام الضباط من "السرب الأحمر" بتشغيل بطاريات متقدمة مضادة للطائرات من الأرض، بهدف تقليد منظومة S-300 الروسية وهو ما يعكس مغزى التدريب.
يمكن قراءة أهداف التدريب الذي تم وصفه بأنه ليس استعداداً للحرب، ولكن لتحسين القدرات القتالية .. في عدة نقاط.
أولاً: يمكن رؤية تدريبات "العلم الأزرق" كنقطة في سلسلة تدريبات السلاح الأمريكي لمواجهة السلاح الروسي، وهو ما يتعلق برفع القدرات القتالية واكتشاف الثغرات والعيوب، ولهذا انعكاساته على تجارة السلاح العالمية.
ثانيًا: لأول مرة تشارك الطائرات F-35 "الشبح" في التدريبات، وهو ما يمكن فهمه على أنه اختبار جديد لها.
ثالثاً: بالنسبة لإسرائيل التي تستضيف التدريب، فبسبب نشر بطاريات صواريخ S300
في سوريا، وقيام إسرائيل بهجمات جوية من حين لآخر ضد مواقع عسكرية إيرانية لإنتاج الصواريخ الدقيقة في سوريا، فالتدريب سيسهم في تحسين القدرات القتالية الإسرائيلية خلال هذه الهجمات، خاصة بعد انخفاض الهجمات الإسرائيلية على سوريا أواخر العام الماضي بعد نشر بطاريات الدفاع الجوي S-300 في الأراضي السورية.
  • رابعاً: في سياق التقارير التي تفيد بأن هناك تهديداً إيرانياً على إسرائيل، وبعدما أعلن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي أن طهران تعتزم تقديم نسخة خاصة بها من صواريخ الدفاع الجوي S-
  • 300 حيث تم اختبار نظام الصواريخ الذي تم تصميمه وتطويره في إيران بالفعل في عام 2017. يعتبر الجيش الإيراني نظام Bavar 373 النسخة الإيرانية من S-300 الروسي، فإن التدريب يمكن أن يكون جزءاً من الاستعداد الإسرائيلي لأي مواجهة محتملة مع إيران.
هذه ليست المرة الأولى التي تختبر فيها إسرائيل المنظومة الروسية، فـ" منظومة S300 " التي اشترتها قبرص من روسيا، تم تشغيلها أثناء مناورات مشتركة بين سلاح الجو الإسرائيلي واليوناني والقبرصي عام 2015 وقبلها عام 2012 و2010، وبالتالي فإن الطيارين الإسرائيليين تدربوا على كيفية التعامل مع هذه المنظومة بما فيها معرفة طريقة عمل رادار التعقب للأهداف والتعامل معها، وجمع المعلومات عن الرادار، وكيفية التحايل عليه وتفادي أخطار المنظومة، وهو ما يعكس اهتماماَ إسرائيلياً وأمريكياً مبالغاً بالمنظومة.