ليالي الحزن والطرب.. هؤلاء المطربون غنوا في عزاء أقرب الناس إليهم
هناك الكثير من الظروف التي تجبر الفنان على السير عكس رغبته، وهو أن يقوم الفنان بالغناء وهو في حالة شديدة من الحزن تظهر جلية واضحة في صوته وحتى في اختياره للأغنيات، وفي هذا التقرير نرصد عددا من المطربين منهم من غنى بملء إرادته، ومنهم من غنى تحت ضغوط الحفلات وعدم إمكانية الإلغاء بسبب الوقت الحرج..
توفى والد موسيقار الأجيال وكان عبد الوهاب متواجدا في لبنان، وفي نفس اليوم الذي توفى فيه كان عبد الوهاب يقيم حفلة في فندق شاهين، وكان أمير الشعراء أحمد شوقي وطه حسين يصيفان في عالية بلبنان.
وعندما اطلع عبد الوهاب على الصحف المصرية التي كانت تصل متأخرة يوما كاملا إلى لبنان وجد نعي والده، فبكى كثيرا، وكان أمير الشعراء بجواره فأحتضنه وقال له "لا تتضايق ولا تبكي.. ومن حقك أن تحزن.. ومن حقي أن أقول أنني والدك الثاني".
وقرر عبد الوهاب إلغاء حفله المقرر في نفس اليوم، وأخذه أمير الشعراء وذهبا لرؤية طه حسين، وحين رآهما قال حسين " سنسمعك اليوم، ونرجوا أن تكون موفقا".
فرد عليه شوقي بأن عبد الوهاب ألغى الحفل، وحين سأل طه حسين عن السبب، قال له امير الشعراء أن والد عبد الوهاب قد توفى، وتأسف طه حسين كثيرا، ثم توجه بصوته لعبد الوهاب قائلا له" والدك توفاه الله، البقية في حياتك، ولكن لماذا لا تغني؟"، فقال له عبد الوهاب باستغراب" انا لا استطيع أن أغني وأنا في مثل هذا الحزن"، فسأله طه حسين " وهل الغناء كله فرح؟"، فأجابه عبد الوهاب" كلا ولكن المفروض بالناس أن يأتوا إلي الحفل لكي يفرحوا".
فرد طه حسين قائلا " هناك العديد من الناس تحملهم إلى الحفلات أحزانهم وأشجانهم، فلماذا لا تغني؟"، فرد عبد الوهاب "لكني إذا غنيت سأبكي"، فرد حسين " وماله.. ابك.. انت تبكي فوق، وهم يبكون تحت"، وفي الأخير أقنع طه حسين موسيقار الأجيال بضرورة الغناء.
وخرج شوقي مع عبد الوهاب وطلب المتعهد مرة أخرى، واخبره بأنه مستعد للغناء، وتحقق ما قاله طه حسين، وبكى عبد الوهاب على المسرح، وبكى المستمعون في الصالة الواسعة.
قال النجم مدحت صالح خلال حلقة أذاعها برنامج معكم تقديم الإعلامية منى الشاذلي، إنه والفنان علي الحجار قررا تحويل يوم وفاة والده لعمل حفل تأبين له على المسرح القومي في أحد أيام إجازة المسرح.
وغنى صالح دويتو مع المطرب علي الحجار بأغنية"خايف أنساك"، في يوم التأبين.
غنى محمد الحلو يوم وفاة والدته والسبب أنه كان مرتبطا بحفل غنائي في دار الأوبرا المصرية.
يومها ظهر الحلو على المسرح وكأنه لم يحدث شئ، ولكن بعدها بأيام قليلة صدر العدد التالي من مجلة الإذاعة والتلفزيون يحمل مانشي رئيسي يقول" مفاجأة.. الحلو يغني في الأوبرا يوم وفاة والدته".
غنى النجم الكبير محمد فؤاد في إحدى حفلات رأس السنة وذلك بعد وفاة شقيقه الأكبر حسن بيومين فقط.
وكان السبب في غناء فؤاد هو التزامه ببنود العقد مع الفندق الذي استضافه خاصة وأن ميعاد الاعتذار كان قد ولى مما قد يتسبب الامر في كارثة بسبب الخسائر، فاضطر فؤاد للغناء وفاء للعقد الذي يقتضي ذلك.
غنى عصام كاريكا في إحدى حفلات رأس السنة رغم وفاة والدته قبلها بيومين أيضا، وذلك لارتباطه بالحفل ولعدم إمكانية الإلغاء.
