رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعترافات صباح مع الكاهن: بولس ضحّى بالرهبنة من أجلي.. والأطرش علق صورتي على صدره 20 عامًا

الشحرورة (صباح)
الشحرورة (صباح)

في مذكراتها، التي نشرتها على شكل حلقات مُسلسلة في مجلة الشبكة اللبنانية، كتبت النجمة الراحلة صباح اعترافاتها، وكان أهم هذه الاعترافات ما جاء في الحلقة العاشرة.

○ راهب طلب منها الزواج
قالت صباح" كنت أتردد على إبراشية الموارنة في حي شبرا بالقاهرة؛ لأقوم بخدمة القداس الإلهي، وكان أحد رعاة الإبراشية المرحوم الأب بولس مسعد الذي قتل 1960 على طريق مجدل بلبنان، واتهم في قتله كل من الصيرفي جورج غصن، وسليم عبد الخالق.

وواصلت شحرورة لبنان: كان الأب بولس مسعد شابًا وسيما يحب الحياة، وكنت ألاحظ نظراته تطاردني باستمرار، وأنه يدبر المناسبات ليلتقي بي وجها لوجه، ثم يرشدني إلى طريق الخير والجمال الحقيقي.

والحقيقة لقد اعجبتني ثقافته، فأصبحت استعذب لقاؤه، ومن ضمن الذي كان يقوله لي " الله محبة، والسماء محبة، والأرض محبة، والجمال محبة، لأن الله جميل يحب الجمال"، ولم أكن أعرف أن هذه المحبة كانت نارًا تضرب في قلبه، لقد احبني كما أحب الكاهن بنت الرعية، بل أكثر وربما كان حبه مثل حب الجار لبنت الجيران.

وأدهشني حين وقف مرة معي وقال:
-لقد طفح الكيل يا جانيت"، فسألته: "أي كيل يا أبونا"؟
ولاحظت أن كلمة أبونا قد جمدته تماما، وأكمل:
-" كيل المحبة يا جانيت"
قلت له: لم أفهم، فتابع:
-"لقد تحولت محبتي لك إلى حب.. حب صاعق.. لكنه برئ"، فسألته: "أتعني أنك تحبني يا أبونا"، فأجاب: أجل، أنا أحبك بقلبي وضميري وطهري، لكن أرجوكِ لا تقولي كلمة أبونا مرة ثانية بعد اليوم".
فقلت له:
- "وماذا تحب أن أناديك الآن"؟
فأجاب:
-"قولي يا بولس"
فقلت له:
- "لكني استحي"، فقال: "لا تستحي يا جانيت؛ لأنك حين تنادينني ببولس فقط فإنك تلامسين القلب والحقيقة والواقع".
فقلت:
-"إي حقيقة يا مولانا"؟
فأجاب:
-"لأني سأخلع ثوب الكهنوت يا جانيت إذا.. إذا.. إذا رضيت بي زوجًا، أجل يا جانيت، ساخلع ثوب الكهنوت، وقد فكرت مليًا بالأمر، ووجدت أنه لا يحق لي ككاهن نذر نفسه لخدمة الرب أن ينحدر للدنيويات وهو يرتدي الثوب المقدس، لذلك وإخلاصًا مني لربي وصيانة مني لكرامة الكنيسة قررت أن أخلع ثوب الثوب إذا رضيت بي زوجًا، فهل تقبلين؟"

فأطرقت للحظات وأنا أفكر في هذه المفاجأة، وقلت له:
-"أنا أيضا أحبك يا أبتِ، لكن كما تحب أي مؤمنة رجل رب، وكان يسعدني أن أقرن حياتي بشاب ذكي لو كنت عازبًا ولم تكن كاهنًا، اعتذر يا ابونا واستودعك الله.

وعصر قلب أبونا العذاب فطلب نقله من القاهرة للبنان، وكنت أتصور كل شئ في هذه الحياة إلا أن أغيب عنه 15 سنة، فأعود لأجده مقتولا على درب مهجور في إحدى قرى لبنان.

○ الأطرش وضع صورتي على صدره لمدة 20 عامًا

بعد نجاح أفلامي الثلاثة الأوائل تدفقت علينا عقود المنتجين، وكانوا يتركون لي فراغ أبيض لأسجل عليه الأجر الذي أريده، فقمت بأدوار البطولة بمبلغ يتراوح ما بين الستة والسبعة آلاف جنيه، ومن هذه الأفلام "لبناني في الجامعة" مع محمد سلمان، و"بلبل أفندي" مع فريد الاطرش، والطريف انني وضعت شرطا قاسيًا لقبول العمل في فيلم "بلب افندي"، وهو أن يكون اسمي قبل فريد الأطرش، وقد كان، وظهرت إعلانات الفيلم وعليها اسم صباح وفريد الأطرش، ونجح الفيلم نجاحا هائلًا، فسارع فريد الأطرش للبحث عن قصة جديدة تكون بطلتها صباح، ومن شدة تفاؤله بي وضع فريد صورتي في حرز ذهبي علقه على صدره وقال: "إذا كانت الدنيا وجوهًا واعتابًا فإن دنياي أنا هي صباح".

وحقا كان تفاؤله يقابله تفائل بأغانيه الناجحة لي مثل "من الموسكي لسوق الحميدية"، وأغنية"حبيبة أمها"، وأغنية "أكلك منين يا بطة"، وحاول فريد أن يحتكرني ورفضت؛ لأنه يدخل أغراضه الشخصية في أفلامه، ولأن محبته للأشخاص لا ترتكز على أساس متين.

وأذكر أنني التقيت به في لبنان ودخلت معه في نقاش، كان هو ضد الفن في لبنان، وكنت أنا مع الفن في لبنان، وفسر الأمر على ذوقه، فطار إلى القاهرة ونقل عن لساني كلاما لم أقله، والغرض منه تسويد صفحتي البيضاء على حساب تبييض وجهه، وفوق ذلك نزع صورتي المعلقة على صدره منذ 20 عامًا ومزقها، وحسنًا فعل؛ لأن صحتي تحسنت بعد فعلته والحمد لله.

○ تزوجت الشماس لأتخلص من سيطرة أبي

طرق بابي المنتج الفني حنا فوزي، وطلب مني بطولة فيلم اسمه "أول نظرة" مع الوجه الجديد برهان صادق، وكانت طبيعة الفيلم تفرض لتصوير في لبنان، وكان لبرهان صادق ابن عم يدعى نجيب الشماس، وكان لتوه قد طلق امرأته ولديه ولد يدعى "عبدالله"، ووجدناه يغادر من بلدته كل يوم ليأتي إلينا ليحضر التصوير، ولاحظت ونحن نصور في فيلا محمد قاسم أنه يتودد إلي ويرمي في أذني معسول الكلام، وكان نجيب الشمس من أخطر المتحدثين الماهرين.

ومن كثرة التصاقه بي واحتكاكه الدائم بي استمالني إليه ولما قبض على ناحية القلب مني طلب مني الزواج فورًا، ووافقت فورًا بسبب أن أبي كان ظالما في مراقبته إياي وكنت أبحث عن أية وسيلة أتخلص بها من استعماره الأبوي.

وتزوجنا سرًا، لكن حدث أن علم أبي والبيت بزواجي السري، وبدلًا من الزغاريد خنقتهم الدموع، وقالت أمي: "بعد صباح لن ابقى في البيت، وقالت شقيقتي لمياء "على ماذا أهنئ جانيت"، وقالت سعاد: "الله يكون معك أختي"، وقال أبي: "لن أعطيها مليمًا واحدًا من ثروتها التي تقدر بثلاثين ألف جنيه"، وبالفعل استولى أبي على ثروتي وجني شبابي وتركني أئن من العوز والحرمان.